من انتم؟؟
يقول تركي الحمد:" الرافضون للعولمة رفضاً مطلقا، باسم حماية الخصوصية الثقافية والهوية، مصيرهم الاندثار. والتاركون أنفسهم للموج يحملهم كيف شاء وأنى شاء، مصيرهم الاندثار أيضا".
مدهش هذا الغموض الذي يكتنفنا.. ويظللنا بالنسبة للآخرين!
ومدهشة ثقافة الخصوصية العمانية التي لا افهم كنهها حتى الان على مر العصور!!
مدهشة حضارتنا التي بسطت نفوذها على رقعة جغرافية مهولة ..ولكن؟؟ اين تأثيرها؟؟ و اين آثارها؟؟ لا اعلم!!
مازلت اذكر الدعوات لمغردين خليجيين مغردينا ان يظهروا ويبرزوا انفسهم وعندما خرج اول هاش تاق لنا تهافتوا بفرح وبهجة للحضور العماني!!
ولا ننسى مقال للمديفر في ذات المضمون "دعوة واضحة لعمان الغامضة"
تعرفت في رحلتي الروحية الى بلاد الحرمين على اخوات فضليات...
من جدة والرياض وجازان والاحساء والمدينة المنورة .. ودارت معهن دردشات لطيفة.
عندما التقيت احداهن في بهو الفندق في المدينه المنورة..اجابتني بعفوية متناهية عندما سألتها ماذا تعرفين عن العمانيين؟
"الشعب الهاديء"!
اما احداهن لا تتجاوز معرفتها ببلادي سوى بصلالة التي شاهدتها ف التلفاز كما تقول!
وبعد عودتي من تلك الديار شاهدت المقطع الذي تحدث فيه البروفسور طارق الحبيب عن شعبي الذي يحتاج الى تسويق نفسه!!
واثار بعدها الاستاذ طلال البلوشي على صفحته في الفيس بوك..
تساؤلا عن قلة الاعداد التي تتابع بعض المغردين العمانيين المعروفين مقارنة بغيرهم من دول الجوار!
وكانت معظم التحليلات تلقي باللائمة على اعلامنا !
كم هو مهول تاثير هذا الاعلام..
عندما حضرت بالامس دورة الاستاذ بخيت الشبلي دهشت لسيرته الذاتية العظيمة!!
كيف لموسوعة ثقافية وفكرية ان لم ابالغ.. لا يعرفه الكثير منا وكيف لم يتم له التسويق جيدا وكيف لم يستثمر بشكل اوسع؟؟..لدينا نخب فكرية رائعة ولكن .. تأثيرهم محدود!! لماذا؟؟
المدرب الرائع محمود البلوشي كيف عرفناه؟؟ من اعلام دول اخرى؟؟
هل يعقل في زمن العولمة ..وثورة الاتصالات مازلنا غامضين؟؟
غامضين لانفسنا اولا كشعب..ثم لغيرنا!!
ناهيك عن الكتاب والشعراء والمدونين العمانيين فكم عدد متابعيهم منا اولا؟؟
الفعاليات الثقافية التي تدور في السلطنة لماذا لا تجد اقبالا جماهيريا؟؟
اذكر عندما عرضت هذه القضية في التلفاز ..كانت الاجابة الشعب لا يقرا!
لا اظن ان هذا السبب هو الوحيد وان كان سببا وجيها يحتاج ان يدعم بالارقام ولا يطلق هكذا في الهواء .
اعتقد ايضا ان ضعف التسويق والتغطية الاعلامية لهما دور في ذلك العزوف ايضا.
آن الاوان من وقفة صريحة وجدية لتبديد هذا الضباب ..ليظهر هذا النبوغ والسطوع الثقافي والفكري الذي نحياه ونعيشه ونشهده على جميع المستويات.
آن الاوان ان نظهر للعيان..فكم من زائر ياتي الى سلطنتي ويدهش من ثقافة التعايش والامان والسلام النفسي الذي نحياه. نعم لدينا ثروة رائعة من القيم والاخلاق يجب ان تبرز للعالم لنظهر لهم معدن هذه الهوية العمانية المميزة.
اختم بكلمة لابني علي قالها : لقد شعرت بالاعتزاز جدا للحفاوة التي لقيتها في بلاد الحرمين بسبب هويتي العمانية.
ولعل هذا مؤشر جيد ..ان الهوية العمانية بدأت تسطع للعيان.. ولو بخطوات خجولة.