روح البحث

الأحد، 23 أكتوبر 2016

الفرار من النفاق

عزيزي..
من ابسط ممارسات النفاق الاجتماعي... هو اخفاء مشاعري الحقيقية حيال هذا الالم الذي داهم قدمي اليسرى.

التوت اصابع قدمي في حركة غبية ومباغتة مني.. في ذلك المحفل الاجتماعي .. وحرمني من متابعة المهرجان الاحتفالي باقتران تلك القريبة بذلك الغريب !
سأبقى وحيدة في هذا اليوم.. الكل سيذهب لاتمام طقوس هذا العرس.. ستبهر النساء الاعين بمساحيقهن وازيائهن ومجوهراتهن وكعوبهن العالية...
بينما سألزم السرير..اي بهجة ستفوتني .. واي سباق في التباهي ساتخلف عنه مهزومة بقدم متورمة ومشية عرجاء!
في هذا الصباح الباكر الذي استيقظت فيه بمباركة منبه الألم والانين الذي يخفق بين مفاصل اصابعي...
استحضر دماغي على الفور مشهدا عابرا علق ف ذهني قبل ايام لفيلم بوليودي قديم نوعا ما.. حيث يلتوي كاحل كريشما كابور.. وتبقى ف السرير.. وكلما زارها شاروخان وجدها متكئة على السرير بين يديها كتاب تقرأه!
كم اسرني هذا المشهد كثيرا، ولم اتخيل انني على مقربة من معايشة هذا المشهد.. لكن دون شاروخ..
هئنذي بقدمي المتورمة اتمدد ممارسة القراءة اللذيذة ويقع في يدي مذكرات رصينة لسيمون دوبوفوار في مصادفة مشكوك فيها وفي تواطؤ  وتوافق حقيقي مع رغباتي الدفينة ..
وتتحقق تلك الرغبة الدفينة ف عقلي الباطن.. وذلك الحسد لمنظر سيدة تتحقق رغباتها وتتمدد كأميرة على سرير ابيض تقرأ بهدوء تاركة ذلك الماراثون اليومي من الواجبات البيتية والاجتماعية!
ولكن علي اخفاء هذه السعادة.. كي لا ابدو كافرة بالمجتمع وتقاليده المفروضة علينا رغما عنا!
عندما جلست بجواري  على الارض تلك السيدة الفضولية، غير مدركة بألم استوطن قدمي بسبب حركة بلهاء صدرت مني قبل قليل  رغما عني بسبب الثوب المزركش الذي ارتديته بمناسبة حناء العروس التي لم يحنها احد!
ووجهت عتابها اللطيف بوجه باسم مظهرا عددا من الاسنان المفقودة في فكها العلوي.. حيث لم احضر ذات المناسبة المبجلة لابنتها..
والحق كيف لي ان ابوح بكفري الاجتماعي والحادي بالنفاق العائلي للدرجات الابعد من القرابات.. فلو امكنني لما حضرت هذا الهدر من الاوقات للحضور الا للدرجات الاولى من القرابات.
عندما عانقتني تلك السيدة الستينية بدفء الامهات قائلة: لم التقكِ منذ العيد...
ازدردت حيرتي.. فبيتي ماثل امام عيان بيتها، وكثيرا ما اصادف صوتها الحنون مع جاراتها اللواتي بالاحرى جاراتي ايضا وهن يمشين من امام سور بيتي وانا منهمكة في سقي الشتلات الصغيرة في حوش منزلي... ولكنها لم تكلف ان تفتح باب مدخل البيت الغير محكم الاغلاق.. ولو انها فعلت لرأتني على الفور احمل ابريق الماء اسقي شتلات الياسمين.. فمالذي منعها من هذه الاطلالة اللطيفة التي ستكون لي حتما اكثر دفئا من هذا الحضن وهذه الكلمات الصادقة مع افعال تناقضها!
ابتعلت تلك الافكار وابتسمت ..كي اكمل دور السيدة المهذبة التي تمارس النفاق باتقان!

لا تقلق على قدمي وألمي.. سأسرّك..ان فرحي بهذه الراحة الاجبارية ورفقة دوبوفوار فاقت الألم !

*تدوينة قديمة

السبت، 22 أكتوبر 2016

محاولة....للتنفس!

عزيزي...

حاولت هذا الصباح ان اكتب اليك.. الا انني غرقت مجددا ف اعمال غير كتابية..
كان المخطط جيدا ومعدا بشكل سلس تماما كالخطط الحكومية التي يعلن عنها في ندوات وملتقيات.. لكن حيز التنفيذ خذلني.. رغم الرفاه الزمني الذي نحياه كشعوب وحكومات!!
فكيف اوجه سهامي الان ان كنت على وجه الدقة الا استطيع تحقيق اقل قدر من التنفيذ على المستوى الشخصي!!
كان كل شيء هذا الصباح يدعوني الى معانقة الكيبورد الذي غلفه الضباب والغبار.. اعددت كوب الشاي بالزنجبيل واحضرت فلاشي الصغير الذي خزنت فيه مؤخرا أغاني جديدة.. كي اصنع لي طقسا جديرا بالحروف...
لك ان تتخيل بعد كل هذا حلّ علي الصمت...
هذا الكائن الذي صار لصيقا بي كظلي بل اشد ... انه كجلدي ولوني... وكم هذا مخيف!
عندما تكاد تسيل الكلمات المحبوسة في دواخلنا دموعا!
عندما تعجز ان تمنطق هذا الهراء الذي يعيث بهذا الوجود...
عندما تحتبس الحرارة في قلبك تماشيا مع هذا الكوكب !
عندما تحرم حق تلطيف الحرقة التي تتجرعها ..
عندما يمنع عنك الزفير!
ما هو المتوقع
الانفجار الكوني الجديد..
الانشطار السديمي ...
القيامة ..
او الفناء!

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

دندنة كيبوردية

على وقع اغنية تم هي هون...
ادندن لك على الكيبورد ... بهذه الكلمات..

دلفت هذا الصباح الى مدونتي بعد ان سحبت نفسي من المكتب وضجيجه القروي ... الى مكتب مهجور.. مدونتي التي هجرتها قرابة 4 اشهر!
فوجئتُ بها يانعة بالمتابعين.. وعلى الرغم من فرحي بالارقام والوفاء من مرتادي الشبكة العنكبوتية.. الا انه حز في نفسي ان المشاهدات كانت للمواضيع البليودية اكثر من خربشاتي الذاتية!
اكتب لك على وقع الاغنية البوليودية الرومانسية الفائزة بالعديد من الجوائز ..

وفي قلبي وفاء كبير للمهذون الاعظم الذي حثني ف مدونتي على مواضيع بوليود...
ووفاء لا يقل لصحيفة الزمن (فك الله اسرها) التي منحتني مساحة دافئة لاسطر مشاهداتي البوليودية بين اعمدتها التي تقبع خلف القضبان حاليا!

اعود الى سبب العودة لهذه الاغنية التي تدور في هذا المشهد السريالي، الا وهو نزول تشويقية فيلم رنبير الجديد "Ae Dil Hai Mushkil" الاغنية التي تلقت ردود افعال جميلة والتي تحمل عنوان الفيلم ، بصوت المبدع اريجيت سنغ، الذي فاز بجوائز عديدة بسبب اغنيته العذبة تم هي هون.

وهذا يعيدني الى مشهد في احدى مهرجانات بوليود هذا العام، والذي تم فيه تكريم الملحن انو ملك، ملحن فترة التسعينيات، والذي اختفى من خارطة افلام بوليود الحالية، بعد ان احتكر هو ومن عاصره تلحين اغاني افلام بوليود حينا غير هين من الدهر.
كان مشهد انو ملك وهو يتلقى الجائزة لافضل ملحن مشهدا بوليوديا بامتياز، حيث انهار الملحن بالبكاء والرثاء وهو يتلقف جائزته معلنا حالة البؤس المهني الذي يعايشه وعزوف منتجي بوليود من التعاقد معه، بعد ان كان هو على رأس قائمة الخيارات لاي منتج!
اريجيت سنغ الذي انتشر بقوة عام 2013 م بفضل اغنية تم هي هون، جاء في الفترة الذهبية الذي كسر فيه الاحتكار في بوليود، فقد كانت حقبة التسعينيات مرصودة لعدد من المغنين، فتجد ان صوت المطرب الذي يغني لشاروخان قد يتكرر لاكشاي كومار وعامر خان وانيل كابور وسني ديول...وغيرهم من الفنانين، وكان اشهر مطربي تلك الفترة كومار سانو واوديت ناراين وابهجيت وبنكاج اودهاس والمغني الشاب آنذاك الذي نجح ان يحجز مساحة له بين المحتكرين سونو نيغام. وكذلك الامر بالنسبة للمطربات، والشعراء وكتاب السيناريو و المخرجين والممثلين!
كل ما ارجوه الا تتكرر حكاية الاحتكار من قبل الجيل الجديد على حساب الاجيال القادمة، وعلى الرغم من وفرة البرامج الواقعية والتي على شاكلة The Voice وغيرها الا ان المواهب الجديدة مازالت تعاني حتى تصل الى الانتشار

الاثنين، 16 مايو 2016

الفيلم العائلي "Kapoor & Sons"


عائلة مليئة بالاسرار والمشاكل


لفت الانتباه بمجرد نزول التشويقية على شبكات الانترنت والفضائيات. فيلم درامي وكوميدي، يجمع كوكبة رائعة من نجوم بوليود، على رأسهم الفنان القدير ريشي كابور والفنانة راتنا باتهاك والفنان المتعدد المواهب راجات كابور والفنان الباكستاني فواد خان والمتألق سيدارت مالهوترا والجميلة عاليا بهات،  انتجه المبدع كرن جوهر بمعية كل من هيرو ياش جوهر وابورفا ميهتا، ومن اخراج شاكون باترا وكتابة كل من شاكون باترا وايشا ديفتر.
فيلم عائلي يتناول، قصة أسرة من الطبقة الوسطى، مليئة بالاسرار والمشاكل، وكما يتضح من العنوان يتمحور الفيلم حول كابور (ريشي كابور) وابنائه، يتعرض الجد كابور لسكتة قلبية، ليعود الاخوين راهول (فواد خان) الشقيق الاكبر والابن المثالي كما تنعته والدته والذي قد حقق نجاحا تجاريا بسبب نشره لرواية لاقت رواجا والذي يعيش في بريطانيا، والشقيق الاصغر ارجون (سيدارت ملهوترا) كاتب ايضا لم يحظ بعد بالنشر والانتشار والذي يعتبر النقطة السوداء في العائلة ومثال للفشل والذي يقطن في الولايات المتحدة!
تجتمع الاسرة مجددا بسبب هذا الحدث الجلل، بعد 5 سنوات من الشتات، ولكن ما تلبث المشاكل في الظهور، وسوء الفهم بين افراد الاسرة في الاطراد، كما يظهر الشرخ الذي يحياه والدي راهول وارجون والمشاكل المالية التي تعصف بهما. يزور الحفيدان الجد بالمشفى بعد تعديه مرحلة الخطر، ويوضح لهما مدى رغبته ان يتم دفنه بالمدفن الذي يحوي رفات اصدقائه القدامى في الجيش،  وهو امر مخالف لديانتهم التي تنتهج حرق الموتى، كما يتمنى ان يحظى بصورة عائلية لافراد الاسرة المشتتة هذه مكتوب عليها كابور وابناؤه.
يفكر الحفيدان باعداد حفلة لاسعاد الجد فور خروجه من المشفى، في هذه الاثناء يتعرف الاخوان على تيا (عاليا بهات) في مناسبات مختلفة، وتتوطد بها صداقتهما.

في حفل الجد، تحضر تيا مع الضيوف بدعوة من ارجون الذي يستلطفها بشدة، ويلتقي بها راهول، فيعرف الشقيقان انهما على  معرفة بنفس الفتاة، والذي اثار ضيق وغيرة ارجون، ظنا منه ان شقيقه مغرم بها!
تظهر المشاكل في الحفل عند ظهور (انو) المرأة التي على علاقة بهرش (راجات كابور) يتحطم قلب سنيتا (راتنا باتهاك) لدعوة زوجها لعشيقته الى الحفل، وتفقد اعصابها امام الضيوف لتصب جام غضبها واحباطها وحزنها على زوجها لتنتهي الحفلة بهذا المشهد الكارثي وتسرب اسرار العائلة وخلافاتها!
تتوطد علاقة ارجون بتيا اليتيمة التي فقدت والديها في صباها، في حادث اودى بحياتيهما، وتحدثه بألم عن اخر حوار غاضب دار بينهم، تمنت تيا ان يعودا الى الحياة فقط لتخبرهما انها تحبهما وتشتاق اليهما وكم يعنيا لها الكثير في حياتها، والتي كانت تريد ايصال رسالة لصديقها الغاضب والمخذول من اسرته انه لاشيء يضاهي وجود العائلة.
لكن الخلافات تشتد في العائلة كما تتكالب عليها الاحزان، وتتعرض الام لصدمة في ابنها المميز راهول وعلاقاته الشاذة، (كان من الممكن ان تعرض عقدة شخصية راهول بطريقة اخرى ولا يُفهم هذا الالحاح البوليودي المتكرر في قضايا المثلية) وبعد هذه التعقيدات هل ستتوحد العائلة ام تعود الى شتاتها مجددا وهل ستتحقق رغبة الجد في تلك الصورة العائلية.
يطرح الفيلم قضية هامة، وهي مدى اهمية ترابط الاسرة، والتسامح، والتجاوز عن الاخطاء لتمضي قافلة الاسرة في مسارها الصحيح قبل فوات الاوان.
اشاد النقاد بالاداء الاستثنائي لكل الممثلين في الفيلم، والتجسيد الجيد للادوار، وخفة دم ريشي كابور والمكياج المذهل الذي حوله الى تسعيني، وقد حقق الفيلم ايرادات رائعة في شباك التذاكر.
يذكر ان الممثل والمغني الباكستاني فواد خان، قد قام بأول عمل سينمائي له في الفيلم الباكستاني الذي حقق نجاحا تجاريا هائلا ولقي اعجاب الجمهور لتناوله موضوع التشدد الديني "خدا كي ليي"، كما ازدادت شعبيته بعد تمثيله دورا رئيسيا في المسلسل الدرامي "داستان"، والذي عرض مدبلجا باللغة العربية بعنوان "حب عبر الحدود"، الجدير بالذكر ان الفنان فواد خان مشغول حاليا بتصوير فيلم "اي دل هي مشكل" مع الفنان المتألق رنبير كابور والحسناء آشوريا راي باتشن والفنانة الفاتنة انوشكا شارما، والفيلم من انتاج كرن جوهر والذي شارك في انتاج كابور وعائلته. 



الأربعاء، 11 مايو 2016

NEERJA


رحلة جوية عادية.. تتحول الى كابوس
سيرة توثيقية لحياة المضيفة التي ضحت بحياتها في سبيل الواجب


عندما بدأت بوليود الى الالتفات الى ارث الهند التاريخي وارشيفه، انتجت لنا اروع الافلام السينمائية منها على سبيل المثال لا الحصر، جودا اكبر ومنغل باندي، وماري كوم وغيرها من الاعمال المستمدة من الواقع الهندي. ونحن اليوم في صدد فيلم استثنائي مستمد من تربة الحياة الهندية. انه فيلم نيرجا.
ياإلهي هذا لا يحدث الا في الافلام.. هذا ما صرحت به الفنانة الفاتنة سونم كابور بعد قراءتها لنص فيلم نيرجا، واوضحت في لقاء متلفز ان هذا الفيلم اثر عليها بشكل شخصي بالاضافة الى انه منعطف هام في مسيرتها الفنية، حيث قررت انها ستعطي الاولوية للنصوص والادوار التي ستجسدها بعد هذا الفيلم الذي توجها بالتقدير ورضا المشاهدين والنقاد.
نيرجا رحلة جوية عادية، تتحول الى كابوس، والى آخر رحلة لبعض من كانوا على متنها. وسيرة توثيقية لبطلة الهند وفخرها نيرجا بهانوت. مستحضرا الواقعة التي هزت المجتمع الهندي والعالمي في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم. حيث يسلط الضوء على حادثة اختطاف الطائرة Pan Am من قبل جماعة ابونضال الفلسطينية، والتي كانت قادمة من مومباي وحطت بمطار كراتشي لتستأنف رحلتها الى فرانكفورت. فيتسلل الخاطفون اليها في لحظة حاسمة قبيل اغلاق باب الطائرة بثوان، لتقع الطائرة ومن فيها رهينة!
تقف المضيفة نيرجا بهانوت بكل شجاعة لتحول دون طيران الطائرة الى جهة مجهولة، حيث سارعت بابلاغ الطيارين بالهايجاك فور تسلل الخاطفين الى الطائرة، فلاذ الطيارين بالفرار لتبقى الطائرة على ارض المطار. وليقع 359 مسافرا في اسر هؤلاء الخاطفين المدججين بالسلاح والقنابل. فتولت نيرحا بشجاعة زمام الامور في الطائرة، حيث حرصت على تقديم المساعدة والوجبات للمسافرين، واقنعت الخاطفين انها تقوم بعملها وواجبها، كما هم يقومون بعملهم، واسهمت في تهدئة المسافرين، وانقاذ حياتهم عندما طلب الخاطفون جوازات سفر المسافرين، للبحث عن الامريكين، فأخفت جوازات السفر الامريكية ببراعة وحنكة.
وبعد 17 ساعة من الاسر انطفأت الكهرباء بداخل الطائرة، مثيرا بذلك فزع الخاطفين الذين كانوا يطالبون السلطات الباكستانية باعادة الطيارين الى الطائرة، لتبدأ بالاقلاع، الا ان اليأس داخلهم، وظنوا ان القوات الباكستانية هي التي قطعت الكهرباء تمهيدا للهجوم على الطائرة فشرع الخاطفين بفتح النار عشوائيا على المسافرين!
حاولت بهانوت ايضاح ان مايحدث للطائرة امر طبيعي نظرا لنفاد الطاقة الا ان الرعب قد سيطر على الموقف، فقامت في خطوة شجاعة ومخاطرة كبيرة بحياتها بفتح باب الطوارئ للمسافرين، ولم تلذ بالفرار كما فعل زملاؤها بل تحملت المسؤولية بانقاذ ارواح المسافرين، اسفر هذا الحادث المؤسف عن 20 قتيل، كانت من بينهم مضيفتنا الشجاعة التي دفعت حياتها ثمنا لانقاذ ارواح اطفال كانت تخرجهم من باب الطواريء!
ركز الفيلم على الاحداث الانسانية التي واجهتها هذه الفتاة العشرينية في حياتها الشخصية والمهنية، حيث اخذنا في سفر داخلي في أعماق تلك المضيفة الشجاعة التي تعاملت مع حادثة الخطف بضمير واحساس بالمسؤولية، مضحية بحياتها في سبيل اداء واجبها. نيرجا المرأة التي خرجت من تجربة زواج فاشلة وتجربة مريرة في الغربة، خرجت من هذه التجربة اكثر قوة ورغبة في النجاح واثبات الذات، فحققت ذلك بان جعلت العالم يقدم لها الاوسمة الشرفية كرد اعتبار لها.
اشاد النقاد بالاداء الحقيقي لكل طاقم الفيلم، كما اشادوا بروعة اداء كابور اذ اتقنت تقمص شخصيتها بطريقة مبهرة بدءا بتسريحة الشعر انتهاء بطريقة حديثها، ملمة بجميع تفاصيل شخصية نيرجا الحقيقية. لم يتطرق الفيلم الى خلفيات الخاطفين، وانما قام ببث الحدث كما هو موثق في الوثائق. ولكن الملاحظ ان الفنانين الذين قاموا بتأدية دور الخاطفين، كانت لغتهم العربية ركيكة نوعا ما وغير مقنعة للمشاهد الذي يتقن العربية.


فيلم الاثارة والدراما والتوثيقي، الذي اكتسح شباك التذاكر، ووضع بصمة تاريخية في بوليود، والذي قام باخراجه المبدع رام مدفاني، وسيناريو سايون قوادراس، وبطولة كل من سونم كابور والفنانة القديرة شبانة عزمي، ويوغندرا تيكو. 

السبت، 7 مايو 2016

المسلسل الهندي "غيت"

Geet Hui Parayi Sabse


اعزائي متابعي المدونة، مازالت القراءات ترتكز على الدراما هنا، ولن اخذل عيونكم وقلوبكم فقد جئتكم بمسلسل جديد، والذي يعرض حاليا على mbc bollywood تحت الحاح مشاهدي القناة وتفاعلهم على صفحة القناة على شبكات التواصل.
انه المسلسل الهندي "غيت".
المسلسل عرض في منتصف عام 2010 على القناة الهندية (ستار ون) حتى نهاية 2011م، وهو عبارة عن 4 مواسم، الموسم الاول يتناول حياة غيت وقصة حياتها وبراءتها في كنف عائلتها في قريتها في البنجاب، وقصة الحب التي جمعتها مع خطيبها ديف، ولا يتضح عنوان المسلسل جليا حتى تبدأ حلقات الموسم الثاني في ايصال الفكرة للمشاهدين.
غيت هوي سبسي برايي، تعني غيت اصبحت غريبة عن الكل، ف " غيت" هو اسم الشخصية الرئيسية في المسلسل (غيت هاندا ) والتي تؤدي دورها الفنانة المبدعة دراشتي دامي، وهي قصة فتاة في 18 من عمرها، تربت في كنف عائلة محافظة، يتقدم لخطبتها (ديف) شاب يعيش في كندا، وتحت الحاح عائلتها تتزوجه في غضون 3 ايام لترحل بعدها معه الى كندا.
الا ان الفاجعة تحصل، حيث يتضح انها تعرضت لعملية احتيال كبيرة، اذ هرب زوجها في صبيحة زفافهما بمجوهراتها واملاكها، تاركا اياها في المطار تحت تأثير مخدر خلطه في كوب القهوة التي اعطاها اياها.  تفقد غيت صوابها وهي تبحث عن زوجها وعائلته في المطار مثيرة جلبة كبيرة، ثم يتبين لها انهم قد غادروا بدونها، لتعود غيت ادراجها الى بيت والدها حاملة هذا العار وهذه الفضيحة. تتستر عائلة غيت على الموضوع وتطلب من غيت مسح علامات الزواج، وان تنسى ما حدث!
تصدم غيت من ردة فعل اهلها، وترفض الانصياع لاول مرة معلنة التمرد، الا ان التهديد والترغيب الذي مارسته اسرتها تجعلها ترضخ لتحقق غاية في نفسها وهي البحث عن زوجها الهارب ديف، فتخلع عقد الزواج من عنقها وتمسح علامة الزواج من على جبينها (السندور) او الزنجفر ، لتعود الى الانظار كأية فتاة عذراء!

تبحث غيت عن معلومات تقودها الى ديف، وهي غير مصدقة انها تعرضت للخداع، الا انها في النهاية تواجه الحقيقة المرة، ثم ما تلبث ان تتكالب عليها المآسي عندما تعرف انها حامل من ديف، لتقع في مواجهة جديدة مع اسرتها التي تلح عليها اسقاط جنينها!

احداث كثيرة تتعرض لها غيت مع عائلتها وزوجها الخائن من طرف، ومع مان سينغ (غورميت تشودهاري) الذي انقذها ذات مرة من بعض الاوباش، والذي سيتصادم معها بسبب شرائه الارض التي استولى عليها ديف بعد زواجهما بالخديعة، كما انه سيترك اثرا عظيما على تحول شخصيتها من فتاة ضعيفة، الى فتاة ذات شخصية قوية!

في الموسم الثاني تتخلى غيت عن قريتها وعائلتها التي لم تساندها في محنتها بل وحملتها ما لا تطيق، و تعدت في ظلمها اذ حاولت التخلص من قصتها وعارها بقتلها!
وهكذا بعد ان انقذها مان سينغ من يدي شقيقها وعصابته التي كانت تحاول اغتيالها، تترك غيت قريتها في البنجاب الى مدينة دلهي، وتبدأ حياة جديدة ، بعيدا عن اسرتها وبعيدا عن وصايتهم التي كانت سببا في دمار حياتها، لتنطلق الى دلهي بعد انقاذها لنفسها وجنينها من ايدي شقيقها الذي انتقمت منه ليلقى جزاءه على جرائمه الذي ارتكبها.
تتبدل شخصية غيت في دلهي، ليظهر الجانب الكوميدي منها، وتقودها الصدفة، الى العمل في شركة مان سينغ الشاب الذي عاهد نفسه بعدم التفكير بها!
ويظهر لدى المشاهد في هذه المرحلة مدى الشبه بين شخصية غيت هاندا والشخصية المحبوبة جدا من الجمهور الهندي والعربي "خوشي كوماري غوبتا" بطلة مسلسل من النظرة الثانية، كما ان شخصية بطل المسلسل الجاف والعنيد، مان سينغ تتشابه مع ارناف سينغ راي زادا بطل المسلسل ذاته، الا انه من الواضح ان مسلسل غيت  قد عرض قبلا.


وهكذا تتغير طابع الاحداث  الدرامية في الموسم الاول، الى الكوميديا في الموسم الثاني، والاحداث الطريفة التي تقع بين مان سينغ وغيت. كما سيفجر الموسم الثاني مفاجأة من العيار الثقيل، حيث يظهر ان النصاب ديف هو الاخ الاصغر لمان سينغ!
... لعلي ساكتب المزيد في تدوينة اخرى....














الثلاثاء، 19 أبريل 2016

شكرا....للسماء

شكرا للسماء...
كنت قد بيت نية عنيفة..تحت وسادتي البارحة.. وحسمت امري..
 وكل ما حدث انني مارست طقوسي الروتينية الصباحية وكأن شيئا لم يكن..
صحيح كلام الليل يمحيه النهار...
***

لسعة جديدة.. بانتظاري
ولكن هذا لا يعني ان ذلك القرار  قد ذاب وتبخر... بل ربما تأجل حتى يجمع كمية اسباب حقيقية موجعة جديدة..لتنفيذه..
هكذا نحن لا نتحلى بالحزم في البناء..ولكن في التدمير فقط!
ولاننا جزء لا يتجزأ من منظوماتنا وحكوماتنا التي ننتقد اداءها ولو بأضعف الايمان!
تلك الحكومات المعتمدة بتعمد على النفط والتي التفتت مؤخرا رغما عنها الى انتهاج سياسات اقتصادية حقيقية...في الوقت بدل الضائع!
***
كلمات..
لا انكر ان مقال الهاشمي قد اوجعني الى آخر عصب في ضميري..
ولا انكر الكآبة التي اجتاحتني  بسبب ما يحدث في السوشال ميديا..
وما يتعرض له رواده ..
***

ولكن...
تلك الكلمات الشجية التي تسببت في تأجيل العدمية.. تخيل تلك السطور والمواقف الحياتية الكوميدية منها والتراجيدية.. جعلت هذه الاصابع الجاحدة تعانق الكي بورد اخيرا لتكتب.
***
الافق الازرق
السوشال ميديا بالنسبة لي مساحة زرقاء لممارسة الكتابة الالزامية التي ستصقل حروفنا لاشك يوما ما..

هي شرفة سماوية.. ان احسنا اختيار جيراننا فيها.. لتنبت على حوافها زهور عطرة وشجيرات تزين قحط الحياة الافتراضية..
تتفقد هذه الزرقة لتلتقط على شطه..اغنية عذبة... فيلم سيريالي... كتاب فريد.. حكمة صوفية.. نكتة سمجة..صورة معذبة
عالم اخاذ..احيانا..وفظيع في احايين اخرى.. تماما كالواقع!
***
طز
ان سألتني ماذا تعلمت من الفضاء السيبيري هذا...
***
لاخبرتك.. انها خففت عني آلاما ووخزات وازاحت هم تاريخي ولطخة تعلقت بهويتي ذات قراءة غير منصفة!
نعم.... طز
لاخبرتك انني خفيفة الان بانسانيتي التي أٌريدَ لها يوما ما ان تنفق بالمثاليات والافلاطونيات!
لاوضحت لك ان العروبة .. الكذبة الكبيرة التي عشناها صغارا..
اكتشفت مدى زيفها منذ سنوات قلائل فقط.. منذ طلوع طلائع الربيع العربي المزعوم!
اكبر طز
***
ساخبرك انني اشعر بخفة غير عادية بعد ان اثقلت كواهلنا بالخزعبلات التاريخية والدينية والقومية..انني الان بدون هذه الاغلال بخفة ريشة ..

الاصنام
لرويت لك ان هذا الفضاء رفع اقلاما وخفض اخرى..
حطم اصناما .. وصنع اخرى..
لقهقهت معي على المنشورات التي سرقها مني رواده بل وايضا كتاب معروفين ونشروها في صفحاتهم دون تضمين لي.. ودون ضمير!
كل شيء مباح في الحب والحرب..
انه شعار هذا الفضاء... المثير  للعجب والغثيان
***
لو قدر لكامو العودة.. لرأى ان مورسو تناسل وانتشر في هذا العالم المتغول..
لسقط على الارض دهشة... من البلادة العدمية التي يتعاطاها سكان هذه الفضاءات الالكترونية!
نعم... أؤكد لك.. لما شعر بالغربة!
***
حفلة سرية
دعني اسرك امرا...
كل ما سطرته اعلاه نتيجة مذهلة لحفلة ندمائي السريين البارحة وانا غائبة عن الوعي..
فقد استيقظت هذا الصباح بجفون واصابع متورمة.. ولم اكن اعرف ان البعوض قد قرروا البارحة معاقرة السكر بنخب دمي!


كن بخير

الأربعاء، 13 أبريل 2016

اليك...........

اكتب اليك وقد امتلأت رئتي بالهواء المضمخ برائحة الملح... تماما كما كان طقس تأبين والدة غريب "كامو"!



ابتدأت هذا العام بتفاؤل غير عادي في عادتي القرائية نظرا للنجاح الذي حققته ف العام الفارط كما يقول ادباء المغرب العربي... حيث نجحت في قراءة كتابين كل شهر .. بل اكثر.

ولكن تأتي الرياح بما تغث السفن!! ولك ان تتخيل حالة الفراغ التي عشتها بعد ان انهيت كتابا وحيدا ف يناير وكأنما تعرض الزمان لجلطة اقعدته...
بعد حالة الانغماس الكلي الذي عايشته في همومي ومهامي العائلية والمهنية.. والتقلبات التي قلبت روتين حياتي واستقراري رأسا على عقب...
 ابتعدت عن الكتب ..
او بمعنى آخر ابتعدت الكتب عني!!

ولم تعوضني الافلام التي شاهدتها بكثافة مؤخرا...
ولا تلك المقالات الجادة..
ولم تخفف عني متابعة مواقع التواصل...
هل لك ان تتخيل ان كل هذه القراءات لم تعوض حنيني للكتب.. ولم تخفف عني اعراض الكآبة التي اجتاحتني وصدودي عن الكتب!!
الاثار التي خلفها هجران الكتب.. كالاثار الانسحابية  لدى المدمنين.. عشت مزاجا فظيعا.. وبكاء بدون سبب وآلاما جسدية ...
بل اصبت بالانيميا؟؟  تزامنا مع حالة الانيميا الفكرية...على الرغم ان عاداتي الغذائية لم تختلف كثيرا وان قلت الكمية!

طبعا انا لا ابالغ.. ولا احب ربط الاشياء ببعضها..ولكنني انقلها اليك كما هي.. فقد جاءتني ف غاية التعقيد!

اكتب لك وانا استمع لمقطوعة بيانو جديدة انزلتها ف جهازي الذي يحتظر على تجاهل ظاهري متعمد وخوف داخلي لايوصف!

اكتب لك بمزاج موسيقي جديد.. لانني وبكل صفاقة اصبحت لا اقدر الفن.. فالمقطوعة التي تحتفظ بها ذاكرتي اشمئز منها!
فلابد من اللهث عن الجديد.. وانا التي لا يستهويني اي شيء..بسهولة!

اصبحت النستالوجيا مثيرة للقرف لدي.. وانا ف هذا الوقت الذي اترنح فيه بانتظار قرار هام ف العمل يتعلق بي... وقدوم مدبرة منزل جديدة في ذروة اضطراب وضعي المهني!
لا استطيع ان اكون كغريب كامو الغريب جدا.. البليد جدا
مازلت في بدايات الرواية,, لكن بلادته تستفزني!!

اه صحيح عدت الى القراءة ف الشهر الماضي.. وقد شارفت على فقدان صوابي لو لم افعل ذلك!
والحق انني عدت الى القراءة بكتابين احدهما جاد جدا.. كان رفيق صباحات نهاية الاسبوع..
 وجبة فكرية تناولتها على مهل..واكتسحت وجداني.. وكان ذلك تعويضا أليما!
أليما لانني قرأت له بعد ان سمعت نعيه!! يالله كم هذه الحياة جاحدة.. وكم هذا الموت ساخر!!
يسخر منا ومن مشاعرنا البيلدة!
انا موجوعة.. اغفر لي.. ولكني سأهدهد خاطري الهش الذي لا يحتمل الان المزيد من العذابات.. بأن قراءتي لهرطقات طرابيشي كانت بمثابة تأبين..
او فاتحة على روح هذا المفكر العظيم...
اااه ثم بعد ان انهيت الكتاب وقفت حائرة فماذا اقرأ بعد هذا الكتاب الجليل.. فقادتني الصدفة المحضة لغريب البير كامو !

فكان قرارا غريبا ازاح عن كاهلي هم البحث عن كتاب فكري اخر!

اما الكتاب الآخر"ارجوك لا تمت"  فكان رفيق المساء، كان رفيقا عذبا.. ومؤنسا.. وقد تمهلت كثيرا في قراءته.. وتجرعت نبيذه باستمتاع..
لم اجرب نشوة الخمر قط في حياتي... ولكن خمرة الكتب المعتقة جربتها ف لحظات نادرة...
وهكذا اخذتني المراسلات العذبة بين وليد والحبيب..الى عالم آخر ...عالم سيريالي.. منمق بالحروف والذائقة الفريدة.
وكان هذين الكتابين من لحظاتي النفيسة جدا!

احتاج وقتا لاهضم هذه الافكار التي اهطلها علي هذين الكتابين.. ولكني لم استطع مقاومة انزال هرطقات 2 فور مصادفتي لها  ف احدى المواقع التي تضم مجموعة لكتبه رحمه الرب.

اكتب لك وانا في دوامة افكاري.. ودوامة اعادة هذه المقطوعة التي صار بينها وبين هجرها اعادتين!
كن بخير لاكتب لك!



الثلاثاء، 29 مارس 2016

تماشا



Tamasha
رحلة البحث عن الذات
دراما تحثك على الا تكون نمطيا


مرحبا ايها الاعزاء مع فيلم جديد من بوليود، هل حدث معك ان يصفك احدهم بانك تمثل ولست شخصك الحقيقي، لا تستعجل الاجابة، فقط عليك الابحار مع هذا الفيلم الذي نحن في صدد الحديث عنه.

 بعد ان اظهر ديبيكا بشكل مغاير وسلط الضوء على جوانب خفية من شخصها عن طريق فيلم كوكتيل، وبعد ان منح فيلم روك ستار لرنبير والذي نال بفضله جائزة احسن ممثل. هاهو المخرج المتألق امتياز علي يجمع الفنانة ديبيكا والفنان رنبير كابور في فيلم من كتابته وانتاجه واخراجه تحت عنوان تماشا والذي يعني المسرحية!


يبدأ الفيلم بمشهد مسرحي، يظهر فيه رنبير على شكل روبوت، وبجواره مهرج يهزأ بحياته الروتينية، والامر المثير للاستغراب ان صوت المهرج هو صوت الفنانة ديبيكا باديكون، ليكتشف المشاهد في نهاية الفيلم ان لاعلاقة لها بها بالمسرح!
تتنقل المشاهد بين الفلاش باك مسلطة الضوء على جوانب من طفولة ومراهقة فيد "رنبير كابور" واحداث قصة الحب الذي جمعته بتارا  "ديبيكا باديكون"، الفيلم يحمل بعدا نفسيا وفلسفيا، حيث يلتقي فيد بتارا في جزيرة كورسيكا الخلابة، حيث تظهر تارا  وهي تحاول ان تجري اتصالا هاتفيا للهند، فيساعدها فيد بعد سماعها وهي تلقي الشتائم على الرجل الفرنسي بالهندية عندما امتنع عن مساعدتها.
يقوم فيد بتقديم المساعدة والمأوى لتارا التي يتضح انها فقدت حقيبتها التي تحوي جواز سفرها ومحفظتها، الا انه يشترط عليها شرطا غريبا نوعا ما، حيث يمتنع عن قول الحقيقة حول شخصه وعمله وعنوانه، وبهذا يمضي كلاهما اسبوعا جنونيا معا، دون ان يتعرفا على هوية بعضهما! وكعادة الاوقات الجميلة تمضي هذه اللحظات المجنونة بسرعة وتعود تارا للهند.
تكسر تارا العهد الذي قطعاه بعدم الالتقاء، وتبحث عن فيد الذي لم تعرف اسمه حتى الان، وتنجح في الوصول اليه بعد 4 سنوات من ذلك اللقاء الجنوني، ويعود الاثنان يلتقيان ويتعرفان على بعض بشكل جدي. الا ان فيد يقع في صدمة عظيمة عندما ترفض تارا طلبه الارتباط بها، وتعلل تارا رفضها انها تعلقت بفيد الذي التقته في كورسيكا والذي هو فيد الاصلي ولا تحب الارتباط مع فيد الغير حقيقي!
وهنا تكمن عقدة الفيلم حيث يصارع فيد نفسه ويبحث في اعماقه عن ماهيته، وهل ما تقوله تارا صحيح، فيد شاب هاديء ومهذب ومنتظم في عمله، ويعيش حياة روتينية قاتلة لحد الملل، بينما تارا فتاة طموحة وخفيفة الظل ومنطلقة و جامحة وهذا ما أثار فضولها وتعلقها بفيد الذي التقته في كورسيكا حيث كان لا يقل عنها جنونا!
وهكذا تختفي تارا في النصف الثاني من الفيلم- وهذا اجراء مخيب لجمهورها-  ليسلط الضوء على رحلة فيد النفسية والفلسفية، فهل يوفق في الحصول على اجابة، وهل سيستطيع الفوز بقلب حبيبته مجددا كما حصل في كورسيكا.
تماشا هي دراما رومانسية، من انتاج عام 2015م ، ومن انتاج كل من امتياز علي وساجد ناديادوالا، والموسيقى التصويرية والاغاني من الحان الفنان الحائز على الاوسكار اي ار رحمن، والتي حققت شعبية واسعة لدى الجمهور، وقد فاز الفيلم ببعض الجوائز في المهرجانات المحلية للسينما.
تعرض الفيلم لردود افعال متضاربة من النقاد، فبعضهم لم يحبذوا ان يعمل رنبير في مثل هذه الافلام، التي تستقطب فقط الجماهير المثقفة، كما انتقد الكثيرون السيناريو الذي قدمه امتياز علي في هذا الفيلم، الا ان بعض النقاد خصوصا الاكبر سنا اشادوا بالفيلم دون تحفظات،  كما ان الجميع اشاد بأداء رنبير وديبيكا المذهل، كما اعجبوا  بالتقاطة الكاميرا الابداعية للمشاهد الخارجية سواء في كورسيكا والهند واليابان. وعلى الرغم من كل ذلك استطاع الفيلم ان يحقق نجاحا جيدا في شباك التذاكر.
ولا يخفى على محبي الفنان كابور وجمهوره مدى حاجته الى تقديم شيء متفرد لجمهوره، خصوصا بعد فشل سلسلة من الافلام له. حيث لايمكن ان ننسى المواضيع التي تطرق اليها رنبير من خلال افلامه على سبيل المثال لا الحصر، روكيت سنغ ، ويك اب سيد، وروكستار، وبرفي. وما قدمه للمشاهدين من اداء مذهل وافكار ابداعية ورسائل في التحفيز. وقد ابرز تماشا جوانب ابداعية فيه من وجهة نظري، وهو فيلم يحمل رسالة ابداعية لجمهوره وهي "لا تكن نمطيا".  كما انه من الممكن القول انه فيلم مناسب للعودة بعد تلك الاخفاقات.


الأحد، 28 فبراير 2016

أتدري!!



وانا اطالع السماء الزرقاء المزدانة بتكتلات سحاب غير منتظمة، دخان ابيض مازال متمسكا ببعض خيوط الشفق الارجوانية.
 وانا اعاين هذه اللوحة السريالية الالهية، وهذا الهدوء الذي يكتنف المكان في حالة اقرب الى الخشوع..
ما اسرع ما تتبدل الاحوال، فبالأمس كان المكان يعج بالسيارات والمارة والمتفرجين على الحريق الذي اندلع في مجمع الكهرباء الخاص بالمبنى الذي نعمل فيه، وذلك الهلع والجزع الذي رافق اصوات الزميلات.
 اتدري مالذي فعلته، ذهبت لأتحقق من اغلاق جميع مكابس الكهرباء، ولم اهرب من المبنى كبقية زميلاتي اللواتي استجبن لصراخ زميلنا المفجوع!
نعم مفجوع فلا شيء يستدعي القلق، انفجار 3 مجمعات في آن واحد على نفس الشارع، وانطلاق الشرر  من عمود الكهرباء المقابل لنا،، ليس بالامر الخطير..
الا تصدقني، اذن ما رايك اننا لم نغادر المبنى بل جلسنا الى اقتراب موعد البصمة رغم تعطل الجهاز، وبالرغم من أنف حتف الكهرباء والشبكة في المبنى والمباني المجاورة بل في الاحياء المجاورة اتممنا يومنا في العمل باخلاص المؤمنين وشهداء الواجب كما ينعت الاعلام العربي قتلاهم!

اتدري خرجت الى البلكونة لاتفرج بدوري على المتفرجين علينا! العين بالعين! اليس هذا موروث جيني عربي يجري في دمائنا التي تجري فيها الشياطين ايضا!

الشياطين النارية التي رفضت السجود لأبينا الطيني، وتعالت كالدخان على الامر الالهي الذي اوقعهم واوقعنا في الوبال!
هل يمكننا ان نقول ليته لم تكن هناك دعوة للسجود من الاساس!
استغفر الله!
ماذا لو عشنا نحن واخواننا المخلوقات الدخانية في جنة النعيم!!
لك ان تتخيل الحور العين...
وسأتخيل الغلمان!
استغفر الله!

 ذلك الدخان المحمل بروائح الاسلاك المتفحمة.. مشهد تراجيدي كانت تنقصه الموسيقى التصويرية، لقد كنا نحن الحدث وقلبه،، وهو ما ذكرني بما كتبته لك عن الشاي الممزوج بالدخان...
لقد كان بالفعل يوما رماديا !
لم يرن جرس الانذار، ولم يتم اخلاء المبنى كعادة المباني المفترض انها تنتمي للحكومة، فنحن هنا لسنا من رعايا العاصمة المقدسة.
 كنت اتأمل قائد الكتيبة الذي وقف مذهولا لا ينبس بشيء، بينما انطلق اثنان من الزملاء الى مطفأة الحريق.. وتطويق النار المتمردة، لم نسمع صوت الاسعاف الذي غالبا ما يأتي مع هكذا مشاهد.. لاننا في فيلم محلي... بالتأكيد.. كما لم نشاهد سيارة مطافيء!! كما لم يقع ضحايا لله الحمد!
ولان النار التي اندلعت خارج المبنى قد تم اخمادها بسرعة مذهلة،، لكنه حب التهويل المغروس في الشعوب اليس كذلك!
في مثل هذه المواقف تظهر انماط البشر دون رتوش، الفدائيون الذين حرصوا على اخماد النار باي شكل، العمال الاسيويين الذين تجولوا في المبنى ببلادتهم المعتادة، بحثا عن المطفأة الاخرى، وذلك القائد الذاهل.. بينما انطلق بعض الزملاء في تحريك السيارات ومنها سيارات بعض الزميلات بعيدا عن موقع النار، كما ظل بعض الزملاء يبتلعون ذهولهم وحيرتهم لا يلوون على شيء!!
لقد رأيت تلك الزميلة تولول وتلطم فور سماعنا صوت الانفجار واهتزاز المبنى، بينما احداهن اخذت تتأمل الحرائق المندلعة وهي تحلل مواقعها بوجه جامد لا يتناسب مع الحدث، بينما انطلق البعض الى البلكونة وكنت منهن لمشاهدة ما يحدث، بينما فر البعض الى خارج المبنى غير آبهات بتجمع المارة والفرجة المجانية التي حظي بها سكان المنطقة!

وامضينا جل وقتنا في المكتب نتبادل احاديث اللهب ونقل مشاهداتنا، ثم ما لبث ان انضم الينا الزميلات الهاربات محاولات عدم ابتلاع تلك الادخنة والروائح العطنة التي احتلت مكاتبنا وملابسنا!!