روح البحث

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

The lunchbox الفيلم الدرامي الرومانسي

عرض في مهرجان كان السينمائي
يجعلك تبحث عن الاشياء الصغيرة التي تسبب في سعادتك
مراسلات من خلال علبة غداء



المعدة اسهل طريق الى قلب الرجل، هكذا كانت ايلا "نيمرت كور" تتفنن في صنع وجبة غداء زوجها عملا بنصيحة جارتها التي تسكن في الشقة التي تعلو شقتها، والتي تناديها بالعمة، حيث كانت حياتها الزوجية تتسم بالبرود والرتابة، فكانت تبحث عن وسيلة ما لاعادة رونق علاقتها بزوجها. فكانت علبة الغداء هي الامل في اعادة دفء الحب الى بيتها. ويتسم نظام توصيل علب الغداء بالتعقيد نوعا ما في مدينة مومباي، اذ يأتي حامل علب الغداء يوميا في موعده ليأخذ علبة الطعام المرقمة، في رحلة بالقطار الى وجهة عمل زوج ايلا، وبقية الزبائن. 
تستقر علبة الطعام على طاولة ساجان فرنانديز" عرفان خان" محاسب على وشك التقاعد في مؤسسة حكومية، والذي كان منهمكا في التعرف الى شيخ "نواز الدين صديقي" الشاب الذي سيتلقى التدريب على يديه ليحل محله بعد التقاعد. يتحمس شيخ للشروع في التدريب، في حين يطلب منه ساجان تأجيل ذلك الى بعد الغداء، وفي الكافيتريا، يستشعر ساجان ان ثمة تغير طرأ على طعامه، الا انه يلتهم وجبته بشهية عظيمة.
تعود علبة الغداء فارغة مثيرة دهشة ايلا، لتزف الخبر الى العمة التي تبدي سرورها حيال وصفة الطعام التي نجحت في اثارة شهية الزوج. يتهرب ساجان من تدريب شيخ ويغادر مقر عمله.
 تتأهب ايلا بحماس وتتزين لاستقبال زوجها، الا انه سرعانما تتلاشى سعادتها، وذلك عندما يعود زوجها كعادته دون اي تغيير على تصرفاته، متجاهلا اياها كعادته، فتسأله عن علبة الغداء، فتكتشف ان علبة الغداء لم تصل اليه وانه تناول طعام شخص آخر!
يتوجه ساجان الى الكافتيريا المسؤولة عن اعداد علبة غدائه، ويخبرهم انه سيتقاعد في الشهر المقبل وبهذا ينهي تعاقده معهم، ثم يثني على الطعام الذي اعده هذا اليوم، فيتساءل العاملون في الكافتيريا بعد مغادرته ماذا حصل للسيد فرنانديز فالطعام لم يتغير!
تبعث السيدة ايلا علبة الطعام في اليوم التالي حسب ما ارشدتها العمة،  محتويا على طعام زوجها المفضل، مشفوعا برسالة توضح الخطأ الحاصل في توصيل علب الطعام. وفي المساء تعود علبة الطعام فارغة، تحوي رسالة رد غير لطيفة من ساجن فرنانديز، يستفز ذلك العمة، فتصر على ايلا ان تبعث له طعاما محشوا بالفلفل ردا على قلة ذوقه!
ومن هنا تبدأ سلسلة المراسلات بين ربة البيت المحبطة ايلا، وساجان فرنانديزالمحاسب الأرمل الذي تصله علبة الغداء بانتظام في خطأ من موصل علب الطعام. ومن ناحية اخرى يحاول شيخ جهده ان يحصل على التدريب من ساجان الذي يحاول ان يتحاشاه، ولكنه ينجح اخيرا ان يصنع علاقة انسانية جميلة معه.
وتبدأ علاقة لطيفة بين ساجان وايلا يتناقلان ما يشعران به من هموم وما يتعرضان لهما من مواقف حياتية، حتى يأتي ذلك اليوم الذي تتيقن فيه ايلا ان زوجها يخونها، فتتوطد العلاقة بينهما، فتقرر ايلا ان تترك زوجها الخائن وان تلتفت الى حياتها مع ساجان، فترغب في لقائه ، وعندما تذهب الى الموعد، لا يحضر ساجان مسببا خيبة امل لها، الا انه يوضح لها عن طريق رسالة، انه رآها شابة يافعة لا تتناسب مع كهل مثله، وهكذا تتطور العلاقة بينهما ويخططان بالابتعاد والعيش سوية بعيدا عن مومباي الا ان النهاية تأتي صادمة!
 The lunchboxاو علبة الغداء، فيلم درامي رومانسي مشترك بين استوديوهات في الهند وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، وصدر في عام 2013م، ومن انتاج  كل من أرون رنغشاري، وانوراغ كاشياب وغونيت مونغا. وكتابة واخراج المبدع ريتيش باترا، والذي يعد باكورة اعماله في الاخراج. ومن بطولة الفنان العالمي عرفان خان، ونمرت كور ونواز الدين صديقي. عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي، ونال الاشادة، كما شارك في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. بالاضافة الى انه تم ترشيحه في جائزة الاكاديمية البريطانية للافلام. وفاز بالعديد من الجوائز المحلية والعالمية، كما انه حقق نجاحا باهرا في شباك التذاكر متخطيا ارقام بعض الافلام التجارية، ويعتبر ذلك مؤشرا جيدا لهذه النوعية من الافلام التي لا تجد لها سوقا لمنافسة الافلام التجارية في الهند.
أشاد النقاد والمشاهدون بالفيلم، وبطريقة تسويقه المميزه والذي عاد بالايجاب عليه من خلال شباك التذاكر، عرف المخرج بافلامه القصيرة وصنع لنفسه بصمة رائعة بهذا الفيلم المميز، فتصوير مشاهد احياء مومباي، وحياة الطبقة الوسطى ، والقطارات وسيرورة عمل حامل علب الطعام، كلها اضفت على الفيلم طابعا هنديا مميزا. كما يخلو الفيلم من الاغاني مخالفا بذلك الافلام البوليودية، وانما استخدم مقاطع لاغاني معروفة تظهر في بعض المقاطع كراجا هندوستاني وساجان. اداء عرفان خان كان مميزا، وتقمص دور الارمل الانطوائي الجاف ببراعة من خلال اتزان صوته وتعابير وجهه الجامدة، ونواز الدين صديقي استطاع بهذا الدور الصغير ان يضع بصمته الابداعية على الفيلم وعلى نفسيات المشاهدين. احب عرفان الالتفات الى التفاصيل الصغيرة التي تمر بحياة الانسان والتي تركت انطباعا جيدا على المشاهدين. وعلى الرغم من كون هذا الفيلم  الاول بالنسبة للفنانة نيمرت كور الا ان اداءها اذهل الجميع. كما شاركت الفنانة الكوميدية بهارتي اتشريكار بصوتها بدور العمة الجارة بشكل ملفت وجميل. تحدثت نيمرت في احدى اللقاءات انها بمجرد قراءة النص وافقت على الفيلم فورا قبل ان تعرف من هو الممثل الذي سيشاركها البطولة. كما تحدث صديقي عن دوره انه شعر بالاعجاب الشديد بالشخصية فوافق على الفور ولم يشعر ان الدور صغير. في المجمل، فيلم جميل ودافيء يجعلك تبحث عن الاشياء الصغيرة التي تسبب لك السعادة.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق