روح البحث

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

Dil Dhadakne Do

لماذا تحدث الامور هكذا، فعندما يكون الشخص قريبا منك تنسى ان تخبره بتلك الاشياء المهمة التي تعصف بقلبك فور غيابه! هكذا يوجه بلوتو تساؤلاته الفلسفية للمشاهدين عبر فيلم دع القلب ينبض. دراما وكوميديا عائلية تقدمها المخرجة المبدعة زويا اختر. فيلم Dil Dhadakne Do انتاج ريتيش سيدواني وفرحان اختر، وسيناريو زويا اختر وريما كاجتي وحوار فرحان اختر وجافيد اختر، وبطولة كل من انيل كابور، وشيفالي شاه، وبريانكا تشوبرا، ورنفير سنج، والفنانة انوشكا شرما. وظهور خاص للفنان فرحان اختر والسرد بصوت الفنان المتألق عامر خان.


يتناول الفيلم آل ميهرا، عائلة بنجابية برجوازية، لديها حساسية شديدة لما سيقوله المجتمع عنها، لذا دائما ما تمارس النفاق الاجتماعي وتتظاهر بالسعادة رغم كم المشاكل التي تمر بها. تقوم هذه العائلة بدعوة اقاربها واصدقائها في رحلة بحرية مكلفة لمدة عشرة أيام الى البحر الابيض المتوسط رغم المشاكل المادية التي تمر بها، بمناسبة الذكرى السنوية لعيد زواج هما الثلاثين. كمل ميهرا ” انيل كابور” رجل أعمال ثري يملك شركة Ayka والتي استوحى اسمها من احرف اسماء ابنائه ايشا وكبير. يواجه ميهرا الكثير من المشاكل في حياته حيث تمر شركته الاثيرة التي اسسها بجهده وثمرة شبابه بأزمة مالية شديدة وعلى حافة اعلان افلاسها. كما ان علاقته بأسرته ليست على ما يرام، وبالخصوص زوجته نيلام ميهرا، اذ لا يفوت فرصة في توجيه الانتقادات اللاذعة لها. نيلام ميهرا ” شيفالي شاه” الزوجة التي اهملها زوجها، وتحولت علاقتها به الى اداء تمثيلي امام الناس وحسب، ففي احد المشاهد تقول لزوجها الذي امسك بيدها برومانسية، لا داعي للتمثيل الآن فلا أحد يرانا هنا! الزوجان ميهرا يفتقدان أبسط مفاهيم الحوار، فسريعا ما يتحول كلامهما الى معركة تقزيم وتقليل من شأن الآخر، ويحدث هذا عندما يكونان بعيدا عن عيون المجتمع فقط. آيشا ميهرا “بريانكا تشوبرا” الابنة الكبرى لعائلة ميهرا سيدة أعمال عصامية أثبتت نجاحها في السوق، ورغم ذلك لم تتلق أي تقدير من عائلتها. آيشا متزوجة من مناف “راهول بوس” الا انها غير سعيدة في حياتها الزوجية نظرا للاختلافات الشاسعة بينها وبين زوجها. وتحاول جاهدة في ردم الصدع بينهما، وارغام نفسها على حبه ولكن بلا جدوى. وعندما تذهب لأخذ النصح من والدتها تنصحها نيلام بترك اعمالها وتجارتها والاهتمام ببيتها وزوجها! تتفاقم مشاكل آيشا وتلجأ لعائلتها في طلب الطلاق من زوجها، فيهددها والدها بالتخلي عنها لأنه لم ولن يحدث في تاريخ هذه العائلة اي طلاق! كبير ميهرا “رنفير سنج” الابن الاصغر والمدلل من قبل والديه، والوارث الحقيقي لأملاك ميهرا، يعشق الطيران ولا يجد نفسه في عالم الأعمال إلا أن والديه يجبرانه على إدارة الشركة. كما يرشحان له فتاة ثرية ليتزوجها رغما عنه انقاذا للعائلة من الافلاس. لهذا تقوم العائلة بدعوة المليونير الجشع السيء الخلق لاليت سود وعائلته لهذه الرحلة البحرية لتقريبه من ابنتهم نوري التي تم فسخ خطبتها مؤخرا. إلا أن كبير ونوري لا يتبادلان الاهتمام، فهي ستقع في حب شاب آخر من طاقم الرحلة ، بينما كبير يقع في غرام راقصة اسمها فرح علي والتي تؤدي دورها الفنانة انوشكا شارما. فتاة شجاعة هربت من عائلتها لتحقيق أحلامها، فيتعلم منها التمسك بأحلامه ومجابهة مخاوفه. بلوتو: كلب العائلة الظريف والحكيم، والسارد الذي يوضح للمشاهدين التعقيدات التي يواجهها أبطال الفيلم، والذي يتحدث بلغة فلسلفية، كتبت له خصيصا من قبل الشاعر المعروف جافيد اختر والد المخرجة، وقام بأداء صوته الفنان المحبوب عامر خان مما يعد اضافة هامة للفيلم وشعبيته. سني غيهل: فرحان اختر، ابن مدير أعمال ميهرا والذي يدين بالفضل له في مساعدته ماليا في دراسته بالخارج، وحبيب آيشا السابق، الذي يثير حنين وذكريات آيشا بقدومه الى الرحلة. كما ضم الفيلم شخصيات ثانوية اخرى، تركت انطباعا لطيفا على المشاهدين. وقد استغرق تصوير الفيلم في الرحلة البحرية لمدة اكثر من شهر، مما حدا ببعض الفنانين اعتبارها رحلة ترفيهية من خمس نجوم. تميز الفيلم بتصوير مشاهد البحر الخلابة، والمدن السياحية الجميلة في تركيا واليونان، واختيار الاثاث والملابس الانيقة والتسريحات والمكياج وحتى تقديم الطعام والمشروبات بطريقة انيقة تتناسب مع طقوس حياة العائلات البرجوازية. في هذه الرحلة تتكشف وقائع حياة هذه الاسرة وتطفو للسطح كل المشاكل المؤجلة. لتبدأ جولة الصراحة ومواجهة الحقيقة التي زيفوها خوفا من عيون المجتمع. أشاد المشاهدون للفيلم في الهند وباكستان وواشنطن بأداء انيل كبور ورنفير سنغ بالخصوص الذي تقمص الدور ببراعة. واحبوا فكرة الفيلم الواقعية والتأمل في العلاقات العائلية. انتقد النقاد طول الجزء الاول من الفيلم واعتبروه مملا بعض الشيء، كما انهم افتقدوا بعض العمق لشخصية رنفير وانوشكا. واعتبر بعضهم أن قصتهما تكرار لقصة ريتيك روشان وكاترينا كيف في فيلم المخرجة السابق Zindagi Na Milegi Dobara . في حين اتسم الجزء الثاني من الفيلم بتسارع الاحداث ليحبس المشاهد لمعرفة ماذا سيحدث. الجدير بالذكر، أن زويا اختر تعتبر من المخرجات القلائل اللواتي استطعن أن يضعن بصمتهن على شباك التذاكر، لتنافس بذلك المخرجين الذكور المهيمنين على بوليود. وسجلت اختر أول دخول اخراجي لها عبر فيلمLuck By Chance والذي كان من بطولة شقيقها فرحان، ونال استحسان النقاد في عام 2009م. كما تميزت افلامها فيما بعد بتعدد النجوم فهي لا تحب افلام البطولة المطلقة لنجم واحد. وفازت بجائزة افضل مخرج عن فيلمها Zindagi Na Milegi Dobara عام 2011م.

نشر هذا المقال بجريدة الزمن


فنجان

دوار تلك الكلمات الهائمة..
و دوران ملعقة فضة..
ذوبان قطيع الوقت
مع قطعة سكر..
انزلاق شهقة
من حافة فنجان
لتتنصل ضحكة خافتة
كدخان قهوة
أصابع تتحين
لمسة
اظفار تنبش
الخوف
ورمش
يمشط المقهى 
خلسة!
لتربو
في لهيب الغفلة
قبــــلة!


الأحد، 8 نوفمبر 2015

Taare Zameen Par

من كان يتخيل امكانية اصدار فيلم تربوي في بوليود، ويحقق نجاحا تجاريا هائلا! لا يتجرأ على هذا في بوليود سوى الفنان الباحث عن الكمال عامر خان.


وفي لقاء تلفزيوني معه قبيل صدور فيلمه بأيام قلائل، سئل عن ماهية مغامرته المالية - كونه منتج الفيلم - باصدار هذه النوعية من الافلام في مقابل منافسة شرسة من الأفلام الترفيهية التجارية المعروضة في تلك الفترة في دور السينما. أجاب عامر خان: أنه لا يضع في حسبانه نوعيات معينة من الافلام ليقوم بانتاجها وإنما النص هو الحكم. فإن لامسه النص شخصيا فلن يتردد أن يتبع قلبه ولهذا هو يؤمن بهذا الفيلم لنه اثر فيه شخصيا وقربه من ابنائه. و لعل هذه المعادلة هي عامل نجاح عامر خان.
سنستعرض لكم ايها الاعزاء، الفيلم الذي غير حياة الكثيرين في انحاء العالم، إنه الفيلم الدرامي، العائلي، التربوي، نجوم على الارض.
الفيلم من انتاج واخراج وبطولة الفنان عامر خان ، وتأليف امول غوبتي، وبطولة النجم الصغير درشيل سفاري، وتيسكو تشوبرا وفيفن شارما. وصدر الفيلم عام 2007م.
كان مخرج الفيلم في البداية هو مؤلف النص امول غوبتي، ولكن حدثت بعض المناقشات واختلاف وجهات النظر في بداية مشوار الفيلم في البحث عن طريقة اخراج اكثر ابداعية، فتنحى المخرج امول عارضا على عامر خان منتج الفيلم، مجموعة من اسماء المخرجين المرشحين لاخراج هذا الفيلم، ظل عامر خان متوجسا من اجل النجم الصغير بطل الفيلم درشيل سفاري، والذي اختاره من بين مجموعة كبيرة من الاطفال المتنافسين على هذا الدور، وخشي ان يخسر درشيل اذا تدخل في المشروع مخرج جديد، حينها قرر عامر خان ان يخرج الفيلم وأن يبقي كاتب النص الى جانبه يعينه ويرشده حتى نهاية الفيلم. وهكذا ساق القدر هذا الفيلم ليكون باكورة اخراجه.
 تدور أحداث الفيلم حول طفل بعمر8 سنوات اسمه ايشان "درشيل سفاري" الذي لا يحب المدرسة، ويتعرض للفشل المتكرر في الامتحانات نظرا لمواجهته صعوبات في فهم المواد الدراسية. مم جعله عرضة للتوبيخ والتقليل من شأنه من قبل اساتذته وزملائه. وعلى الرغم من ذلك فايشان لديه عالمه الابداعي الخاص المليء بالألوان وشتى المغامرات والذي بكل أسف لا يستطيع نقله للآخرين، فهو فنان موهوب لم يكتشف بعد.
يقرر والد ايشان بعد استلامه تقرير مستوى طفله المتدني بارساله الى مدرسة داخلية أملا في تحسن مستواه وسلوكه، فيغرق ايشان في حالة من الكآبة والخوف رغم صداقته براجان "تاني تشيدا" الطالب المميز دراسيا والذي يعاني من اعاقة جسدية.
تتغير حياة ايشان بوصول استاذ الفنية الجديد رام شنكر نيكمب "عامر خان" لتلك المدرسة، يلقى الاستاذ الجديد الترحيب من الاطفال، لاسلوبه المرح والمختلف كليا عن سلفه الصارم. يلاحظ رام ان ايشان غير متفاعل مع الطلبة في الصف ويعاني من الكآبة. فيهتم بمتابعة حالته وتقاريره المدرسية، فيتوصل الى ان ايشان يعاني من الديسلكسيا "عسر القراءة".
يتوجه الاستاذ نيكمب الى مومباي لزيارة منزل ايشان، وهنالك يكتشف مدى ابداع ايشان في الرسم، ويتحدث نيكمب الى والدي ايشان ويستوضح منهما سبب ارساله الى مدرسة داخلية وابعاده عن دفء عائلته. فيوضح "اواشتي" والد ايشان عن فلسفته الصارمة، ان هذا افضل تأديب لابنه ليصبح معتمدا على نفسه وليهتم بدروسه التي اهملها. يخرج الاستاذ نيكمب مذكرات ايشان ليحلل مدى حنين الطفل لعائلته من خلال رسوماته. ينتقد الاستاذ عدم فهم اواستي لابنه والصعوبات التي يعانيها.
يعود الاستاذ رام شنكر الى المدرسة، ويبدأ بالتطرق في حصص الفن الى مبدعين مشاهير كانوا يعانون من الديسلكسيا، ثم اشار الى نفسه انه منهم يعاني ذات الصعوبة، مستثيرا بذلك اهتمام ايشان.
يستأذن الاستاذ نيكمب ان يقدم لايشان حصص تقوية، ويبدأ على الفور بتدريس ايشان بطرق ابداعية جديدة، ابتكرها متخصصي الديسلكسيا، ورويدا رويدا يتزايد اهتمام ايشان في الارقام والحروف ويبدأ مستواه الدراسي في التحسن.
مع نهاية العام الدراسي، يقيم الاستاذ نيكمب مسابقة في الرسم على مستوى المدرسة يشارك فيه المعلمون والطلاب على السواء، وفي جو مليء بالمرح وروح التنافس، يبدأ الطلاب والمدرسون برسم لوحاته، الي تباينت في مستواياتها، ثم عرضت اللوحات على الرسامة لاليتا لاجمي، الحكم التي احضرت خصيصا لتقييم اللوحات، ثم يتم الاعلان عن الوحة الفائزة، وهي لوحة ايشان مع لوحة الاستاذ نيكمب الذي رسم بورتريه لايشان.
يتذوق ايشان طعم النجاح، وينال الاستحسان والتصفيق لاول مرة في حياته، ويتهافت الجميع لتهنئته. ينتهي الفيلم، بعودة ايشان مع عائلته لمومباي لقضاء عطلة الصيف،  ويشكر الوالدان الاستاذ على دعمه واهتمامه اللامحدود بايشان، وينتهي الفيلم بعناق ايشان لاستاذه.
اكتسح الفيلم شباك التذاكر، وتمت دبلجة الفيلم الى اللغة التاميليلة والتليغو. وفي اكتوبر 2998م تم عرض الفيلم في واشنطن من قبل المنظمة العالمية للديسلكسيا، عبر خان عن شعوره عن ذلك الحدث ، انه كان في حالة فضول لردة فعل الجمهور الاجنبي على فيلمه، كما انها المرة الاولى يعرض فيلما له في قاعة مؤتمرات بدلا من دار سينما. ولاحظ نفس ردات الفعل التي شاهدها على جمهور وطنه الهند.

نال الفيلم استحسان النقاد بل ان بعضهم اعتبره قطعة فنية فريدة، بالاضافة الى صناع الافلام الذين تأثروا بالفيلم بشكل كبير. كما ان الفيلم ساهم بشكل كبير في نشر الوعي بالديسلكسيا.  
فاز الفيلم بجوائز عديدة من عدة مهرجانات ، كجائزة افضل فيلم وافضل سيناريو وافضل قصة وافضل مخرج وافضل ممثل للنجم الصغير درشيل سفاري.

 * نشر المقال بجريدة الزمن