تتجمع في جوف
الذاكرة احداث..
ومشاعر.. حتى
تجد منفذا لتفيض!
هكذا هي
الكتابة..
كانت ساهمة، غارقة في لجة من الهواجس والأفكار المتلاطمة، قربت كوب الشاي
من شفاهها..ثم تراجعت كمن تذكر أمرا مهما، رفعت رأسها اليه: لدى زميلتي خادمة
تتفنن اذا طلبت منها شيئا، فإذا طلبت منها كأس ماء، ستأتيها بصحن من الرطب أو قطعة كعكة
بجانب كأس الماء المنعش!
اجاب بعد ان ارتشف الشاي: انها محظوظة!
بالمناسبة ماهو شعورك، طلبت مني كوبا من الشاي.. ولكن ما نلته علاوة على
الشاي بضع بسكويتات من القمح.
ابتسم ربما محرجا ثم همس: هذه ميزة الزوجة المثالية!
إذن هذا هو شعورك بالضبط ، أنني
مؤدية جيدة (لواجباتي)، لذلك لا أستحق منك التفاتة ولو بكلمة لطيفة أقلها شكرا!
اتسعت حدقتا عيناه.. وقبل أن يهم بكلمة، كانت قد غادرت الصالة تاركة كوب
الشاي المشتعل!
***
توجهت الى جهاز الطابعة لتأخذ الوثيقة التي قامت
بطباعتها.. فتجد وثيقة زميلتها على سطح الطابعة.. مررت ناظريها سريعا عليها فوجدت
اخطاء املائية و تكرار لبعض المفردات. أخذت الوثيقتان ومضت الى مكتب زميلتها.. وسلمتها
وثيقتها المطبوعة.. ونبهتها للأخطاء.. بينما انشغلت زميلتها بالتبرير وأن هذه الوثيقة
هذه ليست النهائية.. وأن هذه الاخطاء ليست موجودة في النسخة المعدلة على الشاشة.
فرفعت بصرها الى الشاشة.. فوجدت ذات الاخطاء!
لم تكن تقصد فرد عضلاتها، بل قصدت ان يكون العمل لائقا لانه يحمل اسم
المؤسسة التي ينتميان لها! ولن يعلم المدير بملاحظاتها ان هي عدلت الوثيقة فالعمل
منسوب لها على أية حال!
عادت الى مكتبها والتساؤلات تضج برأسها أهذا ما احصل عليه بدلا من الشكر!
***
دلف المدير سائلا زميلها عن موضوع ما، وبينما المدير يعتب على الزميل على
مرور هكذا موضوع دون انتباهه، فطفق يبحث عنه، اقتربت من زميلها اعطته نسخة من
الموضوع انقاذا للموقف، لم يقل المدير اي شيء سوى أنه كرر عتابه مجددا!
لم يثني على يقظتها، وايجابيتها.. رغم أن هذا لا يدخل في اختصاص عملها.. إلا
محبتها للتعاون وسيرورة عمل المؤسسة!
همهمت: شكرا!
التفت اليها المدير، فلم تكترث وتوجهت الى جهاز الحاسوب لتكمل عملها بصمت!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق