روح البحث

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

ذلك الطقس !


هممم... في طفولتي ...كان ذلك الحضور لتلك المراسم هو للمرة الاولى والاخيرة.. بعدها اخذت عهدا على نفسي ألا اؤذي قلبي مرة اخرى! نعم آذاني جدا ..حتى أن نظرتي لوالدي (المقدس) اهتزت قليلا ولكن بقلبي الطفولي أوجدت لأبي آلاف الأعذار ولكن لم أجد لهذه الطقوس أي تأويل سوى الصمت !
 كنت سعيدة بذلك الكبش اللطيف الذي احضره أبي واستوصانا بطعامه وشرابه.. وكنت أتعهد مكان طعامه بفرح طفولي ... وأملأ له وعاء الماء و الطعام كلما فرغ... وفي المساء أضع رأسي على وسادتي وبالي مرتهن بذلك المخلوق اللطيف الذي أبهجنا (اطفال العائلة) بثغائه!
وفي اليوم التالي وأنا منهمكة بغسل وعاء الماء الخاص لذلك المخلوق الظريف بيدي الصغيرتين جاءت ابنة عمي تهمس في اذني.. هذا سيكون اضحية العيد !! ماذا يعني ذلك.... اخذت ابنة عمي التي تكبرني بأعوام قليلة تشرح لي بحماس تحسد عليه معنى ذلك.. انقبض قلبي غير مصدقا أو بالاحرى غير راغب في التسليم لهذه الحقيقة المحزنة لي كطفلة... وفي صباح العيد سحبتني ابنة عمي من يدي راكضة.. تبعتها بفستاني الجديد وأنا ألهث.. حتى رأيت أبي وهو يذبح الكبش اللطيف ليسقط متخبطا ف دمائه رافسا الهواء بأرجله... يتحشرج صوته...يتقلب متألما مضرخا بدمائه.. يتعفر جسده بالتراب حتى يهمد.. وأنا ذاهلة جامدة كتمثال اغريقي!

عندما حان موعد الغداء داعبتني ابنة عمي مذكرة إياي أن هذا اللحم اللذيذ هو لحم صديقي اللطيف الذي كان حتى ليلة البارحة يأكل عشاءه بانبساط وبراءة من يدي! فتيبست يدي في صحن الرز واللحم... وقمت تاركة الغداء ترافقني ضحكات ابنة عمي المشدوهة كم كانت لئيمة وهي تستعذب رؤية الانكسار والحزن في عيني طفولتي الساذجة !
وكانت المرة الاولى والاخيرة التي أشهد فيها طقوس الذبح!!

مشهد ما زال عالقا في نفسي.. كان مؤلما ومحزنا لي كطفلة اذكر انني كنت كلما خلدت الى الفراش جاءني هذا الهاجس ليبدد عني النوم.. ولينشر في رأسي تساؤلات فلسفية وجودية أقف أمامها عاجزة.. لماذا طقوسنا تكتنفها ازهاق الأرواح! ولم أجد جوابا... وكبرت وكبر السؤال... وتضخم وانفجر يوما مهزوما بالصمت والتسليم بالايمان.

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

ايام حائرة



كما اخبرتكم عندما كنت في المرحلة الابتدائية.. كافأتني مدرستي كتابا عن أهوال القبر ففزعت من الصورة وتركت الكتاب ف خزانتي لتساهم يوما ما في ازدياد حيرتي وزيادة منسوب قنوطي من دخول جنة الله.
ومضت الايام لتقربني الى اشد أيامي حيرة وبؤسا.. كنا في الصف في انتظار معلمة التربية الاسلامية (كنت في المرحلة الاعدادية)... كانت احدى الزميلات تنصح زميلاتي الأخريات بالامتناع عن سماع الاغاني... كانت صدمة حرمة الاغاني أولى صدماتي مع الاصولية الاسلامية ولم أكن حينها أدرك أن الاسلام مدارس ومذاهب ومشارب.
عارضت كلام زميلتي بحرمة الاغاني وأنا في ذهول يستحق الاشفاق وبعناد غبي كابرت كان ذهني يشتعل بصورة والدي قوام الليل الذي تعج سيارته بالأشرطة والأغاني اليمنية التي كان يدندنها كلما ذهبنا معه الى مشوار وصورة والدتي المرأة الطيبة التي تعشق أغاني سعدون جابر وتدندنها كلما حممت اشقائي الصغار او كلما جلست الى خياطتها شغلت المذياع الذي يدندن لها اغاني سميرة توفيق وسعدون جابر وغيرهما!!
ابتسامة عريضة ترتسم على وجه زميلتي وبحماسة تحسد عليها اخذت بكل بذخ تشرح لي أنواع العذاب المخصوص فقط لأهل الاغاني.. الحديد المصهور والعذابات واستهزاء الملائكة.. والفزع والدهشة يفعلان الافاعيل بملامح وجهي التي لم تخلع مرحلة الطفولة بعد.. حتى دلفت معلمة التربية الاسلامية فركضت إليها مستنجدة..كالغريق المتشبث بالحياة ولو بقشة! وكان المعلم أيامها له مقام النبوة والرسل..كما كنا ندندن بيت أمير الشعراء!
فكانت الصاعقة التي زلزلتني وجعلتني في مهب عاصفة من الظنون والشك والحيرة والخذلان!
اكتفت تلك المعلمة القادمة من الأرياف المصرية بهز رأسها موافقة. عدت الى المنزل على غير عادتي ساهمة شاردة ... وتحولت هنا قضيتي انقاذ عائلتي من نار الرب الذي لايرحم.. والذي نسميه الرحمن الرحيم!
كان هنالك مخرج واحد من حزني وحيرتي ... ألا وهو والدي فأنا أصدقه وأبجله ...وأؤمن به ايمانا صوفيا... فانتظرته حتى يعود من المركز (مقر عمله فهو ضابط شرطة)... دلف أبي مرتديا ذلك اليونيفورم المقدس.. ووقف اشقائي الصغار لتقديم السلوت ... ضحك ابي ملقيا السلام علينا بعد تلقيه التحية العسكرية.. انتظرت والدي ينهي صلاته وأنا اقول في نفسي هيهات يا أبي مهما تصلي لن ينفعك ان صدق ما عرفته في المدرسة. جلست بجانبه.... ونظرت اليه: ابي هل الأغاني حرام ...ويعاقب سامعها بصهارة الحديد والرصاص... لم يجبني أبي.. بل صمت معلنا موافقته أو ربما كأنه يقول هكذا يقول المشايخ !!
وهنا وقع قلبي فقلت: اذن لماذا انت وامي تسمعان الاغاني ولماذا جعلتمونا نسمع الاغاني ولماذا يطلب مني اخوتك تسجيل الاغاني لهما (كان عمي دائم الزيارة لبيتنا ويطلب مني تسجيل اغاني فيروز على جهاز الفيديو وكنت افعل ذلك بطيب نفس ) ولماذا قنواتنا تبث الأغاني أصلا أليسوا مسلمين يبتغون ثواب الله!!!

هنا اعزائي لكم أن تتخيلوا فتاة في 12 من عمرها تبكي على سجادة صلاتها طلبا من الله أن يرأف بأسرتها وبها !
وهنا وجدت ذلك الكتاب المرعب يقع امامي وبدأت بقراءته.. ممازاد الطين بلة ثم تم اهدائي كتابا آخر وهو عن أهوال يوم القيامة وقرأته... حتى أيقنت أنني هالكة لا محالة شعرت ان الكتب تتكلم عن اسلام لا نعيشه وان الجنة خلقت لأقوام مخصصون بمزايا ملائكية لا اجدها حولي ولا أقوى عليها !!وكم راودتني فكرة الانتحار قنوطا ويأسا من رحمة الله!

جائزة التفوق!


يخفق قلبي... وانا اسمع اسماء بعضها اعرفها وبعضها انكرها.. واقول ف نفسي هل ساسمع اسمي... هل ...ثم ينادى على اسمي فتنفرج اساريري وانطلق كفراشة الى المنصة.. لاستلم هديتي المغلفة..تبتسم المديرة..وهي تقدم لي هديتي مع شهادة التقدير باسمة: مبروك!
ف الصف.. وهديتي على طاولتي...والزميلات يلتهمنهن الفضول.. افتحي الهدية هيا!
يتلمسونها... تخمن احداهن:اظنه كتاب!
اخرى تمسد بيدها الاحجية:ربما مذكرة انيقة!
اجاوب في خبث: لن تفتحها الا امي ... لا تحاولن..
اخبئ الهدية وشهادة التقدير عن اعينهن الفضولية ف الحقيبة.
في فترة المساء.. اقدم الهدية مع شهادة التقدير لوالدي...
يبتسم ابي وهو يقرأ شهادة التقدير... سأبروزها لك. تفتح والدتي الهدية.. تهتف رائع.. تسلم الهدية لي وتمضي.. فهي لا تجيد القراءة!
انظر الى هديتي... كتاب... رائع ... انا احب القراءة .. اقرأ العنوان تتسع حدقتاي.... (عذاب القبر ونعيمه)!!!
هدية رائعة لطالبة ف المرحلة الابتدائية ...شكرا مدرستي

امنية صغيرة


تقلصت ملامحه المتوهجة.. عندما دلف موعد النوم...انكمشت ابتسامته..
مابك
ارغب ف البكاء
لماذا
لا ادري منذ مدة وانا ارغب ف البكاء..
دمعة تنجح في تسللها المباغت بين كلماته المحتقنة .
اجلس اليه... وقد انقبض قلبي.. اخبرني ما الامر
لماذا انجبتني؟
ينعقد لساني...
لماذا اعطاني الله لونا... لو جعلني شفافا!
يطرق غارقا ف فكرة ما ثم يسترسل: لن اذهب الى المدرسة... الا عندما اكبر وتصبح لدي عضلات!
بدأت اجمع خيوط افكاره... لتتشكل لدي فكرة مبهمة عن همومه!
ثم ابتسمت:
تخيل انك تستيقظ غدا لترى نفسك بحجم شقيقتك الكبيرة!
رفع نظره الي وقد اشرقت بسمة حلوة على وجهه...
ثم استرسلت:فتتعجب مدرستك وتقول من انت؟
ابتسامته تتسع وعيناه تشعان حماسة
ثم اردفت :فتذهب اليه بقامتك الكبيرة وتنظر اليه بغضب:هل ستتجرأ وتضربني مجددا يا وغد؟
يتابع المشهد باهتمام وقد اتسعت حدقتاه واشرق وجهه بالفرح
فأتابع :ينكمش الفتى قائلا: التوبة!
فتركله ليلتصق على الجدار كالسحلية !
تنطلق ضحكة طفولية منه...
اضمه واضعه في فراشه... يغمض عينيه والبسمة عقدت صلحا مع شفاهه الكرزية الصغيرة .. ثم يفتح عينيه فجأة:هل سيحصل ذلك حقا! يتأمل جسده الصغير...
لنرى!
يغمض عينيه بعزم...مستجديا ان تتحقق الامنية في الصباح!

فوضى!


في فترة ما عندما كانت قراءاتي مقتصرة بمحدودية مكتبة والدي الصارمة .. وبعض الكتب التي كنت اقتنصها من المكتبات والتي هي اساسا محلات للقرطاسيات واغلبها كانت روايات اجاتا كريستي... ومن معرض الكتاب الذي كنت ادخر له من مصروفي المحدود...وايضا كانت خياراتي اكاديمية معاجم وقواميس وبعض الكتب الخفيفة التي تحمل اللطائف والطرائف... نظرا لرقابة المعلمات علينا !! وطبعا لن انس كتب عذاب القبر واهوال القيامة التي كرمتني بها مدرستي لتفوقي!!
ثم في فترة ما توجهت قراءاتي للتاريخ والفقه والسير والتراجم .. وهي كتب كانت متوفرة ف القرطاسيات وبعض المولات..
وانغمست ف كتب دكتور علي الصلابي وتاريخ الخلافة.. ثم جاء التحول الى قراءة كتب التنمية الذاتية ثم جاءت مرحلة الادب والشعر والروايات والكتب الفكرية متزامنة مع توفر شبكات التواصل التي سهلت مهمتي للتعرف على ما ابحث عنه ف داخلي للمطالعة.. كنت اشعر ان هناك شيء ما مبهم ابحث عنه.. ولكن لا اعرف ماهيته.. ظللت اتخبط ف القراءة بنهم شديد وجوع للمعرفة ..
كنت اقرأ كل شيء واي شئ يقع ف يدي... ويحترق قلبي عندما اجد كتبا فاتتني قراءتها... فاستعير الكتب من اشقائي ومعارفي..
فترة النهم للقراءة هذه كانت فترة دهشة حيث انغمست ف حب المطالعة والاطلاع على تجارب وافكار واحداث... مم اثر سلبا على حياتي الاجتماعية حيث اصبحت بيتوتية متقوقعة اتهرب من مقابلة الناس( والحقيقة كانت هناك اسباب اخرى تكمن وؤاء هذا الانزواء والخلوة القسرية بالكتب)!
اوفر كل ساعة ودقيقة وثانية فقط كي اغتنم اوقاتي ف القراءة.. كنت اضع الكتب ف كل مكان ...على الكوميدينو قرب وسادتي .. ف حقيبة يدي.. عندما اذهب للمطبخ آخذ معي كتابا ف السيارة.. حتى ف زيارتي لوالدي كنت اخذ معي كتابا ! وقليلا ما كنت اجد وقتا لقراءته نظرا للنشرة الاخبارية التي تتناوب عليها شقيقاتي وكأنه سبق صحفي لاخباري بأحداث العائلة التي فاتتني اسبوعا كاملا!!!(ساحدثكم يوما ما عن شقيقاتي المجنونات) ! وطبعا كثيرا ما حاولت لفت انظارهن للكتب التي اقرأ بلا جدوى
افطر وانا اطالع كتابا .. سهراتي اصبحت مع الكتب هممم كانت لحظة سعار مجنونة ... كنت اجاهد ف تنسيق وقتي مع اطفالي فقط كي اعود الى كتبي.. وكم كانت فترة عصيبة علي وعليهم!!
كان اكثر شيء يرعبني هو الصداع الفتاك الذي يحرمني لذة المطالعة جربت الكتب السمعية ولم انهي كتابا للاسف!
اااه مالذي اريد قوله بعد كل هذا...
هو انني كنت اعيش فوضى المطالعة...والان اعيش حالة اتزان على ما اظن.. واصبحت اكثر انتقائية للكتب.. وتشكلت لدي فكرة ما عما ارغب ف مطالعته.. حتى انني اجعل لي كتبا خاصة للمساء.. وكتبا دسمة بالفكر والمعلومات كي اقرأها صباحا... ربما قلت ساعات القراءة لدي نظرا لالحاح اطفالي... ولكن اجدني الان اكثر وضوحا لما اريد.. استمتع باوقاتي الاجتماعية (على قلتها) استمتع برواية بعض ما اقرأ لاطفالي واسرتي.. حتى انني نظمت مكتبتي الافتراضية ف لابتوبي .. بان قسمت الكتب تقسيمة تناسب مزاجي... كنت فوضوية ف شراء الكتب... الان سأقنن ذلك... ولدي نية في توزيع بعض الكتب الورقية لاخفف الزحام عندي.

الشيزوفرينا الشرقية

(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا )

الرجل الشرقي المتشرب للشيزوفرينيا العربية عادة ما يتكلم بفوقية .. وبقصص ملائكية امام اسرته واطفاله... معتقدا ان المستمعين له كحالة الجن الذين ذكرهم الله تعالى ف الاية اعلاها!!
لو بس بالصدفة استمعت زوجته لاحاديثه (البشرية والشيطانية) مع اصدقائه لربما انجلطت ... وماذا اقول عن الابناء...
عموما ايها الرجل المتعالي بالقيم الظاهرية... ابناءك من جيل لا تتخيل مدى ذكائه... وليسوا من عصر الجن الساذج الذي لم يظن ان يحلف احدهم كذبا على الله!!
كأني عصبت شوية !!!

الأحد، 12 أكتوبر 2014

صناعة الاجيال!







اتصور أن أي دولة تهتم بمستقبلها عليها ان تهتم بصناعة أجيالها...

الحين أريد أفهم مناهج الأطفال عندنا ف الروضات ومرحلة التمهيدي يعدها دكاترة .. تربويين... علماء نفس... بالله هذي مناهج... تثقل كاهل الطلاب الأطفال بالحفظ... الحين مطلوب من الطالب تمييز الحروف والارقام باللغتين العربية والانجليزية وحفظ السور القصيرة وحفظ الاحاديث والادعية بعد والاذكار.!!!

واللي اعرفه بالمنطق يعني انه في شي اسمه تخصص.. يعني معقول شخص واحد كاتب مناهج الاسلامية و الانجلش!!!

لا وكتاب الانجلش يبدأ بحرف L ... يعني اللي ما دش فترة الروضة راحت عليه.. بأمانة اول مرة اعرف انه الabcd يحتاج سنتين دراسة !!! مش فصلين دراسيين !!!
وبعدين بس لانه انحطت صور اطفال بالكمة صار المنهج عماني... ترى كله كوبي بيست من كتب ومناهج سابقة لدول عربية !!
تجارة على حساب عقول عيالنا المنهكة!!! تجارة ع حساب جيل ووطن!!! ادري انه هالمناهج مش متوفرة بكل المدارس الخاصة ..لكنها موجودة وتغطي شريحة تعبانة مرهقة اسمها الطبقة الوسطى!!!


الان من المسؤول وعلى اي اساس يتم تغيير المناهج.. بنات خريجات ثانوية عامة (مع بالغ التقدير لهن) الا انهن لسن تربويات!!! وش ذي الحالة؟؟
انا اشفق ع الاطفال فعلا!! ارحموهم وارحمونا!