روح البحث

الخميس، 20 سبتمبر 2012

الحلقة الاولى من المسلسل الاندلسي .... زمن الحب المورق.



في زمن الحب المورق ...وشذى اللهفة العبق ...وانين الاشواق مغدق ..
زمن كأزمان الاساطير الاندلسية ... في ليلة قمرية .. وقد ارخى الليل
ستاره المخملي المزدان بالنجوم البهية....
...يحكى ان  اميرة شرقية - تجافى سلطان الكرى عن مخدعها الوثير
فيممت صوب شرفتها  مناجية بهاء القمر ..
وعانقت ازهار شرفتها بحنو ...وهي تترنم اشعارا جاهلية حفظتها من مؤدبتها بعد إلحاح من سموها واصرار.....
فهمست لها المؤدبة بتوجس جم بعض أشعار المحبين .. فشعر الغزل فحش على لسان الحرات! ...
وبلسم على لسان الجواري والقيان ! حسب قوانين بلاط السلطان!
واخذ الطرب بمجامع لبها فتراقصت كفراشة شقية..تداعب نيران الوله والصبابة الابدية...
بحق الهوى لا تعذلوني وأقصروا...........عن اللوم,ان اللوم ليس بنافع
وكيف اطيق الصبر عمن احبه..............وقد اضرمت نار الهوى في اضالعي.
تبختر عبير صوتها عبر الشرفات.. وتراقص مع ستائرها الزهرية..
ولاطف الممرات المرمرية ,وتشاكس مع نوافير حديقة القصر الفضية ..
وتأرجح مداعبا أغصان السنديانة العجوز في وسط حديقة القصر ... 
هذا الصوت العذب شق صمت الليل بشجونه...وتسلل دهاليز القصر .. مؤنسا وحشة الحراس الساهرين.
ومدغدغا احلام النائمين ...وواصل مسيره حتى انتهى الى مخادع الجواري والقيان.
وما كاد ان يرتطم بأسماعهن ..حتى اشتعلت نيران المكائد ..
وما كادت تبزغ خيوط الفجر الذهبية ....الا وطلائع الوشاية المقيتة تطل برؤوسها الشمطاء المعتقة بعطر منشم* . 
الاميرة الشرقية تترنم عشقها لعبد من عبيد القصر ! صالت هذه الكلمات واوقدت حربا ضروسا في دهاليز القصر الاندلسي!
ظلمت الاميرة وحبسها شقيقها السلطان في مخدعها وحرم عليها شرفتها الاثيرة! ومنعت عنها دروس مؤدبتها..
نجحت مكيدة حريم السلطان ...وتشفت الجواري من الاميرة الابية
وجلدت مؤدبتها الخائنة في عيون البلاط مئة جلدة . وانفرط عقد الظلم ليطال
عبيد القصر الغافلين!
واكتمل القمر ... باحثا بحزن عن سميرته الندية ... وخاب رجاء القمر ..الشرفة ذابلة .. 
وتعج بجيوش الظلام ... ومجانيق الصمت الموحش تطلق قذائف الموت المرعب في المكان!

.......يتبع 

*عطر منشم : عطارة من مكة ..كانت العرب اذا ارادت الغزو تطيبت بعطر منشم ! فصارت مثالا للشؤم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق