روح البحث

السبت، 16 يناير 2016

الفيلم LOOTERA


استعرضنا لكم سابقا فيلم (باجيراو مستاني) للمخرج البوليودي ذو البصمة الاوبرالية سنجاي ليلا بنسالي، واليوم سنلقي الضوء على الفيلم البوليودي الكلاسيكي لوتيرا والذي تأثر مخرجه جدا بأسلوب بنسالي، إذ كان يعمل مساعدا له  في الملحمة الرومانسية (ديفداس)، إنه المخرج فيكرام اديتيا متواني.  
لوتيرا، أي اللص، هو الفيلم الثاني للمخرج متواني والمختلف تماما عن فيلمه الاول أوران والذي حظي بإشادة  النقاد والجمهور وفاز بالعديد من الجوائز. ومن انتاج كل من انوراغ كاشاب، وايكتا كابور، وشوبها كابور وفيكاس باهل. قصة فيكرام اديتيا متواني، والتي استوحاها من القصة القصيرة (الورقة الاخيرة)  للكاتب الامريكي او هنري. وسيناريو كل من بفاني أيّر ومتواني. وقام بتلحين أغاني الفيلم والموسيقى التصويرية المُلحن والمُغني أميت تريفيدي. ومن بطولة المبدع رنفير سنغ وسوناكشي سينها وصدر في عام 2013م.
تدور أحداث الفيلم في حقبة الخمسينات، في بلدة مانيكبور ببنغال الشرقية، حيث تعيش باكي روي شودهاري (سوناكشي سينها) ، الفتاة الحالمة المتعلمة التي تتمنى أن تكون كاتبة في يوم ما، والتي ترعرعت في كنف أب ثري محب (بارون تشاندا )، والذي لا يعكر صفو حياتها سوى نوبات الربو التي تداهما. حدثها والدها عن ارتباطه الروحي بها تماما كقصة الملك الذي خبأ قوّته وطاقته في ببغاء! فابنته (باكي) سوناكشي سينها هي بمثابة ذلك الببغاء له!
تعيش باكي روي حياة لطيفة وهانئة حتى يأتي ذلك اليوم الذي تصطدم فيه بفارون شريفاستاف (رنفير سنغ) لتتغير حياتها للأبد.
ففي يوم ما وباكي تجرب قيادة السيارة تصدم شابا يقود دراجة، وبعد أيام تجد هذا الشاب بمعية والدها، حيث يتضح أنه عالم آثار، ويرغب في التنقيب عن الآثار التي يعتقد بوجودها في الارض المجاورة للمعبد، والذي يملكه والد باكي. ومن هنا تتوطد علاقة باكي بفارون عندما يستضيفه والدها في بيته، الى أن يتم مهامه التي جاء من اجلها.
وفي احدى جولاتهما بالسيارة تداهم باكي نوبة الربو، فينقذها فارون، وبهذا تعززت ثقة باكي ووالدها به.
كما ان والد باكي يواجه مشاكل مالية بسبب الحكومة التي طالبته بتقسيم املاكه وأراضيه، وتسليم الهدايا التي نالها من شركة الهند الشرقية، فقدم فارون اقتراحا ببيع هذه الاملاك والهدايا حتى يسلم من ملاحقة الحكومة له، فيوافق على مضض. وعلى الفور يستدعي فارون عمه ليقوم بعملية شراء هذه التحف الثمينة.
تتعلق باكي بفارون الذي يحاول تجنبها، الا انه في النهاية يرضخ لها، وتتم خطبتهما، ويتم تحديد موعد زواجهما. وفي يوم الزواج يختفي فارون، كما يكتشف والد باكي انه تعرض للخداع  والسرقة، وان كافة الاموال التي باع به املاكه لعم فارون مزيفة، كما اتضح ان فارون قام بحفر نفق يؤدي المعبد، وسرق التمثال المصنوع من الذهب.
وهكذا تنهار حياة باكي وتفقد والدها بنوبة قلبية تداهمه اثر خسارته  لثروته بخدعة دنيئة، وبهذا خسرت كل شيء!
الجزء الاول من الفيلم في غاية الرومانسية والأغاني الناعمة وبطيء نوعا ما، ولا يوضح ماهية شخصية فارون، بينما الجزء الثاني من الفيلم يتحول الى التراجيديا التي تصاب بها الفتاة التي فقدت كل شيء صحتها ووالدها وثروتها. بعد خديعة فارون لها ولأبيها ومشاعر متضاربة عند لقائها مجددا باللص فارون، وهي تنازع أنفاسها الاخيرة في الحياة والتي ربطتها بأوراق شجرة تقابل نافذتها، لتقضي ايامها الباقية في الكتابة، فمالذي سيفعله فارون للتكفير عن خطيئته في حق باكي!
الجدير بالذكر ان المخرج كان يرغب أن تقوم فيديا بالان وجون ابراهام بدور البطولة إلا أن جون آثر الانسحاب، فتأجل الفيلم لسنتين. وفي احدى حفلات جوائز الافلام، عبر رنفير لمتواني عن اعجابه بفيلم اوران، ورغبته في التعاون مع في عمل قادم، فتم الاتفاق.
أشاد النقاد بأداء رنفير ومحاولته الجادة في اتباع تعليمات المخرج، كما ابدو انبارهم الشديد بسوناكشي وأدءها المتقن الذي اقنع المشاهدين. والذي اظهر جوانب ابداعية لم تظهر في افلام سينها السابقة.
كما أحب المشاهدين اغاني الفيلم الرومانسية، والتي جاءت مناسبة لاحداث الفيلم. وقد تعرض الفنان رنفير سنغ لاصابة بليغة اثناء التصوير، كادت تنهي مسيرته الفنية، وظل طريح الفراش لمدة 3 اشهر ليتعافى منها. تحدث رنفير عن هذه التجربة المؤلمة انه تعلم درسا قاسيا للاهتمام بنفسه وراحته، حيث انه كان يعمل لساعات متواصلة دون راحة وارهق نفسه كثيرا، وهذه الاصابة جعلته يعيد التفكير في ترتيب اولوياته، لانه كان على اولى درجات الشهرة ، ومازال في بداية مشواره الفني وكاد يودي بذلك كله جراء مجازفته.
نال الفيلم استحسان النقاد، بالرغم من ايراداته القليلة في شباك التذاكر، وفاز بعدة جوائز منها جائزة افضل ممثلة نالتها سوناكشي سينها عن دور باكي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق