روح البحث

الثلاثاء، 26 مارس 2013

رؤيا!!


السخرية من مواصفات الموضوعية.
سورين كيركغارد 



في السطور القادمة بضع حروف لاذعة..وان صادف ان تطابقت مع واقعنا...فهذا من محض الصدف والله اعلم!

رؤيا
-الو ياشيخ..السلام عليكم
-وعليكم السلام ..نعم اختاه تفضلي,,
-رأيت رؤيا...وارجو ان تفسر لي احداثها!
-تفضلي اختاه...احكي..
-رأيت يا شيخ ... اختي صامتة على غير عادتها ..والدمع يسيل من عينيها بغزارة..
سألتها: ماذا حل بك ماكل هذا الدموع..فلم تفتح فمها...
الشيخ: هل اختك متزوجة؟
-        اجل ياشيخ
-        الديها ابناء.؟؟
-        نعم
-        صبيان ام بنات ؟
-        صبيان وبنات
-        الديها وظيفة؟
-        نعم لله الحمد
-        هل اختك ملتزمة بالصلاة؟
-        نعم
هرش الشيخ رأسه...وقال : خير ان شاء الله رزق قادم اليها!
-        مهلا يا شيخ..لم اكمل لك!
-        ماذا بعد؟
-        فقلت لاختي رؤيا.. حسنا لن اساعدك في اعداد الغداء ان ظللت صامته..
اكملي تقطيع البصل..وخرجت من المبطخ!!

الاثنين، 25 مارس 2013

ثرثرنزا!!!



تماما كالانفلونزا تداهمني عطسات فكرية..وثرثرة جامحة لمن يفتح معي موضوعا يستهوني ويشغل حيزا كبيرا من خزانات ذاكرتي التي تعج بفوضى الافكار! وهذا ما يجعلني في حرج شديد! فأبدو كغريق تشبث بقشة!لا عجب فمن شدة مقارعتي للسطور.. وانغماسي بين طيات الكتب والجرائد والاخبار بصمت...تكونت حولي سحابة فياضة بالافكار تكاد ترعد وتبرق وتقصف احيانا!ولكن؟؟ من يهتم من بنات جنسي بما اهتم..واقتمّ* من موائد الايدولوجيا!المفكر عادة يشعر بغربة فكرية..واجتماعية ..فهو مخلوق تدور حوله الشبهات وانكى آيات الاقصاء والاستهزاء الا من رحم ربي!فكيف لو اضيف تاء التأنيث لهذا المخلوق المريب؟؟
اعود لما ابتدأت.. كان ذات يوم لي منبر اجتمع باخوات على عدد اظفار الاصبع الواحد!!وعلى الرغم من شح الحضور واستخفاف البعض بدندنتي الفكرية.. الا انه كان ينفس عن ضغط الافكار على انسجتي .. فلي عادة لا افهم كنهها..او انها عادة انثوية بحق..اني لا احب ان اكتم معلومة استلطفتها.. وهذه العادة اكسبتني طلاقة كلامية بالاضافة تحفيزا لذاكرتي المتخمة ..عموما ما حدث لاحقا اني حرمت ذلك المنبر المتهالك..لظروف متعددة..فاصبحت كاسفنجة حبلى بالامواه...ثقلت حركتها وتبلدت احاسيسها..وتولدت لدي رغبة عارمة.. للهطول! فكنت اتصيد الفرص كقناص باهر لالقي معلومة بين طيات ثرثرات القريبات.. تارة كنت انجح في استلاب اهتمامهن ..وتارات كثيرة كنت القى الاهمال..بالتأكيد لا ألومهن.. فماذا يعني حرية التعبير واهميته في ارتقاء المجتمعات ..وماذا يعنيهن اخر مستجدات قضية الحلويات الفاسدة وسير المحاكمة؟؟ وماذا يعني عفو السلطان عن سجناء الاعابة والتجمهر ومن هم بالاساس!! و ماذا يعني لهن ارهاصات التشدد الديني واهمية تجديد الخطاب الديني!! فكيف لو فتحت فمي عن قضايا الربيع العربي ؟؟ اظن سألقى نفسي وحيدة ..وقد غادرني النسوة لاقرب مول توجد به تنزيلات باهرة!منذ ما يقارب دهرا من الاسى.. والسخرية والانتقاص من البعض والجدل العقيم والاصطدام بعقول صلدة.. التزمت الصمت.. ولكن تحت هذا الجبل الصامد طوفان من حمم الثرثرة يكاد ان ينفجر!الان واتتني فكرة ان احول الثرثرنزا الى ثرثرة الكترونية ...بتدوين خزعبلاتي علها تخفف من وطأة وحدتي وحاجتي الماسة لعطسة باذخة برطوبة الافكار !-----*اقتمّ:آكل


الخميس، 21 مارس 2013

حضرة!



وتنسدل..
مسافات..
و تزدهر
دروب اللقاء
وتتجلى
انوار
حضورك
وتنهمر
امطار لهفتك
فتنتشي مسامات
الحنين..
بروعتك
فتدور بي الدنيا
 حول همساتك...
كدرويش ...
في حضرة صوفية!

الثلاثاء، 12 مارس 2013

نزف قلم



ألم تسأل نفسك؟؟
لماذا قلمي ينزفك لوعة...
في ساعات السهر؟
ان للقلب ذاكرة تأبى ان تخون...
و ساعات حنين للابد تدوم
كمقطوعة موسيقية التصقت بترائب
الاعماق...
فتطفو في اقسى ساعات الصمت!
كأريج عابر دهاليز الاشتياق..
مهيجا آلاف الاوجاع
فتتسلل دمعات من مآقي
تنزف صورا حميمة اختلقها ذات عشق..
كزهرة تسقط اوراقها جزعا
كلما هبت نسائم الانين!

الأحد، 10 مارس 2013

اشواك منتنة!


"يبصر احدكم القذاة في عين اخيه وينسى الجذع في عين نفسه"
محمد عليه الصلاة والسلام


هكذا هو فضول الانسان لسبر اغوار ما حوله متناسيا ذاته!
حينما تعود بي الذاكرة الى الوراء..الى ايامي في الكلية .. كنت بصحبة ثلة من الصديقات من مختلف المشارب والمذاهب.
جمعتنا الاخوة والمحبة واروقة التعليم الاكاديمي... كنا نمتاز جميعا بتفوقنا الدراسي وسيرتنا الحسنة و بمحافظتنا على الصلوات.. فكنا ما ان يتنهي "الكلاس" نتوجه الى المصلى المنزوي عن الكلية ونمشي المسافات والشمس تلسعنا بلهيبها فنتوضأ..و نصطف جميعا باتجاه القبلة..ونسترسل في الفريضة رغم اختلافنا في بعض التفاصيل.
 كانت فلول الفضول  تتسلل الي مثيرة الاستفهامات حول مذاهب صحيبات الدراسة..فبدأت ادلف الى العم جوجل ابحث عن ماهية اختلافنا..وكان بعض صحيباتي يفعل المثل اتجاهي!
وعندما قرأت بعض الفتاوي المجحفة المحسوبه على مذهبي...في حق هذه المذاهب انتابني الحزن والحيرة!
كنت اصلي واستقبل القبلة بمعيتهن..وكلي اسى ان المولى رد عليهن صلواتهن باستثنائي!
وكأني احد المبشرين العشرة بالجنة!! نعم هكذا بدأت خيوط لعنة التطرف الغبية  تحيك حجابا غليظا على عقلي!
وكأنني حصلت على صكوك النجاة! فكان همي كيف انقذ صحيباتي من النار..اية خيبة في التفكير!
وهكذا تم غسل دماغي بفكرة الامر بالمعروف..وبدأت على خجل انثر بعض افكاري لهن..ففوجئت باحداهن تفند ما اقوله..وهكذا اصبحنا اثنتين من اتجاهين مختلفين نحاول فرض وصايتنا على بقية الشلة!
نختلف على حركات ظاهرية في الصلاة ..والتأمين ..وصلاة القصر..وهي في الاصل امور فقهية خلافية!
ثم بدأنا ننبش التاريخ ونثير غبار فتن الاحداث السياسية في التاريخ الاسلامي ومواقف اتباع المذاهب منها!
وكانت بقية الشلة تكتفي بمتابعة سجالاتنا ببلاهة...دون ان يحاولن ان يعرفن سوى منا! وكم كانت دهشتهن عظيمة..عندما اثرنا خلافاتنا العقدية! نعم تطور بنا الامر ان نتفلسف في امر الخلود والسراط والقرآن...ثم تمادينا في الغيبيات حتى وصلنا الى صفات الله!
 والله لو  سألنا احدهم عن اركان وسنن الوضوء لألجمتنا دهشة الجهل!
هكذا كنا نخوض مع الخائضين..
لكن وتيرة النقاش بدأت تحتد.. واشواك الخلاف النتنة وخزتنا ..بل جرحتنا وأدمت وشائج صحبتنا الوادعة! وكدنا نخسر بعضنا..عندما انتفخت الاوداج وتعصب كل لرأيه ومذهبه!
 فآثرنا الصمت! وأشغلت نفسي بهموم نفسي ..وكان قرارا طارئا ناجعا بامتياز..ومع مرور الوقت وحدة الصمت ذابت ثلوج الخصام وعادة حرارة المودة تكتنفنا وذهبت مرارة الكلمات مع شهد ضحكاتنا.. والحمد لله تم انقاذ صحبتنا من الغرق في اوحال التعصب الكريه ..وتشابكت ظلالنا معا .. نذاكر معا.. ونتشاطر افطارنا معا ونميمتنا ووشواشات الصبا واكواب الشاي.. ونصلي كعادتنا معا في ذات الدرب الحار بوهج الشمس..حتى تخرجنا!



السبت، 9 مارس 2013

اقلام صائمة!


عندما يُصاب العقل بالعجز والإفلاس .. وتصاب الذهنية بالترهل والخرف.. إذاك يتكئ بعض الناس على ألسنتهم فيتحولوا إلى ظواهر صوتية مدمرة.
حامد بن أحمد الرفاعي




كنت اتساءل وانا اتصفح المنتديات الالكترونية وانا ارى كم المقالات السطحية
والهزيلة من الفكر التي ترتع وتتكاثر بلا هوادة تتبعها تعليقات وتعقيبات غير موضوعية البتة..
 اين ذهبت الاقلام الموضوعية..
لا غرو كيف لا يختفي  صوت الحكمة وسط غوغاء الاتهامات والتجريح والتسطيح..
يكفي ان تفتح فمك في امر اختلف معه كي اقيمك.. وأخندقك خلف ايدولوجيا معينة..
راديكالي او ليبرالي او علماني.. حتى ان نفيت انتماءك..فأنفي لا يخطئ.
يكفي ان تختلف معي في امر ديني يقبل الاختلاف...لاتهمك بالعربدة .
هذا هو الحاصل في زمن انقلب فيه الحوار خوارا.
والاختلاف خلافا...
ولغي فيه العقل ورجم بالغباء واحكم اغلاقه بما تواتر بلا تفنيد...
وفي زمن صنع الاتباع لاهوائهم اوثانا.
يهيلون عليهم بتبر القداسة ولا يسقطون لهم حرفا.
ثم يفرض الرأي الاوحد على الآخرين فرضا.
يكفي انك تنتمي لمذهب معين او قبيلة معينة او ولاية معينة... لأحدد موقفك من اي قضية وطنية او قومية.
ينبذون كلمة التعددية..ويزدرون الوسطية.. ممسكين بحفاوة بنصل التشدد المقيت.
يظن البعض ان العقلاء امسكوا عن اقلامهم خوفا..
واظن انهم صاموا عن الكتابة زهدا حاملين شعار فيثاغورس " الصمت أفضل من كلمات بلا معنى
".. ارجوا الا يطول جريان هذا الزبد..
فلا يصح الا الصحيح.. يقول المولى جل جلاله: ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ.(

الأربعاء، 6 مارس 2013

كيف تيكم؟؟



كاشواق حارقة تلثم...
اهدابا...حبلى..
بالسهاد!

كقطعة سكر..
ذابت باوهام لقاء...
في فنجان الحنين المر!

كحروف اسم واهج توارى
في ظل غمامة!

ويسألني ذات رحيل ...
كيف تيكم ؟؟؟


مؤمن !


الاقناع والايمان هما ملوك العالم لا القوة الغاشمة
توماس كارليل



يقرأ ويفكر ويستشعر...
يتألم ويبحث ..
ويعتنق عقيدة مقدسة
على نفسه..
ويغامر بنثر بذور افكاره...
متخطيا ذاتيته..
مبتغيا...
اذاعة هذا الخير بين الدهماء..
ويصطدم بصخور صلدة في طريق حلمه!
ولا يتشظى...
بعزيمة يتأبط افكاره وينثرها
في اراضي تبدو للوهلة الاولى جرداء!
ويتململ على اشواك الصبر...
وتتقرح اقدامه..
ولكنه ماض...اتجاه الشروق..
الذي مازال يتوارى خلف سحب الظلام!
وتخرج له الارض هوامها كي تردعه!
ويستبسل..ويشتد عضد عزمه..
ولا يتقهقر..
تارة  تلاحقه اصوات تسانده
وتارة تلعنه!
ويمضي ويمشي
و يتعثر..
ويطرح من انفاسه أثمانا...
ويدفع من عمره اتاوة..
ولكنه جلي الهدف..
جليل الغاية..
سمي النفس..
يرى الشروق...
بعينيه اللتين اهدرا دمعهما
وصلبت احلامهما على قارعة
سيره...
ولا يتوانى ..
عنيد هذا المتشبث بايمانه!!