(تدوينة قديمة نشرتها على احدى المنتديات، وجدتها البارحة في ملفاتي.. فأحببت نشرها هنا في روح)
إلى مدرس
اللغة العربية، الذي قذف دفتر التعبير في وجهي وقال: ستموت قبل ان تكتب جملة
مفيدة!
قرأت هذا
كإهداء بإحدى الكتب* !
على
عكس حال هذا الكاتب ...فعندما اسطر الآن خربشاتي على حائط التايم لاين أو التويتر أو
مدونتي... اتعثر بالحنين لسنوات الطفولة (الابتدائية).. لذلك الفصل الصاخب بأصوات براعم
ندية يرددن أناشيد المقرر الدراسي " قد كان عندي بلبل" .. بحماسة اوركيسترا
ياني في مقطوعته الصاخبة (world
dance )!
تقفز صور طفولية حميمة.. لعلاقتي الأولى
بالرموز والطلاسم ..لامتناني ليمين تلك المعلمة.. ساحرة الرسم.. أنيقة الحرف ..ابلى
مريم السودانية التي كانت سبب عشقي لرشاقة الحرف العربي.. كانت ذات خط في غاية
الجمال والرونق لدرجة كنت اشعر بالحزن عندما نضطر لمسح كتابتها من على السبورة
السوداء.. وفي مرات كثيرة كنت اجدني في
(الفسحة) متلبسة بتقليد حروفها.. ممسكة بالطبشورة بيدي الصغيرة ساطرة في المحصلة حروفا هزيلة !
حالة الوفاء انتابتني.. عندما عرضت علي
زميلاتي في العمل أن أقوم بعمل محاضرة لهن..لأن أدائي وإلقائي محبب لهن. فجرفتني
سيول الذاكرة الى مرحلة الإعدادية وبالأخص الى تلك القاعة الدراسية التي شهدت التدريبات
المكثفة لأبلى سميرة المصرية لي استعدادا لإلقاء قصيدة للقصيبي في الإذاعة
المدرسية. وبعد نجاح أدائي.. اشركتني في مسرحية من بطولتي .. لقيت استحسانا وقبولا في مدرستي. فكان صعودي
للمنصة شيئا روتينيا ومواجهتي للجمهور أمرا هينا.
في مرحلتي الثانوية وفي احدى ممرات المدرسة
وانا اقف مع شلتي من الصديقات نتقاسم الضحكات واحاديث الصبا..اذا بقبلة تنطبع فجأة
على خدي على مرأى ومشهد زميلات الدراسة! وعندما التفت الى مصدر القبلة كانت معلمة
اللغة العربية هناء المصرية تكمل مسيرها إلى غرفة المعلمات.. وهي تضحك مدللة اياي:
يازبدة ياقشطة!
تلك المداعبة وتلك الذكرى تأبى مغادرة ملفات
الفرح من ذاكرتي.
كيف
لي أن انسى مس منى ( العمانية) أول من علمتني حب اللغة الانجليزية.. وألواح
الشوكولاته التي كانت تشتريها من جيبها الخاص بلا تأفف فقط لتثير حماستنا التنافسية في الكلاس!
قبل سنوات قليلة ..عندما حضرت محفلا في احدى المدارس وقد طلب مني القاء
كلمة توعوية للطالبات.. بعدما نزلت من مسرح المدرسة اذا بي اصادف احدى معلماتي العمانيات
فعانقتها وأنا اهمس لها..هذا في ميزان حسناتكن لتضمني بقوة ودموعها تترقرق!
* كتاب كش ملك لأدهم الشرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق