روح البحث

الأحد، 7 ديسمبر 2014

جودي بلانكو




"ادفع اى ثمن مقابل اختبار نشوة أن اكون محبوبة ليوم واحد فقط
جودي بلانكو

أكتب هذه التدوينة على وقع هذه الأغنية البوليودية ذات الوقع الصوفي التي وقعت عليها مصادفة ولست من أصحاب الولاء لأغاني معنية.. فأنا شديدة الملل وسريعة التأفف وحادة المزاج.. أستهلك الأغنية التي أستعذبها كما أفعل حاليا مع هذه الأغنية التي أعرضها على رواد صفحتي وأستنزفها حتى ألقي بها كما نلقي بالعلكة فور اختفاء السكر منها ياله من تعبير فاشي وقاسي الحقيقة لا يمكن أن تكون الأغنية كالعلكة أو كل الأغاني لكن بعضها نعم وفي حالات أسوأ كورقة كلينكس نمسح بها أنوفنا ثم نلقيها....

إن الحقيقة مثيرة للاشمئزاز ، فإما أن يحبنى الجميع ولكن أكره نفسى ، وإما أن أحترم نفسى ويكرهنى الجميع"


حسنا أرجو أن تعذروا حدة تدوينتي ومزاجيتها... أنهيت اليوم وياللمعجزة قراءة كتاب من 300 صفحة تقريبا وهي عبارة عن سيرة ذاتية لجودي بلانكو.. والتي تتحدث عن تفاصيل حالات التنمر التي تعرضت لها خلال مراحلها المدرسية وصل الى الإيذاء البدني ناهيك عن التدمير النفسي الذي تعرضت له الكاتبة والذي استغرقها عشرين عاما حتى تكف عن كراهية نفسها وتستعيد ثقتها!!
والاقتباس أعلاه يفسر أسباب تعرضها للاضطهاد والتنمر هو مخالفتها لثقافة القطيع، وصمودها أمام راحة ضميرها.. وجودي لم تأتِ بهذه الخصال الحميدة إلا من أسرتها.. التي حاولت كثيرا انقاذ جودي الغارقة في الاكتئاب والعزلة، ربما لم يوفقوا في  حل المشكلة لدى ابنتهم بل تأزمت أكثر بسبب تدخلاتهم. فغرقت جودي في الوحدة والعزلة واستثمرت مذكراتها وقصائدها لتعينها على تمضية هذه المرحلة العصيبة على مراهقة صغيرة عيبها انها ترفض الانقياد والانصياع لقانون الغاب . لكن كانت هنالك اسباب اخرى جعلت مشكلة جودي تتفاقم كأصدقائها السلبيين الذين لا يقدرون على الخروج على قانون الشلة! بالاضافة الى تلك الممرضة التي عرفت ان مراهقة ف المدرسة التي تعمل بها تعرضت للاعتداء الجسدي والضرب ولم تحرك ساكنا..بل الانكى ذلك الاستاذ الذي شاهد جودي تسقط وأنفاسها تتقطع بسبب ضربة تعرضت لها من احد المتنمرين فلم يحرك ساكنا ايضا!
إنها المرة الأولى منذ وقت طويل التى اشعر فيها بأننى ممتلئة من الطعام بدلاً من الحزن” 

مشاعر الغبن والظلم التي حملتها جودي في جوانحها وهي تتطلع أن تنتهي هذه العاصفة القاتمة التي داهمت اجمل سني عمرها كلفتها جراحا وأتراحا وذكرى ملتهبة كالجمر.
لم تكن جودي يوما ما ضعيفة بل كانت قوية وصامدة بعكس ما كانت تتخيل عن نفسها..ولهذا وصلت الى منصة النجاح واستطاعت انتزاع الاعجاب بل والاعتذار من أولئك المتنمرين الذين كانوا يعتبرون ما فعلوه مجرد طيش مراهقين!!
محزن جدا ألا يقدّر مثل هؤلاء حجم الدمار الذي يخلفونه في قلوب ضحاياهم!
إلا أن نجاح جودي يغسل قلبها أخيرا..وتبدأ حياتها تتوهج بعد مواجهتها لأولئك المتنمرين أخيرا! قصة جديرة أن يعرفها المراهقين .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق