كان
يكتب بخط عربي جميل جملة من احاديث النبي الكريم... فسألته بلغته: هل تكتب فقط للتجميع ام لتحاول تطبيقها وهل
تفهم ما تكتبه؟
فابتسم
ذلك الشاب الباكستاني الوسيم وبحروف أوردية واضحة أجاب: أنا عاشق لرسول الله!
استيقظت
على وقع المنبه الذي يحرص على ازعاج نومي كل فجر تذكيرا بموعد الخروج من الاحلام
الغرائبية التي احياها كل ليلة.. ولأستعد لاستئناف يوم كادح جديد .. مذكرا اياي
بحرص المخلصين بذلك الطريق المغلف بظلام الشتاء.. الذي ينتظرني كعاشق.. الطريق الى
مسقط!
تذكرت
الحلم مجددا وذلك اللقاء بالشاب الباكستاني عاشق الرسول الكريم.. كنت احاول فك
طلاسمه.. ولكن هدوء صحبة الطريق جعل ايقاظ حواسي الذهنية مستحيلا فنسيت الموضوع
تماما!
في
نهاية النهار وانا ابحث عن فيلم PK شاهدت مقطعا يوتيوبيا مكتوب عليه Khuda Ke Liye فتذكرت ذلك الصديق الفيسبوكي الذي
نصحني منذ زمن بمشاهدة هذا الفيلم.. وحفزني على ذلك لقاء شاهدته مؤخرا لراجو
هيرناي مخرج فيلم PK تناول فيه ذكر هذا الفيلم الباكستاني الذي انتقد الراديكالية
الاسلامية عندما سئل عن اهانته للمقدسات الهندوسية عبر فيلمه. وهكذا وجدت كل شيء
يقودني الى مشاهدة هذا الفيلم.
والحق
انه الفيلم الباكستاني الاول الذي اتابعه فلست من متابعي انتاجات LOLLYWOOD.
وبما
انني ناقشت هنا بعض الاعمال الدرامية الباكستانية وانتقدت شناخت..هئنذا ايها
الاعزاء انقل لكم تجربة باكورة مشاهداتي للسينما الباكستانية.
Khuda Ke
Liye والتي تعني حرفيا (من أجل الله) ولكن صناع الفيلم
اختاروا ترجمة اخرى وهي (بسم الله) .
فيلم
درامي انتج عام 2007 م من تأليف واخراج صهيب منصور والذي تعرض لهجمة شرسة من
الفتاوي والملالي بسبب فيلمه هذا، وبطولة كل من شان وفؤاد خان وايمان علي وحميد
شيخ، وظهور خاص ومميز للفنان الهندي المخضرم نصير الدين شاه .
ويعتبر
هذا الفيلم من أنجح الافلام الباكستانية لعام 2007م. تناول الفيلم الخطاب
الراديكالي الاسلامي الذي ينطلي على بسطاء المسلمين.. وتناول احداث ثلاث شخصيات
رئيسية تعرضت لأحداث درامية مؤسفة بسبب هذا الخطاب المتطرف. وبتناوله احداث 11
سبتمبر والاسلامفوبيا والتعامل المتطرف من قبل السلطات الامريكية مع كل مشتبه فيه
ولم تثبت ادانته. فكان هذا الفيلم مصدر الهام لكثير من الافلام البليودية اللاحقة
التي تناولت هذه الاحداث كفيلم New York وفيلم My Name Is
Khan
الفيلم
تميز بلغة حوارية انيقة كعادة الاعمال الباكستانية التي شاهدتها.
الا
ان الاحداث التي صادفت منصور وخروجه بنفس صافية ورسالة سلام سامية بعد تعرضه للظلم
والاعتداء من قبل السلطات الامريكية لم اتقبلها ابدا!
في
حين ظل شقيقه يتخبط بين الافكار وهو في طريق بحثه عن الطريق الاسلامي المعتدل.
في
حين أن بطلة الفيلم حملت رسالة عظيمة على عاتقها اتجاه بنات وطنها الام باكستان.
أحب
ان اتطرق الى موقف والد ميري الازدواجي الذي يحيا في بريطانيا حياة لا دينية ثم يفرض الهوية
الاسلامية على ابنته الوحيدة بطريقة مقززة بمجرد ان رغبت ابنته بالزواج من شاب
بريطاني.
كما احب
ان اشيد الى ذلك الظهور المميز للفنان البليودي نصير الدين شاه وادائه الرائع
وحججه الرائعة في الفيلم التي حتما ستطرق تفكيرك.
نعم
قليلة هي الافلام ذات المفهوم الفلسفي والتي تثير العقل بحجج واستدراكات هامة.. وهذا
الفيلم قطعا منها..ليت صناع الدراما والسينما يركزون على مثل هذه القضايا الحساسة
لعرضها على الجمهور لتثير التساؤلات وتكسر
تابو الكهنوت و الخطاب السلفي القداسي.
بعد
مشاهدتي لهذا الفيلم تذكرت ذلك الحلم وذلك الشاب محب الرسول اكان روح هذا الفيلم!