روح البحث

السبت، 25 يناير 2014

حطـــــــام 21

تنامين .. يحرسك خاتم لا يفك طلاسمه إلا عاشق!
معاوية الرواحي



أحزان تخفرهدوء ليلي.. امتداد قاتم يبتلع كل بصيص..وعيون ناعية..تشهد احتضار امنية.. ودموع آسنة تعمّق قيعان الجراح! اشهق تحت البطانية واكتم انفاسي.. كي لا يسمعني فراس! لم يقدّر لي أن أتمّ ذلك اليوم بالسرور!
≈≈≈≈≈
دلف فراس مساء حجرتي ليمسكني متلبسة أعاقر الفرح أمام مرآتي:
-        هل سترتدين فستانا ماما؟
-        !!
-        هههه لماذا غضبتِ؟
-        لست ظريفا البتة أيها الولد
-        كنت امزح.. sorry  sweatheart
-        سيأخذنا عمك تركي غدا لنختار أثاث غرفتك..
-        آسف أمي لا داعي لذلك
-        ماذا تعني؟
-        سأقيم هنا في بيت جدي لن اذهب معك الى العاصمة
-        مستحيل!
-        هذا قراري أمي!
وقع قلبي.. وشلّ الصمت كلماتي.. التجأت الى الكرسي..لأتمالك نفسي..
-        ماما أرجوك.. لست أحب تغيير أصدقائي ومدرستي ونمط حياتي.. وبيت جدي! 
حميم يتجمع في جوفي.. وحرقة عارمة انهمرت مع كلماتي
-        هكذا اذن..أنت قررت بكل انانية ... كما قرر ابوك سلفا ... واستبدلني كأي قطعة اثاث بالية ..13 عاما ذهبوا  سدى...
-        أمي ...
-        هل تعرف لماذا صبرت على الهوان مع أبيك..كي لا أشتت شمل أسرتنا البائسة لأجلك فراس.. لأجلك أيها الأناني ..أنت قررت ..وأبوك قرر طعني .. وتركي قرر محاصرتي.. إلا أنا من لا تملك قرارا!! وقراري مرتهن بك !! يامن انسلخت من ظل أمك..أيها العاق ...من أين جئت بهذا الجبروت..كيف تقسو على أمك...كيف تظن أني سأسعد دونك وأنا أحيى لأجلك فقط!!
في هذه اللحظة ِانهار سد اصطباري.. تحت وطأة طوفان بكائي.. بكيت بكاء لم أبكه عند خذلاني في زواجي.. ولم أبكه ساعة طلاقي.. انطلق عنان نهري المسجور بين أضلعي..
-        لا تبكِ أمي..أرجوكِ..  ستأتين هنا نهايات الأسبوع .. وسأزورك مع أخوالي لا تخافي علي.. أعدكِ سأهتم بمذاكرتي وبنفسي.. أرجوكِ أمي استأنفي حياتك.. تزوجي..واسعدي..تستحقين ذلك.. ولا تخشي علي .. هنا.
-        اتركني فراس.. اخرج حالا.
نحيب يغرق وحدتي!
≈≈≈≈≈
تقييدي فم هاتفي بالصمت ... ومشاهدة ارتعاشه بالضوء القادم بمكالمة لهفى منك... هي أقسى اللحظات ضجيجا!! انحسر الطوفان.. وانطفأت الكلمات .. واندلق ظلام الصمت .. لا رغبة لدي في شئ سوى السكون.
جلسنا و صمتي عند الياسمينة الذاهلة.. غير عابئة بلفحات الشتاء..
جاءتني أمي بكوب حليب بالزنجبيل..
جلست إلى جواري: تركي اتصل بي.. هو قلق عليك..لماذا لا تردين على مكالماته..
انهمرت دموعي فجأة..
-        أمي ..أشعر بالخذلان..
-        ياابنتي.. لا تهولي الأمور.. سيشتاقك فراس في النهاية..وسيأتي إليك بحقيبته..
-        وإن لم يفعل أمي! كيف أتعلق بوهم .. ربما لن يفعل
-        سيفعل..لم أنت قلقة.. فراس.. رجل سينهي دراسته..وفي النهاية سيشق طريقه في الحياة دونك لن يظل لصيقك إلى الأبد.
-        ......
-        سأربيه كما ربيتك وإخوتك!
-        أمي .. لا أحتمل فراقه!
-        ياابنتي تستطعين الاطمئنان على ابنك في أي لحظة بالهاتف بزيارته وسيأتيك اخوتك به لم القلق..
-        ...
-        سلمى.. ما ذنب تركي.. هو قلق عليك!

≈≈≈≈≈

الحب جريمة يتواطأ فيها الجاني والمجني عليه!!
من كان الجاني في جريمتنا .. أم ترانا كنا الجاني والمجني عليه في آن!
مكالمات فائتة تعانق هاتفي الصامت بكل شوق..ما عدت أقوى على الكلام!  
أخذت مفاتيح سيارتي.. وأنا أهم بالخروج.. التقيت بأبي وأخي والفرح يتألق على محياهما..يتحدثان عن تفاصيل المدعويين والشيخ الذي سيعقد القران! اسرعت الخطى نحو سيارتي..
≈≈≈≈≈
أمام البحر المكفهر.. افترشت حصيرا لأحظى بالهدوء!
وصلتني رسالة من أبي الأيهم: حطام.. تسطرين وجعا هذه الأيام؟
-        حزينة جدا!
-        لا تدعي اليأس يتسلل إليك.. كوني قوية الإرادة!
-        ماهي اخبارك؟ هل تزوجت ؟
-        إنها انثى رثائية الطقوس .. مثلك ياحطام تعشق الحزن وتقدسه! ولكني أقسمت أن ادخل الفرح إلى حياتها.. ابنها الان معي يقودني إلى خلوتها..
-        تركي!!!
-        سلمى!!!
توقفت سيارته بجانب سيارتي!
ترجل منها فراس ..
ركض الي وعانقني : أمي سامحيني..
الدموع تقفز على وجنتي بحرارة: لا بأس عليك ياحبيبي.
غادرنا فراس .. والشمس بدأت تسترخي على ألوان الشفق!
تقدم تركي وعيناه تتألقان بوهج الغروب..وقف أمامي: حطام!
-        أبو الأيهم!
-        غير معقول!!!
تبادلنا صمتا تحت وميض الدموع ... تقدم مني هامسا:
-        أأهون عليك.. كدت أموت قلقا عليك..
-        سامحني.. فقط أردت الاختلاء بنفسي!
-        تريدين الاختلاء بحطامك وممارسة الندب الأزلي!
-        اشعر بالخذلان تركي..هذا كل مافي الأمر... افهم ذلك أرجوك!
-        من هو تركي؟ ألا يستحق تركي أن يشاطرك أحزانك.. ألا تعرفين كيف مرت تلك الاوقات عصيبة علي!
-        لا تزد في عتابي.. لا تضرم نيران عذابي!
تقدم ممسكا بذراعي بعنف: انظري إلى عيني .. أرخيص أنا بالنسبة اليك!
انهمرت دموعي بشدة ..
عنفني: جاوبيني ..صارحيني حطام!
-        أنت تؤلمني!
-        هل تثقين بي ... أجيبي !
-        أنا لا أثق بنفسي! أنا خائرة القوى تركي ... أرجوك افهمني أنا مشوشة !
-        حسنا أيتها الكئيبة... استمري في حزنك..وادفني نفسك تحت حطام اختلقتيه ذات يأس!
دفعني بيديه.. حتى كدت أقع على الارض.. ركل الرمل وهو يزمجر: اللعنة... ماذا علي أن افعل !
وغادر بسيارته ناثرا رمادي!
≈≈≈≈≈

يتبع،،

الأربعاء، 22 يناير 2014

وقع مختلف!


(خطوات )
كلّت وآن لها ان تستريح..
توارت في تراب وتسبيح
بعد ان خطت اقدارها المكتوبة في السماء!
****
(نضارة)
ماذا لو صحا صوتك من الغياب..
ليمحو تجاعيد ضجر
كرمشت أزماني!
****
(أزمة)
تختلقها من أوهام
لخليقة
بقلب موبوء بالدجل!
****
(عشق)
بخار تلك الكلمات الرطبة..
غسلت حزنا منكفئا في حنايا قلب!
ليسطع ربيع فرح!
****
(شهريار)
ثمة قارئ
يحدق في الأوراق بشفتيه
****
كلمات رقيقة ممددة..
أحيتها من رقادها
لفحة دافئة..
****
لترتفع اجساد الكلمات
 بخفة القيان
****
لتنظم لتلك الشفاه الشبقة
الحانا رشيقة
لتمارس القفز من بين لهيبها المكتنز!
****
شهرزاد تروي وتروي
حكايا البحر والمرجان
ليعاقر شهريارها
كؤوس الظمأ!

****

الثلاثاء، 21 يناير 2014

دهاليز


دهاليز الحزن
بممراتها الصفيقة
تطعن
أقداما  هلعة
خلعت الحذر

تسقط دمعة حارة..
تسحل قناعا من فلين التجلد!

مجهول قاتم ..
قلق قادم!
يلتهم العابرين..
يذيب السائرين الى وجهة غير معلومة!

كلمات أبوية تلتمع
منقوشة على جدار قلب طفولي

تهذّب طقسا جزعا
بإيمان المستغفرين في الأسحار!

الانتظار..توأم الاحتضار

أهرع الى
المحراب أتسول كسرة أمل!

يصمت قلم
أنامل عقدها القلق!

ليالي هاطلة بدموع الأرق
لا اعتراض
مؤمنة بأقدار الرب
وكافرة بالصخور التي جرحت طريقك !

قلب خاوي من النور..
هو بيتك أبي بدونك!

عد أيها الطائر المهاجر ..
الى قلوب تقتات على بسمتك.



السبت، 18 يناير 2014

قد يصل الامر...


قد يصل الأمر أن تتسكع الحيرة وجها..
ويتضعضع جوف بتساؤلات عاتية!
****
تبزقه دوامة التيه
على جسد متشقق..
لأرض صامتة!
****
 يتأمل بألم
انحسار تلك الكائنات المضيئة..
عن مجريات أحداثه!
****
امتداد قاتم يعانق أعماقه!
لا فرح يشاكسه..
ولا حزن يباغته!
****
خشوع...
وسكون..
لا غير!
****
بينه وبين الضجيج طلاق بائن!
****
وهو الذي ما تلجلجت حدة كلماته يوما!
وما اهتزت أشفار رمشه لبثّ الحق دهرا!
***
يكتفي بظلّه الغاشم
لتفريق ضلالاتهم!
***
هاهم مجددا
تفضحهم نتانتهم
ينثرون قمامتهم..
 باستخفاء كعادتهم!
***
ترجّل دون كيشوت بطولاته زاهدا !
****
الأوغاد يضحكون!
****
ينكفئ بصفاء نفس
على انشودة صوفية!
****
قهقهات سامة تحاول فضّ خلوته
ولا تدركه!
****
يسمو.. ويعلو..
كغيمة بين السماء والارض!
****
ألقى بنظرة صافية
أقزام تعوي..
**** 
اجتذل* هامسا

 مجرد حصيات على حرارة الطين يتقلبون!
******

* ابتهج