روح البحث

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

Duaa

دعــــاء
-------
أسأل من
لماذا
بلا لسان هو.. هذا المكان؟
**
لحظات السعادة
أين أبحث عنها
بلا أثر
الوقت هنا أيضا!
**
لا اعلم كم عدد الشفاه التي اعتلتها الشكوى
وكم هي المسافة التي تبعدنا عن الحياة
**
لماذا تتعلق الأحلام بهذه العيون
عندما تسقط خطوط الأقدار من على هذه الكفوف
بلا سبب!
**
تلك الدعوات التي بعثتها
 ذهبت الى السماوات
لترتطم عائدة الى الابد!
***
تحدثت الأنفاس قائلة
أن الأقدار ولت
ولا أثر حتى لطريق!
***
النبضات تحدثت قائلة
ان القلب ترك جسدا بلا روح!
***
هذا ما أفكر به مرارا هنا وحيدا!
تتبع خطواتي دخان الذكريات!
***
تلك الدعوات التي بعثتها
وذهبت للسماوات

ارتطمت لتعود الى الابد!




الاثنين، 16 يونيو 2014

حكاية قصيرة جدا!





أنتِ لستِ سوى امرأة حاقدة..ولم أكن لك سوى المسدس الذي تصويبنه على من تشائي من أعدائك الذين اختلقهم عقلك المريض!
" وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ".

الأحد، 15 يونيو 2014

حكايات مبتورة


أقرأ في عينيك..
حكايات مبتورة!
***
ما زلت أزدرد تلك القهوة التي لم نتمكن من إتمام مذاقها!
***
تلك الصلة الروحية التي اصطدمت بعنادنا!
***
ذلك الصمت المتأجج
ألهب الطريق الى الخلاص!
***
أستل من حزنك..
معزوفة تبلل مساءاتي
ووحدتي!
***
أنعي بقلمي لحظات فرح!
***
أخربش وجهك
بمخاوفي!
***
أحنط رفاة الذكرى..
للذكرى!
***
أدرنا ظهرينا ..
فأدار الحُب وجهه!
***
لحظات تفصلنا..
عن اللقاء!
لنصطدم بوحدتنا!
***
أكل هذا الغضب يتفجر على الدنيا!
ليبتر الحكايا على شفاهك!

وتطفو أشلائها على صفحة عينيك!

الاثنين، 9 يونيو 2014

شكرا!

تتجمع في جوف الذاكرة احداث..
ومشاعر.. حتى تجد منفذا لتفيض!
هكذا هي الكتابة..


كانت ساهمة، غارقة في لجة من الهواجس والأفكار المتلاطمة، قربت كوب الشاي من شفاهها..ثم تراجعت كمن تذكر أمرا مهما، رفعت رأسها اليه: لدى زميلتي خادمة تتفنن اذا طلبت منها شيئا، فإذا طلبت منها كأس ماء، ستأتيها بصحن من الرطب أو قطعة كعكة بجانب كأس الماء المنعش!
اجاب بعد ان ارتشف الشاي: انها محظوظة!
بالمناسبة ماهو شعورك، طلبت مني كوبا من الشاي.. ولكن ما نلته علاوة على الشاي بضع بسكويتات من القمح.
ابتسم ربما محرجا ثم همس: هذه ميزة الزوجة المثالية!
 إذن هذا هو شعورك بالضبط ، أنني مؤدية جيدة (لواجباتي)، لذلك لا أستحق منك التفاتة ولو بكلمة لطيفة أقلها شكرا!
اتسعت حدقتا عيناه.. وقبل أن يهم بكلمة، كانت قد غادرت الصالة تاركة كوب الشاي المشتعل!  
***
توجهت الى جهاز الطابعة لتأخذ الوثيقة التي قامت بطباعتها.. فتجد وثيقة زميلتها على سطح الطابعة.. مررت ناظريها سريعا عليها فوجدت اخطاء املائية و تكرار لبعض المفردات. أخذت الوثيقتان ومضت الى مكتب زميلتها.. وسلمتها وثيقتها المطبوعة.. ونبهتها للأخطاء.. بينما انشغلت زميلتها بالتبرير وأن هذه الوثيقة هذه ليست النهائية.. وأن هذه الاخطاء ليست موجودة في النسخة المعدلة على الشاشة.
فرفعت بصرها الى الشاشة.. فوجدت ذات الاخطاء!
لم تكن تقصد فرد عضلاتها، بل قصدت ان يكون العمل لائقا لانه يحمل اسم المؤسسة التي ينتميان لها! ولن يعلم المدير بملاحظاتها ان هي عدلت الوثيقة فالعمل منسوب لها على أية حال!
عادت الى مكتبها والتساؤلات تضج برأسها أهذا ما احصل عليه بدلا من الشكر!
***
دلف المدير سائلا زميلها عن موضوع ما، وبينما المدير يعتب على الزميل على مرور هكذا موضوع دون انتباهه، فطفق يبحث عنه، اقتربت من زميلها اعطته نسخة من الموضوع انقاذا للموقف، لم يقل المدير اي شيء سوى أنه كرر عتابه مجددا!
لم يثني على يقظتها، وايجابيتها.. رغم أن هذا لا يدخل في اختصاص عملها.. إلا محبتها للتعاون وسيرورة عمل المؤسسة!
همهمت: شكرا!
التفت اليها المدير، فلم تكترث وتوجهت الى جهاز الحاسوب لتكمل عملها بصمت!  
***


الأربعاء، 4 يونيو 2014

حالة وفـــاء!

(تدوينة قديمة نشرتها على احدى المنتديات، وجدتها البارحة في ملفاتي.. فأحببت نشرها هنا في روح)


إلى مدرس اللغة العربية، الذي قذف دفتر التعبير في وجهي وقال: ستموت قبل ان تكتب جملة مفيدة!
قرأت هذا كإهداء بإحدى الكتب* !


 على عكس حال هذا الكاتب ...فعندما اسطر الآن خربشاتي على حائط التايم لاين أو التويتر أو مدونتي... اتعثر بالحنين لسنوات الطفولة (الابتدائية).. لذلك الفصل الصاخب بأصوات براعم ندية يرددن أناشيد المقرر الدراسي " قد كان عندي بلبل" .. بحماسة اوركيسترا ياني  في مقطوعته الصاخبة (world dance )!
تقفز صور طفولية حميمة.. لعلاقتي الأولى بالرموز والطلاسم ..لامتناني ليمين تلك المعلمة.. ساحرة الرسم.. أنيقة الحرف ..ابلى مريم السودانية التي كانت سبب عشقي لرشاقة الحرف العربي.. كانت ذات خط في غاية الجمال والرونق لدرجة كنت اشعر بالحزن عندما نضطر لمسح كتابتها من على السبورة السوداء.. وفي مرات كثيرة كنت اجدني  في (الفسحة) متلبسة بتقليد حروفها.. ممسكة بالطبشورة بيدي الصغيرة  ساطرة في المحصلة حروفا هزيلة !
حالة الوفاء انتابتني.. عندما عرضت علي زميلاتي في العمل أن أقوم بعمل محاضرة لهن..لأن أدائي وإلقائي محبب لهن. فجرفتني سيول الذاكرة الى مرحلة الإعدادية وبالأخص الى تلك القاعة الدراسية التي شهدت التدريبات المكثفة لأبلى سميرة المصرية لي استعدادا لإلقاء قصيدة للقصيبي في الإذاعة المدرسية. وبعد نجاح أدائي.. اشركتني في مسرحية من بطولتي ..  لقيت استحسانا وقبولا في مدرستي. فكان صعودي للمنصة شيئا روتينيا ومواجهتي للجمهور أمرا هينا.
في مرحلتي الثانوية وفي احدى ممرات المدرسة وانا اقف مع شلتي من الصديقات نتقاسم الضحكات واحاديث الصبا..اذا بقبلة تنطبع فجأة على خدي على مرأى ومشهد زميلات الدراسة! وعندما التفت الى مصدر القبلة كانت معلمة اللغة العربية هناء المصرية تكمل مسيرها إلى غرفة المعلمات.. وهي تضحك مدللة اياي: يازبدة ياقشطة!
تلك المداعبة وتلك الذكرى تأبى مغادرة ملفات الفرح من ذاكرتي.
 كيف لي أن انسى مس منى ( العمانية) أول من علمتني حب اللغة الانجليزية.. وألواح الشوكولاته التي كانت تشتريها من جيبها الخاص بلا تأفف فقط لتثير حماستنا التنافسية  في الكلاس!
قبل سنوات قليلة ..عندما حضرت محفلا في احدى المدارس وقد طلب مني القاء كلمة توعوية للطالبات.. بعدما نزلت من مسرح المدرسة اذا بي اصادف احدى معلماتي العمانيات فعانقتها وأنا اهمس لها..هذا في ميزان حسناتكن لتضمني بقوة ودموعها تترقرق!

