روح البحث

الأربعاء، 3 أبريل 2013

ابواب سرمدية!


ارهقني هدير افكاري.. ما انفك من قطع خيوط احلامي مراودا اياي عن وسادتي! اذن ساحتضن ليلة ساهدة اخرى ! وانا التي ما فتئتُ ان انتهي من زوبعة حزنى حتى تجتاحني اخرى!
****
استلت ذاكرتي .. وجه زميلتي وانيسة روحي.. وخلجات مرتعشة تداهم وجهها الصافي... وهي تهمس لي و وميض خفي يتسلل عبر عينيها اللتين تمارسان حزنا دفينا وتخبئان غديرا من الدمع: اذن ستذهبين..وتتركينا..
سنستوحش مكانك الخالي!
امسكتُ بزمام مشاعري كي لا ينفلت مني.. لا احب الانهيار..واكره ذرف الدموع امام مرأى الاخرين وان كانوا اولي قربى من قلبي!
فهمست لها وصوتي يتداعى امام هياج اشجاني: اجل لقد عقدت العزم.
****
تململت في فراشي وكأني اتقلب على حقل من اشجار الصبار..تنغمس اشواكها في دمائي الفائرة!
نعم علمتني الحياة الكثير.. واحتمل قلبي آلاف الوخزات وتجرع صنوف المرارت.. صقلتني الحياة صديقتي لا تبتئسي..فاني موقنة بابواب السماء السرمدية العطاء.. والتي تسع هذا الملكوت الضائق بصدور البشر!
منذ اول لقاء بيني وبينها وانا احاول ان اطوي تلك القناعة المترسخة من قراءاتي..الانثى عندما تتسيد انثى..تحب ان تمارس سطوتها النرجسية.
ولم تخيب رجائي تلك المسؤولة منذ اول وهلة مارست سلطتها علي!
عندما بحتكِ بما اعتلج في نفسي من ظنون نحوها..سخرتِ ونعتني بالحساسة والمبالِغة. 
وابتلعتُ هواجسي وامهلتُ تلك المسؤولة ان تبددها.. وكم كان انبهاري شديدا بها.. فهي متفانية في العمل منغمسة في العطاء وعلى قدر جيد من الثقافة. 
وصممت ان احذو حذوها .. وكم ناقشتها بقلب مفتوح على مصراعيه..في امور العمل والبيروقراطية السمجة والعقول المتحجرة ..وكم تناقشنا في مجريات تطوير العمل والعطاء للوطن. ولكن على الرغم من عقلها الراجح ..الا ان عاطفتها تملكتها..واضح جدا انها لم تستلطفني.. رغم الكاريزما التي املكها.. والتي قد تكون سبب نقمتها علي..وربما لاني ابية ترفض الخنوع وان يمارس علي التنمر. 
الشحنات المتشابهة تتنافر.. هل خشيت على كرسيها الذي لا يهمني مني؟
اسئلة كثيرة تحوم حول سريري... آه يالها من ليلة كئيبة.. تذكرت الشافعي .. عندما فرح بصدق فراسته في رجل استضافه ببذخ ثم عندما انتهت اقامته ..طلب المال بجفاء !
نعم هذا عزائي لقد صدقت فراستي .. ولكن كلماتها القاسية في حقي ..تطوق مسامعي وتقريرها الذي رفعته عن ادائي المتواضع حسب رأيها ..ورغم ثقتي العالية بذاتي.. الا ان الحزن استوطن حيزا من ذاكرتي! 
مرة اخرى استحضر الشافعي ..
وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ 
فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ
ليت شعري مذمتي جاءت من امرأة راشدة تتحلى بقدر من الوعي!
خرجت من عندها واهنة الذهن..ذاهلة الخطى!
توجهت الى مكتب المدير العام وطلبت منه ان انتقل الى دائرة اخرى..
وهنا انصفني القدر بابوابه المشرعة منذ الازل.. اشاد المدير العام بي ضاربا عرض الحائط ذلك التقرير العاطفي الحقود.. فرفعت رأسي بشموخ وتعززت عزيمتي..واقترح لي دائرة ملائمة.
على عجل لملمت اشيائي من مكتبي .. زهريتي واقلامي واوراقي ومناديلي المعطرة.. وفاجأني وجه صديقتي الحاني!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق