روح البحث

الأحد، 5 يوليو 2015

نجوم افتراضيون

وأنا أقرأ في هذا الموسم الرمضاني المقالات المتوالية في نقد الدراما العربية المتكررة كل موسم ضاربة بعرض الحائط واقع البؤس العربي الذي نعايشه..ولعلنا يمكننا اضافة سبب آخر لخفوت نجم الدراما وهو بزوغ هذا الوسط الافتراضي الذي انقذنا من براثن الاعلام الموجّه ومن تلك الشماعة لنشر الاسفاف والتسطيح "الجمهور عايز كده"!
ولا يمكن اغفال ان شريحة من المشاهدين آثروا الحفاظ على روحانية الشهر -حسب رأيهم- بتأجيل متابعة الدراما الى ما بعد رمضان.
أسباب كثيرة سمحت لبروز نجوم افتراضيين حققوا قاعدة جماهيرية.. لانهم بكل بساطة عرفوا ان يعكسوا الوسط القادمين منه واستغلال تطبيقات الانستا وكيك وسناب شات وغيرها.
لست اعرف الكثيرين من النجوم الافتراضيين ولكن لاحظت بعضهم من خلال اجهزة اطفالي اللوحية ومتابعاتهم لتلك السكتشات القصيرة الطريفة التي يبثونها على الانستغرام وغيرها من برامج التواصل الاجتماعي.
تابعت بعض هذه الحسابات والحقيقة رغم بساطة الاسكتشات الا انها تنقل جزءا من حياتنا التي نتشاركها.. ولا انكر انها تحمل رسالة مبطنة جميلة... منها اشاعة الفرح والبهجة بعيدا عن عالم الايدولوجيات القاتلة... حيث تظهر الانسانية بكل معنى الكلمة.
ورغم اني هجرت الدراما العربية منذ زمن ... فمازالت تعلق بذاكرتي أحداث مسلسل الزير سالم الذي تابعته تقريبا لخمس مرات.. واعلم انه لو تم عرضه في توقيت مناسب لي سأتابعه مجددا وقائمة بهية من الدراما تابعناها بشغف حينا من الدهر!
الجيل القادم سيفرض ذائقته على ما يبدو، ولن يتردد في هجر التلفاز طالما ان اجهزتهم اللوحية في ايديهم .
هؤلاء النجوم الشباب الذين يبتكرون لقطات تصويرية موجزة لمتابعيهم ليست الا بداية الى نقلة اخرى... ولا ندري ماذا سيبتكر مصمموا التطبيقات للاجهزة الذكية..من امكانات. لن اطيل ايها الاعزاء دعوني استعرض بعض الحسابات التي انتشرت فيديوهاتها حتى في الواتساب وغيرها من تطبيقات وشبكات التواصل للوصول لاكبر شريحة من المتابعين.

احمد شريف
هذا الانستغرامي البحريني الكوميدي الذي نشر مقاطعا طريفة عن قيادة الفتيات للسيارات و مقطع آخر تتصل لانها تاهت عن طريق البيت ووجدت في طريقها نخلة لم تثمر اشارة الى مكان تواجدها.. ثم تغلق الخط فرحة انها رأت بيتها! مواقف كثيرة يتناولها منها ما يحصل في البيوت، من الاسكتشات التي شدتني دعاء الام على ابنائها في لحظة الغضب... كان المشهد غارقا في الكوميديا الا انه حسب رأيي نجح ان يوصل رسالة مبطنة لسوء هذه العادة!




بن باز نجم اطفالي المميز
النجم الاماراتي الظريف.. الذي نشر مقاطعا مختلفة ومتنوعة منها الفارق بيننا والغرب في طريقة ايقاظ النائم.. او مشهد الام التي في يدها الحناء وتطلب من ابنها ان يعدل شيلتها ويحك انفها... لينتهي المقطع بوجهها المصبوغ بالحناء!

abaddiss
حساب عماني يتناول اسكتشات فكاهية متعددة ..فمنها مثلا شخصية بيبي زبيدة وخلافاتها مع دوربيبي وصديقاتها الاخريات.. من المقاطع الفكاهية مقطع باسم الاتكيت، يظهر اختلاف ردات فعل الامهات المتباينة على شقاوة الاطفال في حضور الضيوف، فكان الاسكتش عن ام متعلمة ترتدي شيلة على الموضة وهي تقول لطفلتها عيب ماما، ثم تظهرعبارة عندنا.. لتظهر الام بلحاف عادي وبعربية مكسرة (اشارة الى شريحة من الامهات البلوشيات) توبخ طفلتها وانها ستضربها!
وفي مقطع آخر يظهر مدى فداحة التلقين لدى الاطفال البلوش عند المطروما يتناول ف اهازيج التراث..
ومقطع آخر يظهر استغلال بيبي زبيدة لزبائنها فقالت لها احداهن باللغة البلوشية: اضحكي ايتها اللصة على الناس.. فترد عليها باللغة ذاتها دون ان تفهم الزبونة المتحدثة بالعربية ما يدور :اتركيني انصب عليها!
ومقطع الطلاب بعد الامتحانات يظهر اغنية واويلوه للفنانة الشعبية دلال بأداء كوميدي من هؤلاء الشباب.
هذا الحساب متعدد الاطروحات قد تروق لك بعضها وقد لا، الا ان لي رجاء ان يتم تخفيف  حدة الالفاظ الخارجة عن الذوق المتناولة في المقاطع.
هؤلاء النجوم مازالت رسائلهم بعيدة عن الايدولوجيات والواقع الشوفيني المزري  الا انني استشعرت نظافة هذا الأثير الافتراضي ببساطته وانسانيته وظرافته.. وسخريته لعادات اجتماعية نعايشها لعل التجربة تنضجهم يوما ما لينتقلوا الى مرحلة اخرى من القضايا المركزة على السلام. امنياتي لهم بالتوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق