موعكة هذه المساءات الحالكة بالوحدة..
تهطل بقساوة الصقيع..
خادشة جدران الذاكرة... فتسيل ذكريات
هائجة على كفن بارد ابيض, منمق بخطوط منتظمة .
فتتعثر الافكار وتتناثر المشاعر وتتشابك الاحرف فتتوارى الاسطر خلف جبال
الحبر..
هنالك تتفجر فوضى عارمة يعلو صهوته ضجيج قلم ..يلهث خلف طوفان من الحروف
المتنافرة...كي لا تقع خارج محيط ذلك الورق الابيض!
قاسية هذه اللحظات التي تحمل رائحة غيابك..لتتشربها مساماتي بنهم..فتنتشي
شراييني بها وجعا!
تتعملق الحروف وتمتزج بقطرات الدموع.. الكلمات تتلاحم والهامش يتضاءل.
أأسطرك حنينا مستكينا..ام هجائا لاذعا.. أؤلفك نوتة نزارية.. ام منصة
شكسبيرية.. ام اهزوجة عذرية مستغانمية!!
لن اهتم بالشكليات.. والذوقيات..تماما كما ادرت ظهرك لي بصمت وقد أسلمتني
لوحش الكآبة.. سألملم اشلائي المبعثرة.. في اطار تلك الورقة.. لن اعيد ترتيبها. لتكن
كما هي فوضوية وغير متناسقة وطازجة بالألم .. كذاكرتي المأفونة* بك!
حينئذ تبدأ مراسيم الجنازة.. سأمزجها بالمسك والكافور..وامج* عبراتي.. ثم اكبر
عليها اربعا!
وهكذا علني اذا احتملت تلك الجنازة
وواريتها مدافن القلوب المستوحشة. اكون قد اقبرت صندوقا ثقيلا بالاحزان!
ولكن اذا سألني المشيعون عن الرفات؟؟ أأقول انت..ام انه كان انا؟؟؟
----------------
*المأفونة: المتوترة
مج: لفظه والقاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق