مشهد لا تخطئه
ذاكرتي.. فكيف بذاكرتها!!
ولا تفتر
مشاعره .. مازال حيا طازجا مؤلما في عميق ذاكرتي ليطفو احيانا ويغرق تارة ثم يطفو فارضا
وجوده الازلي وممددا جذوره الدفينة بخلايا ذكرياتي!
كان التوقيت هو
الفسحة في يوم من أيام الصيف في بدايات التسعينيات من القرن المنصرم .. نزلت مع صديقتي جولجان وسلمى الى الساحة
لتناول وجبة افطارنا.. فتفاجأنا بفتاة ترتدي الزي الرمادي مم يعني انها في المرحلة
الاعدادية وكانت مدرستنا ايامها تضم طالبات الصف السادس الابتدائي حتى الثالث
الاعدادي.
كانت الفتاة
تحمل لوحة كبيرة في يدها مكتوب عليها (أنا حمارة)!!!
لكم ان
تتخيلوا الرعب الذي داخل قلوبنا.. لكم ان تتخيلوا مدى الصدمة والذهول.. فتاة تتوسط
ساحة المدرسة في وقت الفسحة لتتعرض لهذا العقاب النفسي الأليم!!
لم نتجرأ ان
نسالها ماذا فعلت كي تحظي بهذه الحفاوة الاستثنائية!!
كانت هي المرة
الاولى التي اشهد فيها هذه الحالة!!
ولكن ظلت
راسخة في ذاكرتي فتاة في مرحلة المراهقة تحرم من وجبة افطارها في الفسحة لكي تقف
في وسط الساحة في ساعة الذروة لتحقيق اكبر عدد من الفرجة تحمل نعتا ووسما بشعا!!
لم نستطع ان
نزدرد طعامنا.. ولم نستطع ان نفعل شيئا سوى الانزواء الى الظل مطرقات دون ان
نتكلم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق