روح البحث

الأحد، 14 أكتوبر 2012

وعكة قلمية!!


برضا تام اتوجه الى ذاكرتي المتخمة بالفراغ وبقايا مؤشرات لقراءات قديمة في طريقها الى معدة ارشيف النسيان المهتريء... اذهب الى اروقة عقلي بعد نجاحي في حيازة غنيمة فكرية جديدة متواءمة مع نفسيتي المتأرجحة على ابرة تقلبات طقس الاحزان!
وعلقت على مشجب افكاري حوادث جديدة لاعدادها لمشرحة القلم..كانت تعتبر فريدة  لي يوما ما...لكنها فقدت بريقها المتوحد! وهاهي الآن ابتسامة تقاسم المصير المشترك تعلو محياي... والسكون الانتمائي لمنظومة المدقعين بالهموم يستوطن ارضية قلبي الترابي ..فهذه الاحداث هي جزء من منظومة المواطنين في بلداننا العربية المأهولة بالاوجاع والحسرات وشتى انواع الانكسارات !
عندما كنت ذات تيه..اجول في مدونة عربية اصابني الذهول.. ياللهول..يتحدث عني وعن شعبي وعن موطني  وان اختلفت بعض التفاصيل ومسميات البؤساء و المدن والقرى مع توحد الخسارات!!
لله در الحكومات العربية وزعت علينا الفقر والبؤس بالتساوي! اين المتشدقون بالعدالة الاجتماعية! اوليست هذه العدالة الانسانية!
اخذت ارتشف جرعتي اليومية من الاحزان والهموم وانا اتنقل بين هذونات المدونين...فالقلب الذي بلا احزان يخرب كما قال الرجل الصالح مالك بن دينار.. الحمد لله اعمرت قلبي بوخزات الهم الشعبوي..
وكأنني اعاني انيميا رؤية البائسين!! اولايكفيني وقلبي المترع بالشجن..
الذي ينتفض ويجزع بمرور المهمومين بين اروقة احداثي اليومية..
لازلت اذكر ذلك الشاب الذي يلوك قصته المريرة كل يوم متأبطا رسائل الاستجداء ان ينقل الى موقع قريب من ولايته!
فهو يعمل في العاصمه بعيدا عن عروسه..وما ان يقترب الاسبوع من بلوغ نهايته اذا به مندفعا كالمجنون يقطع المسافات والقفار متخطيا شوارع الموت بأعجوبة ..ليحظى باجازة قصيرة في احضان قلبه!
نعم أليس من حق هذا المواطن ان ينعم بلقمة هنية من يد زوجه! بدلا من مطاعم ...ترعبنا هيئة حماية المستهلك باكتشافاتها المهولة وارقامها الفلكية..عن الاطعمة الفاسدة المأهولة بشتى انواع الفطريات والبكتيريا الفتاكة!!
اوليس من حقه ان ينعم ببعض الخصوصية مع انثاه الرقيقة..بدلا ان يزاحم اجسادا بشرية خشنة في تلك الشقة الباهضة تكاليفا والرخيصة في مرافقها وخدماتها ...حنفيات مزكومة تقطر واثاث يئن من ازدحام العابرين عليه !
اوليس من حقه ان يضع رأسه المثقل بالديون والهموم على صدر عروسه الحنون..لتمتص عنه لوهلة عشق ما يخالجه من وساوس الفقر!
صحيح ان الفقر و"المرمطة "حالة صحية لنكتشف نعمة  نقمتنا على الهوامير!
 هل اغنياء اوطاننا  الذين استاثروا بمقدرات الوطن وخزائنه..يشعرون بالغنى حتى عن الوطن المنهوب.. ام ان الفقراء الحقودين يؤلفون حكايا ألف ريال وريال عن اولئك الابرياء في نظر القانون الارضي!
اوليس معظم الفلاسفة الذين ما لبثوا ان تحولوا  سفسطائيين كانوا من الفقراء!
انها الحرب الضروس بين الراديكالية العقلية والبراغماتية الجسدية... والتي تمزق الكثيرين عند اول مفترق طريق بين المباديء والمصالح  !
ولولا البؤس ما عرفنا قيمة الفرح والبذخ! ولولا الحزن لما اهتز القلم.. من يقرأ منا عن الفرح وعن المتنعمين دون ان يصاب بسعلة من القهر تمزق رئته!
اكره جلد الذات.. لكن لعل لعنة اصابت قلمي...من جراء معركة قلمية بيني وبين قلم سامق اتهمته بسفور بالمازوشستية والسادية والسوداوية!!!
اسال الله ان اتعافى من هذه الوعكة عاجلا غير آجل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق