روح البحث

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

مسلسل شناخت وهجوم طالبان وتغطية الجزيرة

مرحبا أيها الاعزاء...
والحقيقة انني امر بحالة مزاجية عصيبة..
هنالك عدة امور لا اكاد استوعبها... لعبة الميديا هذه فوق كل منطق..
ودعوني اكتب هنا هذه الفوضى من الافكار والهواجس.. واعذروني على هذه الفوضى الكتابية!
اعود الى البداية قبل عدة اشهر كتبت ف هذه المدونة عن مسلسلات باكستانية جميلة تابعتها..

الى حين لفتني منذ قرابة شهرين دراما باكستانية لفتاة محجبة، واسم الدراما شناخت وتعني الهوية. بدأت أتابع هذه الدراما وقد تملكني الفضول.. وانقطعت فترة عن المتابعة لظروف.. ثم بداية هذا الاسبوع استأنفت المسلسل مجددا حتى وصلت للحلقة السابعة!
وقرأت عن هذه الدراما وردود المشاهدين على الحلقات التي شاهدتها... وهنا كانت الطامة، صحيح انه من المفروض ان انتظر حتى انهي المسلسل كي لا اطلق احكاما جزافا.. لكنني هنا سأكتفي بما طرح حتى آخر حلقة مفخخة شاهدتها وما تحمل بين ثناياها من افكار مخيفة حقا...


ما فجر الموضوع  وحثني على استعجاله هو هجوم طالبان باكستان الغاشم على المدرسة العسكرية بالامس والذي اسفر عن ضحايا من المدرسين وغالبية ساحقة من الاطفال..

هذا المسلسل الذي يزرع بذور فتنة راديكالية في عقول المشاهدين كربط اطلاق اللحية بحب النبي الكريم وذلك المشهد الدرامي لبطلة المسلسل( آني ) عندما طلبت منها والدتها ان تظهرامام اسرة خطيبها دون حجاب.. وما أثارني فعلا تلك الاغنية الحزينة التي بكى معها المشاهدون حسب تعليقاتهم تعاطفا مع تنازل آني عن حجابها للحظة واحدة عند مقابلة اهل خطيبها في حضرة والديها وكأنها قضية حدية وليس لها تآويل وآراء اخرى في ديننا الاسلامي!!
عن اي اسلام يتحدثون عندما ينفي (روحان ) - بطل المسلسل - الاسلام عن اسرته وبلاده، حينما يقول كيف لا تقبلون بالتزامي باللحية والهوية الاسلامية وانا في اسرة مسلمة وبلد مسلم !
مسلسل شناخت الذي  اقتصر الاسلام بهوية المتزمت وسحب الهوية الاسلامية من تحت أقدام بقية البسطاء الباكستانيين بطريقة درامية خبيثة حيث حدد احداث الدراما في الطبقة البرجوازية واصحاب الفكر الليبرالي الذين يعارضون هذا التزمت كي ينسفهم بطريقة مثيرة للشفقة وربما تنطلي على العوام والسذج!
احيانا اتساءل هل تعي بطلة المسلسل الحسناء مايا علي وطاقم المسلسل من مخرج وكاتبات السيناريو المشكوك في توجهاتهما وهذه القناة التي تفردت ببث المسلسل..ما يقدمونه من سم مدسوس في العسل لمجتمعهم الذي شهد بالامس فاجعة لا تحتملها القلوب!
المصيبة في هذه التآويل الحدية التي يتلقاها المشاهدين!! هل يريدون فعلا زيادة الملتحقين بطالبان التي للمفارقة بالامس هجمت على مدرسة أطفال!


الأنكى أعزائي .. انه تزامن مع واقعة اخرى شهدتها الا وهي قناة الجزيرة الفضائية.. فبالأمس قررت متابعة القناة لمتابعة حدث طالبان.. ففوجئت ببرنامج الاتجاه المعاكس الذي كان يتحدث عن الثورات والارهاب ودفاع فيصل القاسم عن الجماعات الاسلاموية مع ضيفه الذي يشاطره الايدولوجية خليل المقداد وفي الجهة المقابلة روضة السايبي ومحاولتها الرائعة في فضح الممارسات الغوغائية لهذه الجماعات المتطرفة.. ما يدهشني حقا انني دلفت هذا الصباح لأقرا تفاصيل اكثر عن هجوم طالبان ومن بين المواقع دلفت على موقع الجزيرة فوجدت خبرا مخففا عن الحادثة تخيلوا العنوان عشرات الضحايا!! 141 اصبحت بقدرة قادر عشرات وضحايا دون ابراز فئتهم العمرية! حيث اظهر الخبر بكل بجاحة ان الطالبانيين كانوا يستهدفون الكبار(بغض النظر عن كونهم مدنيين ابرياء ومدرسين والمبكي ان معظم القتلى من الاطفال) وحاولت تجنب الاطفال!! ياللبجاحة!!
اذا كانت طالبان افغانستان تنصلت من هذا الاجرام وادانته!! تأتي لنا الجزيرة لتبرره!!

وعجبي!

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

سعار القراءة


حسنا بعيدا عن عينيك الفضوليتين
لقد قمت مجددا
بعاداتي العبثية التي لا تفهمها
ولا يمكنك تفسيرها سوى
انه سعار للكتب!
***
وقد قمت ف الوقت نفسه بتنزيل مجموعة اخرى من الاغاني الهزيلة
للاستعانة بها في خلق مزاج جديد
لهذه الصحبة القادمة التي لا ادري متى وأين
وفي نخب أي قمر وسماء
سوف نتسامر ونقهقه ونتبادل أسرارنا العبيطة!
***
صحبة جديدة نزلت في خيام
جهازي الصحراوي
وإدام وحفاوة وقهوة سوف تدار
والتي حتما ستسرقني منك
شئت أم أبيت!
****
وها قد قمت بتنزيل مجموعة اخرى فوق طاقتي القرائية
او بمعنى آخر فوق الوقت المسموح لي كأم وعاملة
بانتزاع وقت وهدوء وسكينة لأعاقر خمرة الكتب...
***
ولكن حتى لو منعت من القراءة لن أكف عن تحميل الكتب!
ولن تفهم الاسباب الكامنة خلف هذا النزق!
ولن أقدر على تفسير ذلك!

الأحد، 7 ديسمبر 2014

جودي بلانكو




"ادفع اى ثمن مقابل اختبار نشوة أن اكون محبوبة ليوم واحد فقط
جودي بلانكو

أكتب هذه التدوينة على وقع هذه الأغنية البوليودية ذات الوقع الصوفي التي وقعت عليها مصادفة ولست من أصحاب الولاء لأغاني معنية.. فأنا شديدة الملل وسريعة التأفف وحادة المزاج.. أستهلك الأغنية التي أستعذبها كما أفعل حاليا مع هذه الأغنية التي أعرضها على رواد صفحتي وأستنزفها حتى ألقي بها كما نلقي بالعلكة فور اختفاء السكر منها ياله من تعبير فاشي وقاسي الحقيقة لا يمكن أن تكون الأغنية كالعلكة أو كل الأغاني لكن بعضها نعم وفي حالات أسوأ كورقة كلينكس نمسح بها أنوفنا ثم نلقيها....

إن الحقيقة مثيرة للاشمئزاز ، فإما أن يحبنى الجميع ولكن أكره نفسى ، وإما أن أحترم نفسى ويكرهنى الجميع"


حسنا أرجو أن تعذروا حدة تدوينتي ومزاجيتها... أنهيت اليوم وياللمعجزة قراءة كتاب من 300 صفحة تقريبا وهي عبارة عن سيرة ذاتية لجودي بلانكو.. والتي تتحدث عن تفاصيل حالات التنمر التي تعرضت لها خلال مراحلها المدرسية وصل الى الإيذاء البدني ناهيك عن التدمير النفسي الذي تعرضت له الكاتبة والذي استغرقها عشرين عاما حتى تكف عن كراهية نفسها وتستعيد ثقتها!!
والاقتباس أعلاه يفسر أسباب تعرضها للاضطهاد والتنمر هو مخالفتها لثقافة القطيع، وصمودها أمام راحة ضميرها.. وجودي لم تأتِ بهذه الخصال الحميدة إلا من أسرتها.. التي حاولت كثيرا انقاذ جودي الغارقة في الاكتئاب والعزلة، ربما لم يوفقوا في  حل المشكلة لدى ابنتهم بل تأزمت أكثر بسبب تدخلاتهم. فغرقت جودي في الوحدة والعزلة واستثمرت مذكراتها وقصائدها لتعينها على تمضية هذه المرحلة العصيبة على مراهقة صغيرة عيبها انها ترفض الانقياد والانصياع لقانون الغاب . لكن كانت هنالك اسباب اخرى جعلت مشكلة جودي تتفاقم كأصدقائها السلبيين الذين لا يقدرون على الخروج على قانون الشلة! بالاضافة الى تلك الممرضة التي عرفت ان مراهقة ف المدرسة التي تعمل بها تعرضت للاعتداء الجسدي والضرب ولم تحرك ساكنا..بل الانكى ذلك الاستاذ الذي شاهد جودي تسقط وأنفاسها تتقطع بسبب ضربة تعرضت لها من احد المتنمرين فلم يحرك ساكنا ايضا!
إنها المرة الأولى منذ وقت طويل التى اشعر فيها بأننى ممتلئة من الطعام بدلاً من الحزن” 

مشاعر الغبن والظلم التي حملتها جودي في جوانحها وهي تتطلع أن تنتهي هذه العاصفة القاتمة التي داهمت اجمل سني عمرها كلفتها جراحا وأتراحا وذكرى ملتهبة كالجمر.
لم تكن جودي يوما ما ضعيفة بل كانت قوية وصامدة بعكس ما كانت تتخيل عن نفسها..ولهذا وصلت الى منصة النجاح واستطاعت انتزاع الاعجاب بل والاعتذار من أولئك المتنمرين الذين كانوا يعتبرون ما فعلوه مجرد طيش مراهقين!!
محزن جدا ألا يقدّر مثل هؤلاء حجم الدمار الذي يخلفونه في قلوب ضحاياهم!
إلا أن نجاح جودي يغسل قلبها أخيرا..وتبدأ حياتها تتوهج بعد مواجهتها لأولئك المتنمرين أخيرا! قصة جديرة أن يعرفها المراهقين .