* كتاب كش ملك لأدهم الشرقاوي





المسلسلات المدبلجة!



في الثمانينات اعتدنا متابعة الاعمال المترجمة بمتعة والتقطنا كلمات ولغات وامثال. والان حلت لعنت الدبلجة على الاعمال الدرامية بطريقة درامية كئيبة!
***
الدبلجة اغتيال صارخ لأي عمل فني!
و حرمان المشاهد من روح العمل ولغته الاصلية!
***
كثير من الدبلجات تجارية بحتة لا تهتم لعمق الحوارات في العمل الفني الاصلي..
وهذا مؤذ جدا ويضر العمل الاصلي!
***
ماذا لو كنا نشاهد الأعمال الهندية والتركية والباكستانية والكورية والمكسيكية بلغتها الأصلية..
بروحها وأصوات فنانيها.. مع ترجمة أسفل الشاشة
كنا اكتسبنا على الاقل بضع كلمات وثقافات متعددة!


أناقة



أهذا ما أذكرك به؟
بل تذكرني بما حدث بعده، فكل يوم بعد ذلك الحادث كان هبة[i]!
***
من الجميل أن يرتبط اسمك بنص أو فكرة..أو حتى على أقل تقدير بإفيه
***
أحد القراء الظريفين ارتبط اسمي عنده بكلمة
(جهندم بي)[ii]!!
***
أصبت بصدمة ثقافية
عندما وطأت قدماي أرض مدراس!
***
فقد صعدت الطائرة وأنا احمل في عقلي
ما خزنته من أفلام بوليود
بلد الحب والاغاني والتوابل والهولي والألوان!
***
البلد المكتظ الذي يمشي فيه البسطاء متعانقي الأيدي!
***
يتغنون بسعة صدر:
"سبعة عجائب في الدنيا
وثامنها صداقتنا"[iii]!
***
بتواطؤ سقطت كلمات
على رصيف الوداع
لم يكن من داع أن تقال!
***
احتضنتها الشمس بوهجها
لتحيلها الى لون الغروب!
***
أينما ستذهب ستجدني!
خيالي هذا يتلبسك[iv]
***
احمل في صدري عدة أوطان
ودهاليز تقود الى أعرق مدن
تتصاعد من أزقتها بخور عبق من التاريخ!
هذه أنا بكل بساطة!
بانُك!
كلمة توجتني بالجمال!
***
اقتناء الأفكارفن وذوق
تماما كانتقاء الملابس[v]!
والتعددية والتصالح مع الذات أناقة.
***



[i] من فيلم  The Namesake
[ii] كلمة بلوشية تعني ليذهب الى الجحيم
[iii] أغنية Saat Ajoobe Is Duniya Mein Aathaveen Apani Jodi 
من فيلم Dharam Veer  
[iv] jaaye jahan tu jaye
paaye mujhe hi paaye
saaye ye mere hain tujh mein samaaye
   أغنية Saiyyara
[v] من فيلم Eat pray love

الاثنين، 2 يونيو 2014

تو كَيـــــــا !!!


*تُو كَيَا؟
تُو مَنَا نَزَانَى؟
إِنّا! تُوكَيَا؟


هكذا غادرتني لغتي التي تمسكت بها فجأة لتحل محلها اللغة التي غادرتها برغبتي لأجدني ألهج بها  بعد أن أفقت من غيبوبتي كما حدثتني أمي لاحقا!
حمى شديدة أنستني تلك الأحاسيس وذلك العهد الذي اتخذته على نفسي بألا اتحدث باللغة البلوشية.. وإن حدثاني والدي سأرد عليهما باللغة العربية والعين بالعين!
كان ذلك منذ زمن عندما كنت مازلت في مراحلي الابتدائية في المدرسة في الثمانينات ( ولا داعي عزيزي القارئ الفطن ان تستخلص عمري)J
اذكر تماما عندما سخرت زميلتي في الصف مني عندما جئت أناديها فقلت لها : جهوشا**!
وشعرت كأني التي قبض عليها متلبسة بالاختلاف! فقد أصبحت مادة دسمة لضحك الزميلات علي! شعرت بالعزلة والحرج لتصيد زميلات الصف كلماتي البلوشية العفوية في وتيرة حواراتي معهن!
وكان ذلك نفس شعور شقيقاتي الصغيرات ونفس معاناتهن في المدرسة.. فأخذنا على انفسنا ذلك العهد ألا نتحاور معا بهذه اللغة التي توقعنا في الحرج والعزلة والاستهانة!
وفعلا تمّ لنا ذلك.. وعندما انحسرت الحمى عن جسدي الصغير.. عاد إلي الوعي لأعود الى عهدي الذي نكثته لحظة غيبوبة.
في منتصف التسعينيات تقريبا.. عندما كنت في مراحلي الثانوية اقتطفت ذلك المقال الذي يثبت نسب البلوش للعرب. واخذته بفرح لمعلمتي الاردنية التي تدرسني اللغة العربية وقلت لها: انظري أبلى
فنظرت بهزء وقالت: لو تنطبق السماء على الارض لن يكون هؤلاء عربا!
لم تكن معلمتي التي لا تجيد تقطيع الابيات الشعرية عروضيا.. والتي كانت تستعين بأشطر طالبة عندها والتي هي( أنا) تعلم أنني من هؤلاء القوم!
امتقع وجهي وشعرت بصدمة شديدة فجاءت زميلتي التي تحمل القبيلة البلوشية لتطبطب على نفسيتي لتقول لي: لا تهتمي فنحن عرب غصبا عن أنفها.. سواء اعترفت ام لم تعترف.. وجاءت صديقتي المعولية لتؤكد كلام صديقتي.. فثرت غضبا وقلت: لماذا نستميت لكي نكون عربا! من هم العرب! ماهو موقعهم الآن بين الأمم.. فلسطين المغتصبة و تخلف وبداوة وجلافة لا اختراعات ولا مصنفات ولا علماء! لماذا نستميت ان نكون منهم..لماذا نحمل بين اضلعنا همومهم وقضاياهم.. لماذا نهتم بوحدتهم ونهضتهم هم بكل بساطة يعاملوننا كوافدين وهنود!
نظر طالبات الصف الي من بينهن لبنى الاردنية وهبة المصرية ولم ينبسوا ببنت شفه!
كان ذلك آخر انهيار بالنسبة لي، فلم أعد أهتم أن أثبت نقاء دمائي ولغتي ومذهبي ونواياي في سجالات الكلية وكنت انسحب من أي حديث إثني!
لم ادرك سوى مؤخرا أنني أنعم في قلبي بعدة ثقافات وأحمل في صدري عدة مدن عريقة وتاريخا (لا يهمني إن كان ناصعا او لا) لكنه امتداد في هذا الكون! لم أدرك أن تحدثي في طفولتي بلغتين اسهمت بسهولة التقاطي لغات اخرى وثقافات اخرى وقراءات اخرى وتقاطعات أكبر مع بني البشر!

حتى جاء مسؤولَين الى مكتبي فنظرا الى الكتاب الذي أقرأه حاليا القومية البلوشية وأصولها وسألاني عدة أسئلة عن الكتاب..وللحديث شجون فتطرقنا الى اللغات المتحدث بها في سلطنتي كالكمزارية والسواحلية والجبالية والبلوشية..ثم تطرق الحديث لأحداث تغريدة د.صالح المسكري الذي استخدم كلمة وافدين للبلوش واللواتيا، والتي اعتذر عنها فيما بعد..


 وتبين لي من خلال حديثهما ان الموضوع حمل أكثر مما ينبغي، وان الدكتور لم يخطئ واستخدم احد المسؤولين كلمة مرتزقة وجنود وآلبوسعيد ...الخ!
وتشعب الحديث حتى قال لي احدهما:ولكنك almost عمانية!
ضحك المسؤول الآخر بشدة على كلمة almost!
مما أعادني مجددا الى ذات الاحاسيس.. مازلت لست عمانية /عربية 100% وأحمل في دمي تاريخا مطموسا من مناهجنا الدراسية وينعت بالمرتزقة والوافدين!!!
يبدو أن عهد الطفولة يقتص مني الآن تبا!
________________________________
* من أنت؟
ألا تعرفيني؟
لا.. من أنت! (الحمى أفقدتني ذاكرتي ولغتي مؤقتا)!

** جهوشا: بالجيم المصرية تعني أقول