روح البحث

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

ذات حوار ...


"تولد الأفكار الكبيرة من احتكاك الآراء ومن الحوار والنقاش".
مصطفى امين


دارحوار بيني وبين طفلة في العاشرة من العمر...عن المدرسة والمعلمات والافكار.. والله ما ظننت ان هذه الطفلة ستعلمني دروسا و ستفتح عيني على امور اغفلتها..الحقيقة ان هذا الموقف وهذا الحوار بين جيلين مختلفين جعلني ادرك حجم الهوة التي بيننا وبينهم.. اين نحن من حوار ابنائنا والاستماع لهم..ما ظننت حوارا عاديا كهذا مع هذه الطفلة سيقلب تفكيري ويبعثر ذهني ..كان حوارا قصيرا لذيذا يحمل الكثير والكثير من الارهاصات...وساتبع اسلوب الحوار دائما هذا ما عاهدت به نفسي.
قالت لي الطفلة بكلمات تقطر غضبا : ان معلمتي طلبت منا حفظ
20 آية من السورة ..ولكنني لن احفظ سوى عشرة!!
-        لماذا؟
هي بحماس: لقد اتفق جميع الطالبات على ذلك (مليون خط تحت اتفق) ...كيف تطلب منا حفظ 20 آية في يوم واحد..الن اذاكر موادي الاخرى الن اكتب واجباتي اليس من حقي ان اتسلى قليلا واتابع التلفاز ام اقضي يومي كله في الدراسة ؟؟
-ها!!   اجل من حقك!! (تعرف حقوقها)!! انا متى عرفت حقوقي؟؟ منذ ....!! ياللهول!!

اردفتُ ببلاهة: الن تغضب منكن؟
هي بلا مبالاة :فلتغضب تلك....الحمقاء!!
-كيف تتحدثين عن معلمتك هكذا !
لانها تناقض اقوالها ...هل تعرفين حديث البخيل !
-اجل!
هنا تعالت نبرة صوتها وازدادت حدة ملامحها: معلمتنا بنفسها علمتنا فضل الصلاة على النبي عليه السلام..
فكيف تكتب على السبورة (ص)؟؟؟ ها !! اخبريني اهذه صلاة تقول لنا لا تكونوا بخلاء وهي اشد الناس بخلا!!
انا مدهوشة ...لحظة صمت ..وبلع ريق.. وتجميع شتات الافكار!!
هي: اخبريني...لماذا سكتي ؟
-        اسمعي يا صغيرتي المعلمة تكتب الكثير على السبورة ...وهي اختصرت الصلاة على النبي الكريم بهذا الحرف لا عن تمرد او تقليل من شأن الصلاة عليه بل لتذكركن ان ال(ص) تعني صلوا على النبي الكريم!! لا تقيسي الموضوع بهذه القسوة وهذا الضيق!


الاجيال الجديدة القادمة فعلا تحتاج لمعلمين كفاءات ومفوهين وعلى قدر من الوعي والذكاء لكسب عقول الطلبة وقلوبهم..كان الله في عونهم.
واقول في نفسي هؤلاء البراعم يعرفون حقوقهم جيدا!! ليكن الله في عون الحكومات J

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق