روح البحث

الأحد، 8 نوفمبر 2015

Taare Zameen Par

من كان يتخيل امكانية اصدار فيلم تربوي في بوليود، ويحقق نجاحا تجاريا هائلا! لا يتجرأ على هذا في بوليود سوى الفنان الباحث عن الكمال عامر خان.


وفي لقاء تلفزيوني معه قبيل صدور فيلمه بأيام قلائل، سئل عن ماهية مغامرته المالية - كونه منتج الفيلم - باصدار هذه النوعية من الافلام في مقابل منافسة شرسة من الأفلام الترفيهية التجارية المعروضة في تلك الفترة في دور السينما. أجاب عامر خان: أنه لا يضع في حسبانه نوعيات معينة من الافلام ليقوم بانتاجها وإنما النص هو الحكم. فإن لامسه النص شخصيا فلن يتردد أن يتبع قلبه ولهذا هو يؤمن بهذا الفيلم لنه اثر فيه شخصيا وقربه من ابنائه. و لعل هذه المعادلة هي عامل نجاح عامر خان.
سنستعرض لكم ايها الاعزاء، الفيلم الذي غير حياة الكثيرين في انحاء العالم، إنه الفيلم الدرامي، العائلي، التربوي، نجوم على الارض.
الفيلم من انتاج واخراج وبطولة الفنان عامر خان ، وتأليف امول غوبتي، وبطولة النجم الصغير درشيل سفاري، وتيسكو تشوبرا وفيفن شارما. وصدر الفيلم عام 2007م.
كان مخرج الفيلم في البداية هو مؤلف النص امول غوبتي، ولكن حدثت بعض المناقشات واختلاف وجهات النظر في بداية مشوار الفيلم في البحث عن طريقة اخراج اكثر ابداعية، فتنحى المخرج امول عارضا على عامر خان منتج الفيلم، مجموعة من اسماء المخرجين المرشحين لاخراج هذا الفيلم، ظل عامر خان متوجسا من اجل النجم الصغير بطل الفيلم درشيل سفاري، والذي اختاره من بين مجموعة كبيرة من الاطفال المتنافسين على هذا الدور، وخشي ان يخسر درشيل اذا تدخل في المشروع مخرج جديد، حينها قرر عامر خان ان يخرج الفيلم وأن يبقي كاتب النص الى جانبه يعينه ويرشده حتى نهاية الفيلم. وهكذا ساق القدر هذا الفيلم ليكون باكورة اخراجه.
 تدور أحداث الفيلم حول طفل بعمر8 سنوات اسمه ايشان "درشيل سفاري" الذي لا يحب المدرسة، ويتعرض للفشل المتكرر في الامتحانات نظرا لمواجهته صعوبات في فهم المواد الدراسية. مم جعله عرضة للتوبيخ والتقليل من شأنه من قبل اساتذته وزملائه. وعلى الرغم من ذلك فايشان لديه عالمه الابداعي الخاص المليء بالألوان وشتى المغامرات والذي بكل أسف لا يستطيع نقله للآخرين، فهو فنان موهوب لم يكتشف بعد.
يقرر والد ايشان بعد استلامه تقرير مستوى طفله المتدني بارساله الى مدرسة داخلية أملا في تحسن مستواه وسلوكه، فيغرق ايشان في حالة من الكآبة والخوف رغم صداقته براجان "تاني تشيدا" الطالب المميز دراسيا والذي يعاني من اعاقة جسدية.
تتغير حياة ايشان بوصول استاذ الفنية الجديد رام شنكر نيكمب "عامر خان" لتلك المدرسة، يلقى الاستاذ الجديد الترحيب من الاطفال، لاسلوبه المرح والمختلف كليا عن سلفه الصارم. يلاحظ رام ان ايشان غير متفاعل مع الطلبة في الصف ويعاني من الكآبة. فيهتم بمتابعة حالته وتقاريره المدرسية، فيتوصل الى ان ايشان يعاني من الديسلكسيا "عسر القراءة".
يتوجه الاستاذ نيكمب الى مومباي لزيارة منزل ايشان، وهنالك يكتشف مدى ابداع ايشان في الرسم، ويتحدث نيكمب الى والدي ايشان ويستوضح منهما سبب ارساله الى مدرسة داخلية وابعاده عن دفء عائلته. فيوضح "اواشتي" والد ايشان عن فلسفته الصارمة، ان هذا افضل تأديب لابنه ليصبح معتمدا على نفسه وليهتم بدروسه التي اهملها. يخرج الاستاذ نيكمب مذكرات ايشان ليحلل مدى حنين الطفل لعائلته من خلال رسوماته. ينتقد الاستاذ عدم فهم اواستي لابنه والصعوبات التي يعانيها.
يعود الاستاذ رام شنكر الى المدرسة، ويبدأ بالتطرق في حصص الفن الى مبدعين مشاهير كانوا يعانون من الديسلكسيا، ثم اشار الى نفسه انه منهم يعاني ذات الصعوبة، مستثيرا بذلك اهتمام ايشان.
يستأذن الاستاذ نيكمب ان يقدم لايشان حصص تقوية، ويبدأ على الفور بتدريس ايشان بطرق ابداعية جديدة، ابتكرها متخصصي الديسلكسيا، ورويدا رويدا يتزايد اهتمام ايشان في الارقام والحروف ويبدأ مستواه الدراسي في التحسن.
مع نهاية العام الدراسي، يقيم الاستاذ نيكمب مسابقة في الرسم على مستوى المدرسة يشارك فيه المعلمون والطلاب على السواء، وفي جو مليء بالمرح وروح التنافس، يبدأ الطلاب والمدرسون برسم لوحاته، الي تباينت في مستواياتها، ثم عرضت اللوحات على الرسامة لاليتا لاجمي، الحكم التي احضرت خصيصا لتقييم اللوحات، ثم يتم الاعلان عن الوحة الفائزة، وهي لوحة ايشان مع لوحة الاستاذ نيكمب الذي رسم بورتريه لايشان.
يتذوق ايشان طعم النجاح، وينال الاستحسان والتصفيق لاول مرة في حياته، ويتهافت الجميع لتهنئته. ينتهي الفيلم، بعودة ايشان مع عائلته لمومباي لقضاء عطلة الصيف،  ويشكر الوالدان الاستاذ على دعمه واهتمامه اللامحدود بايشان، وينتهي الفيلم بعناق ايشان لاستاذه.
اكتسح الفيلم شباك التذاكر، وتمت دبلجة الفيلم الى اللغة التاميليلة والتليغو. وفي اكتوبر 2998م تم عرض الفيلم في واشنطن من قبل المنظمة العالمية للديسلكسيا، عبر خان عن شعوره عن ذلك الحدث ، انه كان في حالة فضول لردة فعل الجمهور الاجنبي على فيلمه، كما انها المرة الاولى يعرض فيلما له في قاعة مؤتمرات بدلا من دار سينما. ولاحظ نفس ردات الفعل التي شاهدها على جمهور وطنه الهند.

نال الفيلم استحسان النقاد بل ان بعضهم اعتبره قطعة فنية فريدة، بالاضافة الى صناع الافلام الذين تأثروا بالفيلم بشكل كبير. كما ان الفيلم ساهم بشكل كبير في نشر الوعي بالديسلكسيا.  
فاز الفيلم بجوائز عديدة من عدة مهرجانات ، كجائزة افضل فيلم وافضل سيناريو وافضل قصة وافضل مخرج وافضل ممثل للنجم الصغير درشيل سفاري.

 * نشر المقال بجريدة الزمن

  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق