روح البحث

الاثنين، 28 ديسمبر 2015

Bajirao Mastani


ظل حبيس الاوراق 12 عاما
مبني على احداث تاريخية
شغل رواد شبكات التواصل لتعارضه مع فيلم شاروخ خان




عشاق بوليود منهمكون على شبكات التواصل بمتابعة السجال الدائر بين فيلمي "باجيراو مستاني" ملحمة بنسالي الجديدة وفيلم "دل والي" الذي يجمع مجددا بعد سنوات الثنائي البوليودي المحبوب شاروخان وكاجول. الفيلمان الكبيران المنتظران بشغف من قبل جمهور بوليود، واللذان نزلا في دور السينما هذا الكريستماس، وأغرقا شبكات التواصل بالتكهنات حول حجم ايرادات شباك التذاكرهذين الفيلمين، بشكل دوري، وعلى الرغم من أن افتتاحية فيلم شاروخان كانت الاقوى، الا ان ارقام ايرادات فيلم بنسالي بدأت تحقق ارقاما تنافسية. هذا السجال ليس الاول بين بنسالي وشاروخ ففي عام 2007م مني فيلم بنسالي " ساوريا "بخسارة كبيرة في شباك التذاكر لتوافق توقيت عرضه مع فيلم شاروخان مع فرح خان "اوم شانتي اوم" الذي حقق ايرادات عالية جدا.   
سنستعرض لكم في مقالنا هذا فيلم باجيراو مستاني الذي أثار جدلا لدى بعض النشطاء بسبب عدم تطابق الاحداث التاريخية، ورأي مخرج  ومنتج الفيلم سنجاي ليلا بنسالي في هذا السجال الدائر بين فيلمه وفيلم شاروخان.
Bajirao Mastani الفيلم الذي ظل حبيس الاوراق 12 عاما، حيث كان بنسالي يخطط بالشروع في الفيلم فور الانتهاء من فيلم "هم دل دي تشوكي سنم" بطولة سلمان خان وآشوريا راي، الثنائي الذي ابهر الجمهور ولقي الفيلم شعبية ونجاحا تجاريا هائلا، وكان بنسالي يعتزم استثمارهذا الثنائي مجددا في هذا الفيلم, لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث انفصل الثنائي اثر خلافات بينهما، فأجل بنسالي مشروعه، لينهمك في عمل روائعه الاخرى، ديفداس وبلاك وساوريا وجوزاريش ورام ليلا.
وبعد النجاح التجاري الباهر لفيلمه الاخير قرر جمع الثنائي رنفير سنغ وديبيكا باديكون مجددا في هذه الملحمة التاريخية الرومانسية، والمقتبسة من الرواية الماراتية " راو"، والمبنية على احداث تاريخية. سيناريو براكاش كاباديا وبطولة كل من رنفير سنغ وديبيكا باديكون وبريانكا تشوبرا وتانفي عزمي، والسرد للفنان عمران خان. وانتاج واخراج وتلحين الفنان المتعدد المواهب سنجاي ليلا بنسالي.
ينقلنا بنسالي في ملحمته التاريخية، الى القرن السابع عشر، ليستعرض لنا قصة الحب الكبير الذي جمع بين باجيراو المحارب المراتي الشجاع الذي ربح 40 معركة في حياته دون خسارة واحدة، ليخسر قلبه في معركة الحب ويستسلم كليا للفاتنة مستاني، ليتزوجها مسببا معارك عائلية طاحنه مع امه " تانفي عزمي" وزوجته الاولى كاشيباي "بريانكا تشوبرا".
في لقاء متلفز، عبر بنسالي عن عدم فهمه للغة ارقام شباك التذاكر، وان متابعة الارقام ترهقه، الا انه اتجه الى انتاج الافلام لحبه الشديد للسينما. وكان يذهب بنفسه لمشاهدة ردة فعل الجمهور فكان يطرب للتفاعل الايجابي الذي كان يشهده لافلامه. وأشاد برنفير سنغ، والذي يعتبره كالشاحن الذي يشحن الجميع بالطاقة والحماس، وينعكس ذلك ايجابا على بنسالي نفسه. وقد قدم رنفير تضحية كبيرة بحلاقة شعره لأجل أداء مقنع لشخصية باجيراو وتحدث عن ديبيكا وشغفها في التمثيل وادءها المبهر، وحضور بريانكا المشاغب والمشاكس، وجنون رنفير ما يمنح موقع التصوير روح العمل والابداع.
كما اوضح سبب تمسكه الشديد بهذا الفيلم كل هذه السنوات، لقوة شخصياته، واحداثه النابضة بالحياة وان افكاره رافقته كل هذا الوقت ونضجت في ذهنه. وقد حاول بنسالي لثلاث مرات ان يشرع في الفيلم الا ان شيئا ما كان يحول دون ذلك، كما انه سمع ان مخرجين آخرين كانوا يرغبون بعمل افلام عن باجيراو مستاني ولم يقدر لهم ان يحققوا ذلك.
يُعرف بنسالي لحبه للتدقيق في كل شيء، فكل شيء يخضع لملاحظاته ابتداء من اختيار الفنانين، والأزياء، والموسيقى، ومواقع التصوير، وكافة التفاصيل، ويتواجد قبل الفنانين في موقع التصوير ويكون آخر الراحلين، ويعرف عنه قلة ساعات نومه. كما اوضح ان فيلمه صدر في موعد اعلانه الذي قام باعلانه قبل فيلم شاروخان، ومع ذلك تمنى بنسالي نجاح الفيلمين معا وهو على علاقة وطيدة بشاروخ وقد اعجب ان فريقي الفيلمين لم تحدث بينهما حرب كلامية بل سادت الروح الرياضية والتنافسية الصحية.
 ولا يخفى على المتابع لأعمال بنسالي بصمته البصرية والاوبرالية في افلامه، ففي هذا الفيلم سيخلب لب المشاهد بالألوان والأزياء والديكور والمؤثرات البصرية الباهرة بالاضافة الى الموسيقى الخلابة والرقصات الفاتنة.
اشاد النقاد بالفيلم واعتبره البعض تحفة فنية  وجودا اكبر بالاضافة الى ديفداس، كما عبروا عن اعجابهم بأداء رنفير سنغ الذي يتطور مع كل فيلم بشكل ملحوظ، وطريقة تحدثه باللغة الماراتية التي اتقنها بشكل رائع، وقد خضع مع الفنانة برينكا لدروس في اللغة الماراتية. العشر دقائق الاولى في الفيلم تبدأ بالأكشن والاثارة ثم تنتقل الى الرومانسية بعكس الافلام البوليودية. كما اشادوا بطريقة دخول مستاني" ديبيكا باديكون" الفاتن ورقصها الباهر الذي يسلب لب رنفير والمشاهدين. وعلى الرغم من مشاهد بريانكا القليلة في الفيلم الا انها ذات حضور مؤثر وطاغي. وعبر النقاد عن الاعتراضات القائمة من بعض النشطاء على الفيلم بسبب الاخطاء التاريخية، ان هذا الفيلم ليس وثائقيا بل رؤية فنية لبنسالي، ولا داعي لكل هذه الهجمات على الفيلم.
 الجدير بالذكر ان الفيلم يحقق الان نجاجا تجاريا جيدا، وقد فاز بأكبر عدد من الجوائز في حفل جوائز Star Guild، منها جائزة احسن ممثل لرنفير سنغ عن دوره باجيراو، وجائزة افضل مخرج لبنسالي، وغيرها من الجوائز.  

نشر هذا المقال بجريدة الزمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق