اميتاب باتشن
الضوء الخالد
النجم الذي صلت له الهند
بكامل اطيافها
الفيلم الذي غير
خارطة بوليود ZANJEER
الأسطورة الذي أحدث ثورة في مسار بوليود، ولعل والده الشاعر "هاريفانش راي"
قد أدرك ببصيرته ما سيحدثه ابنه في المستقبل ولذلك اختار له اسم انقلاب أي الثورة عندما ولد في فترة نضال الهند لنيل استقلالها. إلا أن
صديقه الشاعر "سوميترا ناندان " اقترح عليه اسم اميتاب والذي يعني الضوء
الخالد. ومن المعروف انه يلتقي الكثير من الفنانين الهنود في اسم العائلة ك خان
وكبور، الا انه لا يوجد بالهند الا عائلة باتشن واحدة، لأنه الاسم الحركي الذي
اختاره الشاعر هاريفانش راي والد الفنان اميتاب ليذيل به قصائده. وقد سئل Big B كما يلقبه محبوه عن سبب
توجهه للسينما وليس للشعر كأبيه، فكانت اجابته الطريفة أن والدته كانت تقول،
يكفينا شاعر واحد في هذه العائلة.
ترك باتشان عمله في كلكتا، وتوجه الى مدينة مومباي حاملا احلامه، وفي يده
رخصة القيادة، محدثا نفسه، ان لم تنجح محاولاته في الدخول الى بوليود، سيصبح سائق
سيارة اجرة!
تعرضباتشان ، في بداية مشواره الفني للكثير من الرفض واللامبالاة، على الرغم من كونه ابن الشاعر المعروف هاريفانش راي. وعلى الرغم من صوته الرخيم والعميق فقد رفضته احدى الاذاعات الهندية من
الانضمام اليها!
بدأ باتشان مسيرته الفنية بفيلم Saat
Hindustani،
ثم Bombay to Goa والعديد من الافلام التي لم تحقق شيئا يذكر في شباك
التذاكر. بدأ الناس بتمييزه بعد فيلم Anand. حيث جمعه المخرج ريتيشيش
موخرجي بأيقونة بوليود في تلك الحقبة الفنان راجيش كانا، لقي الفيلم اشادة
الجمهور، ونال باتشن جائزة فيلم فير لأفضل ممثل مساعد. ويشاع ان الفنان راجيش كانا
شعر بالتهديد على مستقبله الفني بعد هذا الفيلم بسبب أداء اميتاب المذهل.
كانت الأجواء السائدة في الهند في بدايات السبعينات، مشحونة بقضايا الفساد
والفقر والجوع. وبهذا تغيرت ذائقة الجمهور الذي سئم الافلام الرومانسية التي كانت سائدة
في حقبة الستينيات. فجاء اميتاب معبرا عن غضبهم واستيائهم من أداء النظام، ليصبح
الشاب الغاضب The angry young man.
Zanjeer (القيد) فيلم الأكشن الذي
غير خارطة بوليود، وحول اميتاب الى نجم شباك تذاكر. فيلم المخرج والمنتج براكاش
ميهرا، وسيناريو سليم وجافيد الثنائي الذي مد السينما الهندية بمواضيع وقصص ملهمة
لاقت النجاح والرواج في حقبة السبعينات وبدايات الثمانينيات. وشارك الفنان اميتاب
البطولة كل من بران وجايا باتشان (التي تزوجها الفنان اميتاب لاحقا) وأجيت وبندو.
تدور أحداث الفيلم حول الضابط الامين والحازم لتطبيق القانون حتى لو بيديه فيجاي،
والقيد الذي يعيقه من ممارسة حياة طبيعية، وذلك بسبب صدمته بمشهد مقتل والديه في طفولته
في احدى ليالي الديوالي (عيد الانوار). أمانة وشجاعة الضابط فيجاي تثير اعجاب عدوه
شيرخان، الذي يتوقف على الفور عن اعماله الغير القانونية، ليبدأ حياة شريفة وصداقة
متينه تربطه بهذا الضابط. يلتقي فيجاي ب (مالا) جايا باتشان الشاهدة التي شهدت
حادثة مقتل بعض طلبة المدارس دهسا، يشتري المتورطون صمتها برشوة ، الا ان الضابط
الغاضب فيجاي يسحبها من يدها عندما تنكر شهادتها، ليريها جثث الاطفال وهو يروي لها
معنفا قصص ذوي هؤلاء الضحايا البؤساء. تغير مالا رأيها وتشهد ضد المجرم فتتعرض
حياتها للخطر فتلجأ للضابط فيجاي. وتنمو بينهما قصة حب رقيقة. يتعرض فيجاي لمحاولة
قتل فاشلة، ويلفق له اعداؤه قضية فساد يدخل على اثرها السجن ويفقد وظيفته، وهنا
تبدأ المعضلة بطلب مالا من فيجاي ترك رغبته في الانتقام والانتقال الى مدينة اخرى
كي يعيشا بوئام. يعاني فيجاي من طفولته بكوابيس تداهمه، كما أن أحد ضحايا شركة
تيجا عدو الضابط فيجاي يطلب معونة فيجاي الذي يقيده وعده لمالا، عندها تتنحى مالا
وتتراجع عن طلبها ليبدأ فيجاي فورا في الانتقام.
طرح الفيلم العديد من القيم، وفاء زوجة رنجيت (ام فيجاي) لزوجها، ومعاونتها
له على التوبة، وتبني ذلك الشرطي لفجاي
على الرغم من كونه ابن سجين سابق وكان أحد أعوان تيجا. وعلاقة الامومة والاخوة
التي تلاقاها فيجاي من اسرة هذا الضابط. بل ان شقيقه ظل وفيا له. كما نلاحظ متانة
الصداقة التي جمعت بين فيجاي الهندوسي وشيرخان المسلم والضحية المسيحي الذي طلب
مساعدة الضابط فيجاي، حتى انه يلبس فيجاي الصليب ليحميه في حربه ضد تيجا واعوانه.
بهذه الافكار والقيم، وحب الوطن والاخوة واتباع الضمير ومحاربة الفساد
والامانة والوفاء بالعهد والصداقة بغض الطرف عن الدين والطائفة وصل فيلم زنجير
لفكر وقلب الجمهور الهندي الذي مازال متعلقا بهذا الفيلم الجريء والمغاير بما كان
سائدا في تلك الحقبة من افلام سطحية رومانسية.
الجدير بالذكر ان دور فيجاي قد عرض على عدد من نجوم بوليود منهم راجيش كانا
ودارمندرا وديف أناند وراج كبور، والذين جميعهم رفضوا هذا الدور، ليبتسم الحظ
للقادم الجديد الى بوليود اميتاب باتشن.
في احدى اللقاءات تحدث اميتاب عن ذكرياته مع هذا الفيلم، حيث قال أنه سأل
سليم وجافيد عن سبب اختيارهما له لدور فيجاي، فقالا: أنهما احبالقطة مضغه للعلكة
في مشهد الأكشن في فيلم بومبي تو جوا، فكان سبب اختيارهما ليؤدي دور فيجاي!
أعيد إحياء فيلم زنجير بنفس الاسم عام 2013م على الرغم من اعتراض الكاتبين
سليم وجافيد بسبب الحقوق الفكرية، كان الفيلم من اخراج
ابورفا لاكيا، وبطولة كل من رام تشاران بدور فيجاي، وبراينكا تشوبرا بدور مالا،
وسنجاي دت بدور شيرخان.كما تم اصدار نسخة اخرى بالتيليجو باسم طوفان لنفس الفيلم، الا
ان الفيلم لم ينجح في شباك التذاكر رغم الميزانية الكبيرة التي رصدت له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق