روح البحث

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

الفيلم البوليودي Raincoat

مجددا ايها الاعزاء انزل لكم قراءتي او مقالي الثاني على جريدة الزمن




لقاء ضبابي بين حبيبين في مساء ماطر بعد 6 سنوات من الفراق
نسلط الضوء هذه المرة على الفيلم الدرامي Raincoat وهو مختلف تماما عن الفيلم الذي عرضناه سابقا  The Dirty Picture. فإن كانت معادلة الفيلم الناجح هو الترفيه والاثارة حسب وجهة نظر الفيلم السابق، فإن هذا الفيلم يخالف قوانين وقواعد الأفلام البوليودية التجارية، وعلى الرغم من ذلك نال استحسان النقاد وحصد نجاحا تجاريا جيدا في شباك التذاكر، بعكس توقعات بعض النقاد الذين لا تستهويهم هذه النوعية من الافلام.
يعتبر "معطف المطر" أول فيلم باللغة الهندية للمخرج البنغالي الراحل ريتوبارنو غوش، والذي كتب قصة الفيلم بمعية أوشا غونغولي مستوحيا فكرته من القصة القصيرة "The Gift of the Magi" للقاص الامريكي (او هنري)، الفيلم من انتاج عام 2004م وبطولة كل من أجاي ديفجن وآشواريا راي باتشن والفنان القدير أنو كبور. عرف غوش باعجابه الشديد بالمخرج العالمي ميثاق كاظمي، واستلهم في اخراج فيلمه هذا الفيلم القصير لكاظميThrough Her Eyes  على حسب رأي النقاد.
تدور أحداث الفيلم حول شخصيتين رئيسيتين، منو (اجاي ديفجن) ونيرو (آشوريا راي باتشن). منو شاب عاطل عن العمل، بسبب اغلاق المصنع الذي كان يعمل فيه، فتشتد به الحاجة،  ليغادر قريته بغالبور أملا في ايجاد ممولين ومقرضين لمشروعه التجاري الذي يرغب في استئنافه بمدينة كلكتا، يصل منو الى كلكتا حزينا غارقا في التفكير ويستضيفه احد اصدقائه القدامى، والذي يحاول جهده في مساعدة منو للوصول لزملائه بامداده بالعناوين وخطاب يشرح فيه وضع منو ورغبته الماسة في قرض يمكنه استئناف مشروع تجاري له.
يقضي منو ليلة ساهدة، وفي صباح اليوم التالي وهو يعالج مشاعره المحرجة من وضعه المادي الذي يدفعه الى استجداء اصدقاء افترق عنهم منذ سنين، يعيره صديقه معطف المطر حيث تنبأت نشرة الاحوال الجوية بالتلفاز بهطول المطر خلال هذا النهار الغائم، يخرج منو مرتديا معطف المطر، وينجح في جمع بعض المال من بعض الاصدقاء، حتى تثيره موجة من النستولوجيا ليترجل العربة أمام احدى البيوت.
يقف منو على باب نيرو بقلب متشوق لمعرفة ما حصل لها خلال سنوات فراقهما، ويدق الجرس..فلاش باك يعود به الى مغامراته القديمة معها.. ليتشوق المشاهد لمعرفة كيف ستبدو نيرو الآن.. تظهر نيرو في الظلام متشككة من هذا القادم الذي يدعي أنه منو رفيق طفولتها وحبها الأول، لتبدو باهتة الملامح، حزينة النبرة، ثم ما ان تتبدد شكوكها حتى تدعوه الى داخل البيت الكئيب.
تتركز معظم مشاهد الفيلم، في ذلك المساء الماطر بمدينة كلكتا بداخل بيت معتم نظرا لانقطاع التيارالكهربائي، ويعج بالأثاث المستعمل والتحف، وحوار يدور بينهما عن حياتيهما.. مع ومضات فلاش باك عن تفاصيل علاقتهما السابقة.

رويدا رويدا يظهر من حديث نيرو أنها تحيا حياة سعيدة مع زوجها الثري الذي فضّلت الارتباط به بدلا من منو، ويتبدى من الحوار، أن زوجها رجل أعمال ناجح، كثير الانشغال والأسفار الى الخارج، فيضطر منو لمجاراتها، مخفيا سبب وجوده في المدينة، متظاهرا انه يعيش حياة مستقرة ماديا، وادعى بامتلاك شركة انتاج للمسلسلات التلفزيونية، متقمصا حياة صديقه الذي استعار منه معطف المطر، وعندما سألته عن حالته الاجتماعية ادعى أنه على وشك الزواج بفتاة من دلهي مما يشعل غيرة دفينة لدى حبيبته نيرو.
 تنصرف نيرو مستعيرة معطف منو لتجلب له بعض الطعام، لأن الخدم على حد زعمها قد غادروا ولا تعرف اين وضعت المظلات، وفور مغادرتها، تظهر شخصية اخرى محورية في الفيلم (انو كبور) مالك البيت الذي سيقلب أحداث الفيلم رأسا على عقب، عندما يظهر مدى بشاعة الحياة التي تحياها نيرو مع زوجها العاطل السكير الغارق في الديون، فيسدد منو بعض ديونها لمالك البيت عن طريق المبلغ الذي اقترضه من اصدقائه صباحا، ويأخذ منه عهدا ألا يطردها من المنزل، وأنه سيحاول جهده لسداد باقي دينها. يترك منو لها الايصال مع رسالة تحت ملاءة السرير.
يودع منو نيرو بعد ان تناول نصف الغداء الذي احضرته له نيرو مبقيا لها لتأكل منه لاحقا، تبكي رينو في خضم الحوار الذي يكاد ينتهي بينهما " أرجوك لا تجعلني أحلم مجددا".. لتتبدى بعض ملامح المعاناة التي تعيشها، تلك الفتاة القروية الساذجة التي كانت تحلم بالاستقرار مع رجل ميسور، لتسعد قلب والديها، والتي اوقعتها احلامها الرومانسية في شرك الزواج برجل غريب من المدينة ادعى الثراء فاطرة قلب حبيبها وصديق طفولتها الفقير أملا في الأمان على حد تعبيرها.
يودعها منو عاجزا امام ظروفه المقيتة، ويبرز في الفيلم بطل محوري آخر، والذي سيقوم بتغيير مجريات نهاية الفيلم، ألا وهو معطف المطر، حيث تجد زوجة صديق منو في جيب المعطف على مظروف، فتسلمه لمنو، يفتح منو الظرف ليجد بعض المجوهرات ورسالة عتاب من نيرو لحبيبها لأنه اخفى ظروفه المادية عنها، والتي اكتشفتها عن طريق رسالة الاستجداء المخبأة في جيب المعطف.
رافق الفيلم موسيقى الفنان ديبوجوتي ميشرا، وصوت فنانة الطرب الكلاسيكي شوبها مودغال بينما قام الشاعر المخضرم غولزار بإلقاء احدى القصائد في الفيلم.
ظهرت الفنانة آشوريا في هذا الفيلم بلا مساحيق تجميل وصممت لها نيتا لولا أزياءها التي اتسمت بالبساطة ، بينما ظهر اجاي بمظهر الطبقة الوسطى الذي منحه اياه المصمم انّا سنغ.
فاز الفيلم بعدة جوائز محلية، بالاضافة الى جائزة أفضل ممثلة اختيار النقاد والتي كانت من نصيب آشوريا راي باتشن. الجدير بالذكر ان هذا الفيلم حقق رقما قياسيا حيث أنهى التصوير في 18 يوم فقط.
نزل المقال بتاريخ 29 سبتمبر 2015م


الفيلم البوليودي The Dirty Picture

مرحبا أيها الاعزاء الاوفياء الذين لا اراكم ولكن اتلمس وقع مشاهداتكم الافتراضية.. لأطمئن قلوبكم الطيبة التي تترقب بلطف جم ما أكتب..
دعوني انقل لكم اولى مقالاتي عن بوليود في جريدة الزمن العمانية

لنجاح أي فيلم تحتاج الى 3 أشياء... الترفيه.. الترفيه..الترفيه .. وأنا الترفيه ذاته!


اطلقت هذه الجملة التي لاقت رواجا.. ترادفها ضحكة لعوبة في وجه المخرج أبراهام (عمران هاشمي) الذي كان يعارض وجود المشاهد المبتذلة في افلامه.. ووجودها هي كبطلة في الفيلم الذي سيقوم بإخراجه.
إنها فنانة الاغراء الاولى في سينما الجنوب الهندي.. سيلك سميثا (فيديا بالان) الذي قام بتقديمها للجمهور منتج الافلام سيلفا غانيش (راجيش شارما) الباحث عن المال بغض النظر عن فكرة الفيلم واطروحته.
فيلم بوليودي درامي مستوحى من حياة فنانة الاغراء الجنوبية في فترة الثمانينات سيلك سميثا، من اخراج ميلان سوثريا وانتاج كل من شوبها كابور وايكتا كابور.. وتأليف راجات أرورا وسرد عمران هاشمي.
قصة انسانية عن فتاة فقيرة تهرب من بؤس حياتها وقريتها النائية الى مدينة تشناي باحثة عن فرصة لتصبح بطلة أفلام مشهورة بأي طريقة ومهما كلفها ذلك من تنازلات.. تتعرض في بداية مسيرتها للنقد والتهميش حتى تواتيها الفرصة لتكون بديلة لاحدى الراقصات، فتقوم بتقديم وصلة اغراء، إلا ان مخرج الفيلم يكره رقصها الايروتيكي ويقوم بحذف الأغنية التي شاركت فيه، وينزل الفيلم  في دور السينما مبتورا، ويسبب حذف الاغنية صدمة لها.. ويخسر الفيلم في شباك التذاكر.. فيتدخل منتج الفيلم سيلفا غانيش (راجيش شارما) بانزال الفيلم مع الاغنية المثيرة.. فينجح الفيلم خلافا لتوقعات ومنهاج المخرج الذي سيضمر لها الكراهية.
ويطلق عليها المنتج اسم سيلك ويبدأ نجمها في السطوع.. وفي اول يوم تصوير يغضب الفنان الكبيرسوريكانت (نصير الدين شاه) من ادائها المرتبك.. فتذهب الى الفنان الشهير سوريكانت الذي كانت معجبة به منذ مراهقتها.. وتعرض عليه نفسها في مقابل بقائها في الفيلم.. فيستغل سوري الفرصة.. وينجح الفيلم في شباك التذاكر وتنهال عليها الأفلام ذات المشاهد المثيرة .. مما يلهب الاقلام الناقدة لها  ولتصبح مادة دسمة للباباراتزي نظرا لحياتها الشخصية المليئة بالعلاقات الشائكة.. لا تأبه سيلك في بداية الأمر لما يكتب عنها ويشتد اصرارها على الاستمرار في تقديم الاغراء.. إلا أن وصولها السريع للقمة كان متزامنا مع انحدارها في مشوارها الفني القصير.. فمنذ بداية الخلاف بينها وبين سوريكانت وشقيقه راماكانت (توشار كابور) وفشل افلامها المتوالية وتقلص العروض عليها تنغمس سيلك في الادمان على التدخين والكحول وتشتد وحدتها نظرا لتجنب عائلتها لها.. ويزداد وزنها فتفقد بهذا بريقها الانثوي الذي طالما أسر الجمهور الذكور لأفلامها فيتحول الجمهور والمنتجون عنها الى فنانات اخريات صاعدات.. لتستهل مملكتها بالانهيار.. فتغامر في محاولة يائسة بانتاج فيلم لها من بطولتها...ويتزامن صدور فيلمها مع فيلم المخرج ابراهام الذي يريد ان يثبت ان الاباحية ليست ضرورة لانجاح اي فيلم.. فينجح فيلم ابراهام ويفشل فيلم سيلك فشلا ذريعا لتغرق في الديون لتقرر انهاء معاناتها بالانتحار..وهنا تضمحل مشاعر كراهية ابراهام لها.. ويحاول جاهدا انقاذها من حالة الكآبة التي تعانيها...فهل يسعفه الوقت لانقاذ حياتها؟
عرض الفيلم في الثاني من ديسمبر عام 2011م  في ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة سيلك سميثا. والفيلم من بطولة كل من نصير الدين شاه وعمران هاشمي وفيديا بالان وتوشار كبور. ولقي نجاحا باهرا في شباك التذاكر بالاضافة الى استحسان النقاد ونال الفيلم جوائز محلية عديدة بالاضافة الى جائزة احسن ممثلة للفنانة فيديا بالان.
اصطبغ الفيلم بنكهة افلام الثمانينات.. سواء ايقاعات الاغاني ومواقع التصوير والرقصات والأزياء والمكياج.. تميز الفيلم بالحوارات القوية التي كانت تلهب حماس المشاهدين بالتصفيق والتصفير بالاضافة الى المشاهد الجريئة الصادمة لجمهور فيديا..اذهلت الفنانة فيديا النقاد الذين يوما ما نعتوها بالغير فاتنة والباردة.. ونالت الاستحسان لتماهيها في هذا الدور الجريء الذي نالت به عدة جوائزعن استحقاق تام حسب رأيهم.
ذكرت الفنانة فيديا بالان في احدى اللقاءات التلفزيونية مدى انبهارها بشخصية سيلك سميثا العنيدة والجريئة حيث أكدت ان هذه الشخصية ستعيش معها أمدا رغم انتهاء الفيلم خلافا لتعاملها مع شخصيات أفلامها السابقة والتي تسارع الى اعدامها فور انتهاء الفيلم على حد تعبيرها.

*نشر المقال بتاريخ 19 سبتمبر 2015م

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

مزااااااااااج سيء!

    لست بمزاج جيد... أعلم انني كررت هذه العبارة مؤخرا آلاف المرات!
وربما ستستوقفك كلمة مؤخرا في عقلك الباطن بدرب ضبابي .. كما يحدث معي الآن!

هل رسائلي الحزينة ستنعكس عليك سلبا...
يااااه ارجو الا يحدث ذلك معك...
 أليس هذا في منتهى السخف..أن أرمي قمامتي قبالة ناظريك وأطلب منك ألا تشمئز!
ذلك اللغم الصغير.. الذي يسمى  بالحب يجعلك تتصور أمورا سخيفة أليس كذلك!
ويجعلك تتقبل سخافات.. وتقابلها برحابة صدر وتتصرف حيالها بغاية السخف!
آآآآآه... غاضبة.. هل تكفي هذه الكلمة لتبرير فوراني المباغت!
هل فعلا أنا كما ينعتونني وكما صدقتهم... انني امرأة غضوب!!
ماذا يعني ذلك.. فمثلا لم يغضبني طفلي الذي كنت اعد له فرشاة اسنانه.. عندما أخبرني أنه أصاب ثوبي ببوله الصباحي الطازج الذي ترك فتحة المرحاض الكبيرة... لينزلق على أطراف بجامتي!
هل تعتقد أنه بلغ بي النضج النفسي أن اصبحت لدي أولوياتي في مسببات حنقي وقرفي!
أم أن الغضب الذي أعايشه أعماني عن هذا الغضب التافه الصغير !
هممم لا أحد ينكر.. أن أسباب الفوران أحيانا تكون في غاية التفاهة من المنظور السطحي للأمور.. ولكن في غاية العمق من المنظور الفرويدي!
تماما كالقشة التي قصمت ظهر البعير...
كم مرة سيقصم ظهري ياترى!
ولكن من المنظور الايجابي أليس هذا الغضب خلق سببا لهذه الرسالة وهذا الوصال الناري الحميم.
أنا ابتسم الآن!