Tamasha
رحلة البحث عن الذات
دراما تحثك على الا تكون نمطيا
مرحبا
ايها الاعزاء مع فيلم جديد من بوليود، هل حدث معك ان يصفك احدهم بانك تمثل ولست
شخصك الحقيقي، لا تستعجل الاجابة، فقط عليك الابحار مع هذا الفيلم الذي نحن في صدد
الحديث عنه.
بعد ان اظهر ديبيكا بشكل مغاير وسلط الضوء على
جوانب خفية من شخصها عن طريق فيلم كوكتيل، وبعد ان منح فيلم روك ستار لرنبير والذي
نال بفضله جائزة احسن ممثل. هاهو المخرج المتألق امتياز علي يجمع الفنانة ديبيكا والفنان
رنبير كابور في فيلم من كتابته وانتاجه واخراجه تحت عنوان تماشا والذي يعني
المسرحية!
يبدأ
الفيلم بمشهد مسرحي، يظهر فيه رنبير على شكل روبوت، وبجواره مهرج يهزأ بحياته
الروتينية، والامر المثير للاستغراب ان صوت المهرج هو صوت الفنانة ديبيكا باديكون،
ليكتشف المشاهد في نهاية الفيلم ان لاعلاقة لها بها بالمسرح!
تتنقل
المشاهد بين الفلاش باك مسلطة الضوء على جوانب من طفولة ومراهقة فيد "رنبير
كابور" واحداث قصة الحب الذي جمعته بتارا
"ديبيكا باديكون"، الفيلم يحمل بعدا نفسيا وفلسفيا، حيث يلتقي
فيد بتارا في جزيرة كورسيكا الخلابة، حيث تظهر تارا وهي تحاول ان تجري اتصالا هاتفيا للهند،
فيساعدها فيد بعد سماعها وهي تلقي الشتائم على الرجل الفرنسي بالهندية عندما امتنع
عن مساعدتها.
يقوم
فيد بتقديم المساعدة والمأوى لتارا التي يتضح انها فقدت حقيبتها التي تحوي جواز
سفرها ومحفظتها، الا انه يشترط عليها شرطا غريبا نوعا ما، حيث يمتنع عن قول
الحقيقة حول شخصه وعمله وعنوانه، وبهذا يمضي كلاهما اسبوعا جنونيا معا، دون ان
يتعرفا على هوية بعضهما! وكعادة الاوقات الجميلة تمضي هذه اللحظات المجنونة بسرعة
وتعود تارا للهند.
تكسر
تارا العهد الذي قطعاه بعدم الالتقاء، وتبحث عن فيد الذي لم تعرف اسمه حتى الان،
وتنجح في الوصول اليه بعد 4 سنوات من ذلك اللقاء الجنوني، ويعود الاثنان يلتقيان
ويتعرفان على بعض بشكل جدي. الا ان فيد يقع في صدمة عظيمة عندما ترفض تارا طلبه
الارتباط بها، وتعلل تارا رفضها انها تعلقت بفيد الذي التقته في كورسيكا والذي هو
فيد الاصلي ولا تحب الارتباط مع فيد الغير حقيقي!
وهنا
تكمن عقدة الفيلم حيث يصارع فيد نفسه ويبحث في اعماقه عن ماهيته، وهل ما تقوله
تارا صحيح، فيد شاب هاديء ومهذب ومنتظم في عمله، ويعيش حياة روتينية قاتلة لحد
الملل، بينما تارا فتاة طموحة وخفيفة الظل ومنطلقة و جامحة وهذا ما أثار فضولها
وتعلقها بفيد الذي التقته في كورسيكا حيث كان لا يقل عنها جنونا!
وهكذا
تختفي تارا في النصف الثاني من الفيلم- وهذا اجراء مخيب لجمهورها- ليسلط الضوء على رحلة فيد النفسية والفلسفية،
فهل يوفق في الحصول على اجابة، وهل سيستطيع الفوز بقلب حبيبته مجددا كما حصل في
كورسيكا.
تماشا
هي دراما رومانسية، من انتاج عام 2015م ، ومن انتاج كل من امتياز علي وساجد
ناديادوالا، والموسيقى التصويرية والاغاني من الحان الفنان الحائز على الاوسكار اي
ار رحمن، والتي حققت شعبية واسعة لدى الجمهور، وقد فاز الفيلم ببعض الجوائز في
المهرجانات المحلية للسينما.
تعرض
الفيلم لردود افعال متضاربة من النقاد، فبعضهم لم يحبذوا ان يعمل رنبير في مثل هذه
الافلام، التي تستقطب فقط الجماهير المثقفة، كما انتقد الكثيرون السيناريو الذي
قدمه امتياز علي في هذا الفيلم، الا ان بعض النقاد خصوصا الاكبر سنا اشادوا
بالفيلم دون تحفظات، كما ان الجميع اشاد
بأداء رنبير وديبيكا المذهل، كما اعجبوا بالتقاطة
الكاميرا الابداعية للمشاهد الخارجية سواء في كورسيكا والهند واليابان. وعلى الرغم
من كل ذلك استطاع الفيلم ان يحقق نجاحا جيدا في شباك التذاكر.
ولا
يخفى على محبي الفنان كابور وجمهوره مدى حاجته الى تقديم شيء متفرد لجمهوره، خصوصا
بعد فشل سلسلة من الافلام له. حيث لايمكن ان ننسى المواضيع التي تطرق اليها رنبير
من خلال افلامه على سبيل المثال لا الحصر، روكيت سنغ ، ويك اب سيد، وروكستار،
وبرفي. وما قدمه للمشاهدين من اداء مذهل وافكار ابداعية ورسائل في التحفيز. وقد
ابرز تماشا جوانب ابداعية فيه من وجهة نظري، وهو فيلم يحمل رسالة ابداعية لجمهوره
وهي "لا تكن نمطيا". كما انه من
الممكن القول انه فيلم مناسب للعودة بعد تلك الاخفاقات.