روح البحث

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

الفيلم البوليودي The Dirty Picture

مرحبا أيها الاعزاء الاوفياء الذين لا اراكم ولكن اتلمس وقع مشاهداتكم الافتراضية.. لأطمئن قلوبكم الطيبة التي تترقب بلطف جم ما أكتب..
دعوني انقل لكم اولى مقالاتي عن بوليود في جريدة الزمن العمانية

لنجاح أي فيلم تحتاج الى 3 أشياء... الترفيه.. الترفيه..الترفيه .. وأنا الترفيه ذاته!


اطلقت هذه الجملة التي لاقت رواجا.. ترادفها ضحكة لعوبة في وجه المخرج أبراهام (عمران هاشمي) الذي كان يعارض وجود المشاهد المبتذلة في افلامه.. ووجودها هي كبطلة في الفيلم الذي سيقوم بإخراجه.
إنها فنانة الاغراء الاولى في سينما الجنوب الهندي.. سيلك سميثا (فيديا بالان) الذي قام بتقديمها للجمهور منتج الافلام سيلفا غانيش (راجيش شارما) الباحث عن المال بغض النظر عن فكرة الفيلم واطروحته.
فيلم بوليودي درامي مستوحى من حياة فنانة الاغراء الجنوبية في فترة الثمانينات سيلك سميثا، من اخراج ميلان سوثريا وانتاج كل من شوبها كابور وايكتا كابور.. وتأليف راجات أرورا وسرد عمران هاشمي.
قصة انسانية عن فتاة فقيرة تهرب من بؤس حياتها وقريتها النائية الى مدينة تشناي باحثة عن فرصة لتصبح بطلة أفلام مشهورة بأي طريقة ومهما كلفها ذلك من تنازلات.. تتعرض في بداية مسيرتها للنقد والتهميش حتى تواتيها الفرصة لتكون بديلة لاحدى الراقصات، فتقوم بتقديم وصلة اغراء، إلا ان مخرج الفيلم يكره رقصها الايروتيكي ويقوم بحذف الأغنية التي شاركت فيه، وينزل الفيلم  في دور السينما مبتورا، ويسبب حذف الاغنية صدمة لها.. ويخسر الفيلم في شباك التذاكر.. فيتدخل منتج الفيلم سيلفا غانيش (راجيش شارما) بانزال الفيلم مع الاغنية المثيرة.. فينجح الفيلم خلافا لتوقعات ومنهاج المخرج الذي سيضمر لها الكراهية.
ويطلق عليها المنتج اسم سيلك ويبدأ نجمها في السطوع.. وفي اول يوم تصوير يغضب الفنان الكبيرسوريكانت (نصير الدين شاه) من ادائها المرتبك.. فتذهب الى الفنان الشهير سوريكانت الذي كانت معجبة به منذ مراهقتها.. وتعرض عليه نفسها في مقابل بقائها في الفيلم.. فيستغل سوري الفرصة.. وينجح الفيلم في شباك التذاكر وتنهال عليها الأفلام ذات المشاهد المثيرة .. مما يلهب الاقلام الناقدة لها  ولتصبح مادة دسمة للباباراتزي نظرا لحياتها الشخصية المليئة بالعلاقات الشائكة.. لا تأبه سيلك في بداية الأمر لما يكتب عنها ويشتد اصرارها على الاستمرار في تقديم الاغراء.. إلا أن وصولها السريع للقمة كان متزامنا مع انحدارها في مشوارها الفني القصير.. فمنذ بداية الخلاف بينها وبين سوريكانت وشقيقه راماكانت (توشار كابور) وفشل افلامها المتوالية وتقلص العروض عليها تنغمس سيلك في الادمان على التدخين والكحول وتشتد وحدتها نظرا لتجنب عائلتها لها.. ويزداد وزنها فتفقد بهذا بريقها الانثوي الذي طالما أسر الجمهور الذكور لأفلامها فيتحول الجمهور والمنتجون عنها الى فنانات اخريات صاعدات.. لتستهل مملكتها بالانهيار.. فتغامر في محاولة يائسة بانتاج فيلم لها من بطولتها...ويتزامن صدور فيلمها مع فيلم المخرج ابراهام الذي يريد ان يثبت ان الاباحية ليست ضرورة لانجاح اي فيلم.. فينجح فيلم ابراهام ويفشل فيلم سيلك فشلا ذريعا لتغرق في الديون لتقرر انهاء معاناتها بالانتحار..وهنا تضمحل مشاعر كراهية ابراهام لها.. ويحاول جاهدا انقاذها من حالة الكآبة التي تعانيها...فهل يسعفه الوقت لانقاذ حياتها؟
عرض الفيلم في الثاني من ديسمبر عام 2011م  في ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة سيلك سميثا. والفيلم من بطولة كل من نصير الدين شاه وعمران هاشمي وفيديا بالان وتوشار كبور. ولقي نجاحا باهرا في شباك التذاكر بالاضافة الى استحسان النقاد ونال الفيلم جوائز محلية عديدة بالاضافة الى جائزة احسن ممثلة للفنانة فيديا بالان.
اصطبغ الفيلم بنكهة افلام الثمانينات.. سواء ايقاعات الاغاني ومواقع التصوير والرقصات والأزياء والمكياج.. تميز الفيلم بالحوارات القوية التي كانت تلهب حماس المشاهدين بالتصفيق والتصفير بالاضافة الى المشاهد الجريئة الصادمة لجمهور فيديا..اذهلت الفنانة فيديا النقاد الذين يوما ما نعتوها بالغير فاتنة والباردة.. ونالت الاستحسان لتماهيها في هذا الدور الجريء الذي نالت به عدة جوائزعن استحقاق تام حسب رأيهم.
ذكرت الفنانة فيديا بالان في احدى اللقاءات التلفزيونية مدى انبهارها بشخصية سيلك سميثا العنيدة والجريئة حيث أكدت ان هذه الشخصية ستعيش معها أمدا رغم انتهاء الفيلم خلافا لتعاملها مع شخصيات أفلامها السابقة والتي تسارع الى اعدامها فور انتهاء الفيلم على حد تعبيرها.

*نشر المقال بتاريخ 19 سبتمبر 2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق