روح البحث

الأربعاء، 15 أبريل 2015

اما قبل...


لا أدري كيف توجهت الى ذلك العنوان في تلك المكتبة الافتراضية تاركة كتب الفلسفة والادب والتاريخ!
ان تصل رغبة كامنة في نفسي في القراءة لمثل هذه العناوين التي سئمت منها في زمن ما.
 مالذي دفعني الى تحميل هذا الكتاب دون غيره وبلمح البصر ودون قراءة نبذة عنه..كعادتي مع اي عنوان جديد!
"التعامل مع من لاتطيقهم"  اية معجزة يمكن ان تتحقق بقراءة هذا الكتاب على قناعاتي وحياتي !
لأول مرة يستوقفني انجذابي لعنوان.. لأول مرة أتأمل عن كوامن نفسي عوضا عن الابحار في لجة الكتاب والغوص فيه كعادتي القرائية!
من هم الذين لأجلهم أو لأجلي (لست متأكدة) سأصرف مدخرات وقتي المحدودة في أكثر من 300 صفحة!
هل انا بحاجة ماسة لمثل هذا الكتاب.. مالذي أريده بالضبط ومالذي اتوقعه من هكذا كتاب!
واذا اردت ان اواجه نفسي بصراحة.. من هم الذين لا أطيقهم.. وان كانوا لا يطاقون فلماذا علي التعامل معهم.. او قراءة كتاب يدعي انه يملك الترياق!
هل سيغير هذا الكتاب نظرتي اليهم مستخدما لغة العاطفة وايجاد الأعذار لفظاظة قلوبهم.
أم سيغير من اتجاه البوصلة الى أعماقي انا وخيالاتي عن هؤلاء الناس..لست أدري.
مع اني صرفت النظر منذ مدة غير يسيرة عن كتب على غرار كيف تصبح محبوبا او مليونيرا او عظيما ف 30 يوم...الخ
إلا انني لم أتمكن من منع نفسي عن هذا العنوان ربما فعلا هنالك رغبتان كامنتان في نفسي احداها رؤية مدى مصداقية مثل هذه الكتب او على الأقل بالنسبة لي والاخرى هل سأستطيع اتمام قراءته الى النهاية!


الاثنين، 13 أبريل 2015

مدهش.. ان يدهشك اي شيء ...



العالم هو فكرتك انت عنه..إذا فكر  فيه
بطريقة مختلفة وستتغير حياتك.
بول آردن




عندما تتلاطم أحداث الحياة عليك... ويتدنى مستوى الرؤية.. تماما كالغبار الذي عبر بقتامته دول الخليج قبل اسابيع قليلة!
عندها تشعر بتخبط وانت تبحث عن مسارك .. مسارك الصحيح.. الصحيح لأنه يقودك الى هدفك... هدفك الواضح كالشمس!
ولكن ماذا لو كنت تائها عن هدفك!
عندها فعلا يتعين عليك أن تصفع نفسك وتجد بسرعة مبررا مدهشا لحياتك!
لنعد الى الوضع الذي كان استهلالة حديثنا ..هممم وأنت تائه في اتخاذ قرار ما .. بشأن الوصول الى ماهية هدفك..
تبحث عن قبس عن امل عن ومضة لتحدد مسارك.. فتأتي اشارة ما في طي اغنية عابرة أو جملة في فيلم كوميدي وأنت تقلب القنوات عبر الريموت كونترول أو آية قرآنية تشنف روحك أو كتاب يأتي به القدر إليك .. ليهز أعماقك.. ليريك بقعة  الضوء التي تنتظرك في نهاية النفق المظلم.. أو بالأحرى ليدهشك!
تقودني ذاكرتي الآن الى ما قبل شهرين من الزمان وبالضبط بين ممرات ورفوف معرض مسقط الدولي للكتاب ..  عندما جاءتني شقيقتي لتريني حصيلتها الشرائية من الكتب ..ومن بين كتبها كان هذا الكتاب الذي نطوف الآن حوله.. فابتسمت وأنا أهمس في نفسي بأسى.. أمازالت خزعبلات التنمية البشرية تجد سوقا وتواقا لاقتناء افكارهم الهزيلة!
في زيارتي الاخيرة لبيت والدي لوحت لي شقيقتي  بهذا الكتاب  مجددا وأصرت علي أن اتصفحه فرضخت تحت إلحاحها، وما إن بدأت بقراءته حتى تملكت الدهشة حواسي .. وأنهيته في جلسة واحدة شيقة.
لقد أدهشني الكتاب فعلا وهي ذات النصيحة التي وجهها المدير الفني ل "بازار هاربر" الى الشاب ريتشارد افيدون المقدر له ان يصبح احد ابرز المصورين الفوتوغرافيين في العالم  " أدهشني".
فكرة ان تمشي "جنب الحيط" أو أن تكون ذو أفكار وسلوك نمطي جدا لن يساهم في اضفاء لمسة غير نمطية على حياتك.. لقد جاء هذا الكتاب وأنا أتخبط في الحيرة بخصوص قرار ما اتخذته على صعيد العمل.. وشعرت بالراحة عندما شجعني الكتاب في الوقوع في قرارات خاطئة بدلا من الوقوع فريسة الخوف أن يكون قرارا خاطئا !
الزبدة ... المهم انك اتخذت قرارا!

والنتيجة جاءت مبهرة .. اليوم اجتمعت مع أحد المسؤولين .. ويبدو أن قراري كان صائبا وبدأ يؤتي أكله!
القرارات الغير العادية او المجنونة ستضيف الى رصيد حياتك تجربة مهمة .. لهذا أنصحكم ان تتخذوا قرارا جريئا كقراءة هذا الكتاب مثلاJ


الخميس، 9 أبريل 2015

الكريزما..



واثق الخطي يمشي ملكا...




واثق الخطي يمشي ملكا...
بين الجرأة والحماقة شعرة هكذا قلت لنفسي عندما حضرت يوما عرضا تقديميا، حيث كان مقدم العرض لا يرفع رأسه من الورقة التي يقرأ منها مع وقفة ركيكة على المنصة..

عندما ظهر رنفير سنغ في India Today conclave 2015  بيده المجبرة في الجبس ليقدم عرضا تقديميا عن بوليود عبر التاريخ.. شعرت بخيبة أمل وتوقعت عرضا يائسا سيقدمه هذا النجم الساطع.


ولكنه فاجأنا بحس الدعابة قائلا: ان كنتم تتساءلون عن هذا فانا استعد لعمل شهنشاه[i] 2 ..
في الحقيقة وقعت عن الحصان وكسرت كتفي لا تقلقوا الحصان بخير!
وتعالت ضحكات الجمهور وهكذا استطاع رنفير ان يزيح تلك الصدمة  المحزنة عن كواهل متابعيه.. وبدأ يسترسل في امتاع المشاهدين لمدة تزيد عن الساعة متحدثا عن الافلام البليودية في زمن الثمانينات والتسعينات.
ما أدهشني حقا هو استطاعته توجيه تركيز المشاهدين الى العرض لا الى يده المجبرة! وهذه مهارة يحسد عليها .. ودليل على قوة حضوره والكريزما التي يتمتع بها هذا الفنان الرائع.
عرض رنفير افكارا رائعة والتحول الذي طرأ على بوليود.. ومدى تأثير الدراما على الانسان وذكر امثلة عديدة وشخصية عنه، حيث استطاعت بعض الافلام تغيير افكاره وحياته على السواء.  
تساءلت في نفسي وانا املك حدا معينا من الثقة..هل كنت ساغامر واحضر عرضا تقديميا بحالة مشابهة... اذكر يوما ما لم اذهب للكلية وفاتتني محاضرات مهمة فقط لاني استيقظت ووجدت عيني منفوخة كالفقاعة. فعلا خطوة تحتاج الى شجاعة وقوة ..احييه عليها!
في الحقيقة استمتعت بالعرض الى اقصى حد وبالافكار التي يطرحها بخفة ظله المعهودة...وهذا ما ذكرني بالشخص السليم المعافى المأسوف عليه الذي قدم لنا أداء سيئا لنه لا يملك ابسط مقومات الكريزما..ناهيك عن استقطاب انتباه مشاهدين لما يعرض!








[i]  شهنشاه فيلم لأميتاب 


الثلاثاء، 7 أبريل 2015

انا وصديقتي الحميمة انا!

مرحبا أيها الأعزاء ...
البارحة قضيت سهرة رائعة مع نفسي ... استعدت فيها لحظات جميلة وبعضها حزينة وبعضها متدفقة بالشغب ... وبعضها بالدهشة لاواجه نفسي هل كتبت ذلك فعلا؟؟ 
لأرد على نفسي: لا أدري. 
معقول؟ 
نعم معقول 
أضحك فأشارك نفسي ف الضحك: مجنونة 
أنت المجنونة!!


تصفحت منشوراتي الفيسبوكية القديمة...
كنت أتابع مساري ف المنشورات ومتى وصلت لقمة التواصل الفيسبوكي.. ومتى بدأ الانحدار وتقليل مساحة النشر وتضييق قائمة الاصدقاء ..
ف الحقيقة انا استمتع جدا بمصاحبة نفسي.. لأنني بكل بساطة لم أجد احدا يفهمني سواي ؟؟ ولا ادري ان كانت هذه ظاهرة صحية.. ام ايجو 
أم بوادر مرض نفسي... حتى أن بعض الزميلات تأففن من عزلتي وغرقي في وحدتي كما يصفون حالتي ولكني والله لست وحيدة انا مع نفسي.. هذه الانسانة الرائعة التي تقرأ وتتعلم وتحاول أن تمارس حياة شهية غير روتينية التي في بحث دائم عن عوامل الدهشة في الحياة! الا ان هذه الحالة اعتبرها جديدة.. ولا أدري متى بدأت علاقتي بنفسي تتحسن بل تتوطد الى صداقة عظيمة وحميمة!!

أذكر منذ زمن كنت لا اطيق الجلوس مع نفسي.. وكنت أشغل نفسي بأي شيء عداي!
الاستماع الى الصوت الداخلي في تلك الفترة كانت لحظات سادية ماشوزية نظرا لحالة الاحباط والحزن التي كنت اعايشها..
كنت في فترة ما حريصة جدا أن أنال استحسان الآخرين فيما أكتب وما أقول وتواصلي وعلاقاتي بالاخرين كان التنازل من جانبي لتمشي سفينة الحياة هكذا كنت اتخيل حينها.. ومارست ذلك الغباء حتى ف الفيس بوك ...الحمد لله ان هذه الحالة البائسة لم تدم طويلا رغم انها اخذت من عمري سنينا!

منذ مدة ليست قليلة رايت منشورا تهديديا لاحد الفيسبوكيين لمتابعيه.. وعندما استفهمته سبب لغته العنيفة التي احزنتني وشعرت بطريقة ما ربما انا معنية بهذه الحروف اللاذعة.. فجاءني رده في غاية الدهشة... انها صفحتي اتكشف فيها ربما ف لحظات عاطفية وغضب وحزن... لهذا أحرص الا يكون الشاهد على ذلك سوى الذين يعرفونني ويعذرون حالتي المزاجية ويتفهمونني !
هنا شعرت انني اقف امام انسان يحب ذاته حبا عظيما .. ويرغب في الحفاظ عليها وممارساتها بسلام بعيدا عن المهاترات...
واعجبت بفكرته ومارست نوعا من هذا العشق للذات فقمت بتخفيف قائمة الاصدقاء وخاصة اولئك الذين لم يكونوا اصدقاء البتة وتلقيت منهم آلاف السهام!!

حسنا آلاف مبالغة مني !! ولكنها كانت تفعل ف نفسيتي واعصابي افاعيل آلاف النصال... شعرت ان روحي تكسرت فيه النصال والسهام والخناجر مزاحمة بعضها بعضا في صنع ندبات غاية ف العمق والاثر والتي كانت بسبب كتاباتي ف الفيس بوك!
كنت منذ طفولتي بمعية اقلامي ودفاتري امارس نميمتي على الورق..ولن اسمح لأحد ان يحرمني ذلك... سوى الشديد القوي الذي سينزع روحي الى عالم الارواح الذي اظنه سيكون عالما مشوقا..سيلهب حماستي للكتابة مجددا بقلم شفاف لعالم الارواح هذه المرة! لا تقاطعوني ودعوني احلم بما اشاء!
منذ زمن غير بعيد سأل احد الاصدقاء القدامى الافتراضيين عني وشعرت بين طي سطوره عتابا مبطنا لاخراجه من قائمتي .. لو كنت تلك الشخصية السابقة التي تتنازل من اجل ارضاء الاخرين لبادرت على الفور بطلب اضافته .. لكني لم افعل... بل وقفت بسجيتي الطيبة وتجاوزت جملته وانا لا انسى انه يوما اساء الى هذه الصداقة الافتراضية وغرس شوكة بين منشوراتي..لم احب ان أرفع عقيرتي وتذكيره..بل كل ما فعلته ان شكرت اهتمامه... وانتهى الحديث!
ايه ده يابت ... جبت القوة دي منين يخرب بيت شيطانك!
شعرت بالرضا..وكأنني قدمت رسالة مطمئنة لنفسي ..لا تخافي لست تلك المعتوهة الساذجة.. ولن أسمح لأحد ان يهوب ناحية عتبة الايجو بتاعتنا!


الأحد، 5 أبريل 2015

اخي الذي في السماء 1

خمسة اعوام... ومازالت تلك اللحظات نابضة بالحياة في ذاكرتي وكأنها بالأمس...


كنت منهمكة في اعداد الغداء لطفلي الصغيرين... توجست وأنا اسمع رنين هاتفي في هذا الوقت، كانت الساعة تقتر ب من الواحدة ظهرا ..كانت شقيقتي على الخط... وبكل هلع رددت على الهاتف..
كان صوتها وقورا.. تتذبذب كلماتها على مشاعر تحاول كتمها...
انت تؤمنين بقضاء الله أليس كذلك...
هنا كاد كبدي ان ينشطر.. وأنا اخشى ان تقول أبي!
صرخت لها وانفاسي تتقطع وقلبي يكاد ينخلع مني: من؟
 فقالت: أخونا
صرخت: لا لا لا ....
تأكدي أرجوك ربما قد اغمي عليه ... لا لا لا لم يمت
هنا لم اسمع سوى صوت انهيار شقيقتي بالبكاء!
***
لا اتذكر كيف اغلقت الخط... كل ما أذكره انني كنت ارتدي عباءتي وطفلي الرضيع في حضني وطفلتي الصغيرة آنذاك 4 سنوات تمسك بيدي.. وانا انتظر شقيقي الصغير ليقلني الى بيت ابي!
واجهتني حماتي لا ادري ماذا قلت لها بالضبط: يقولون مات لكن ربما قد اغمي عليه سأذهب لأرى...
كنت اهذي ...فأخذت طفلي الصغير من يدي وقالت: اين تأخذينه معك؟ دعيه هنا!
وهكذا سمعت صوت بوق سيارة والدي خرجت صعدت السيارة مع طفلتي التي لم تتناول غداءها... كانت ملامح اخي الاصغر اكبر دليل على صدق الخبر... لم اتمكن من الكلام ..جلست بجانبه كصنم... كنت انتفس بصعوبة ترجلت من السيارة واظن ان اخواني وابناء عمومتي واعمامي قد بدأوا بالتوافد.. كانوا بجانب الباب الكبير...دلفت البيت بسرعة... وهناك رأيت أبي واقفا بشموخ امام هذه الفاجعة... كانت يداه خلف ظهره كعادته... رآني لم اقبل يده ورأسه كعادتي... كانت يدي ترتعش ورجلاي بالكاد تحملاني: نظر امامه وقال بصوت يغالبه الوجع: اذهبي الى اخوك واقرئي عليه شيئا من القرآن!
انصاعت حواسي لأمر أبي... ودلفت البيت وطفلتي الصغيرة ممسكة بيدي.. تركت يدها وتوجهت الى غرفة نومه.. فتحت الباب... ياللهول هاهو مسجى ومغطى بلحافه حتى رأسه وشقيقاتي حوله يقرأن..
اعطتني شقيقتي قرآنا وقالت: ماذا نقرأ عليه من القرآن..
قلت: يس..اقرأوا قلب القرآن
كنا نتحلق حوله ونقرأ.. احدى شقيقاتي كشفت عن وجهه... وقبلت جبينه... كنت كالمشلولة اقرأ القرآن واتأمل وجهه الشاحب النائم، نظرت اليه انه لا يتنفس لا يختنق باللحاف الذي وضع على وجهه صدره لا يرتفع ولا يهبط.. رئتاه ساكنتان ولكني لم اتجاسر ان اضع يدي على قلبه!
جاءت بعد قليل أمي التي كانت منهمكة في اعداد الطيب ومستلزمات الغسل .. وكأنها منهمكة لعرس ولدها... وضعت سلة بها اشكال من العود والعطور بجانبه... أمرتنا: ادعوا لشقيقكم.. لا تفتر ألسنتكم بالدعاء له.. نحن صامتات نحاول ان نؤخر لحظة الانهيار اكبر قدر ممكن احتراما لجثمانه الذي مازال لينا.. وهي تهم بالخروج.. رأت يد شقيقي ممدودة بجانبه وكفه مفتوحه نزلت ومسحت على كفه وهمست: كان سخيا باسطا يديه في حياته.. وهاهو يرحل باسطا يديه ..لثمت أمي يده: بوركت بني حيا وميتا... وغادرت تغالب دموعها فور ان جاءت احدى الجارات الفضوليات للتلصص على الجسد المسجى. لقد كانت امي كالطود في تماسكها حتى تتم اجراءات جنازة اخي كما يجب!
ظللنا نقرأ وندعو حتى حملوه للغسل... ولم نره بعدها.

يتبع

الفاتحة على روحك