روح البحث

الأربعاء، 23 أبريل 2014

التدوين.



الكتابة هي آليّة لجعل الحياة أكثر عقلانية.
 آني لاموت


لم يخيل إلي أن فكرة التدوين ستكون منعطفا استراتيجيا في مساري مع القلم، ومازلت أشعر بالامتننان لذلك المدون الرائع الذي أقسم علي لإنشاء مدونة*!
أخذ التردد بتلابيب هواجسي حينا من الدهر، تقريبا مدة عام، حتى استجمعت شجاعتي وافتتحت تلك الصفحة. وكم تأخرت عن هذه البوابة التي قادتني الى عوالم الحروف والأساطير.
بدأ خط الكتابة عندي يتشكل بعفوية وبلا تخطيط، فقط بالممارسة ومتابعة المدونات الاخرى، ولم أتخيل تلك الأعداد التي ستنتظم بكل وفاء لزيارة تدويناتي، مما جعلني استشعر بالمسؤولية والوفاء لهم.
هنالك خيط رقيق دقيق نسج من حرير الوصال الصامت بين المدون وقرائه. لكن لغة الأرقام تضفي على التدوين قشعريرة لذيذة، نعم طعم الانجاز، وشطة النجاح الشهية. اقتناص عيون وقراء في هذا الزخم وهذه الزحمة والعروض التنافسية العديدة، انجاز يشعرك بفرحة الصياد بغنيمته الوافرة.
نعم، التدوين تعويذة سحرية تمنحك الشجاعة وتعزز شخصيتك وتلقح أفكارك بمرونة تامة بكل جديد ومفيد.
والآن وأنا أرى مدونين جدد ينضمون إلى عالم التدوين، أقلام شابة تكتب عن المجتمع المدني والأدب والثقافات وتبادل بعض الخبرات الحياتية والتجارب الانسانية، استشعر مدى البهجة التي تخلقها الكتابة لهؤلاء المدونين.
التدوين مخاتلة جيدة  لرهبة الكتابة، وتدريب مقنن وشحذ للقلم وتنمية للغة وتطوير للأفكار. بالاضافة الى أن كلمة مدون أخف وقعا على النفس من كلمة كاتب التي تحمل مسؤولية كبيرة وعبء عظيم.
كمدون تستطيع أن تكتب ما تشاء، كتسجيل خبراتك اليومية ولا تلزم نفسك خطا معينا، بل اعزف على كل الدوزنات حتى تجد موسيقاك الخاصة وبصمتك الكتابية.
وفي يوم ما ستجد أن هناك مادة تجمعت في مدونتك تستحق النشر في اصدار. وستكون نقلة اخرى في سلم النجاح والتطور.
عالم التدوين عالم جميل منه تستطيع متابعة الاحصائيات والتدوينات التي حضيت بأكثر المشاهدات وهكذا تتعرف على ذائقة قرائك وأوطانهم.
من المدونات الجديدة المدهشة حكاية نفر بمقالاته التي تنضج وتتبلور بطريقة رائعة، و مدونة نافذة بلازجاج ومدونة الهوى صوري  ومدونة هدى سيف وغيرها لا يمكنني حصرها واتمنى لهم رحلة تدوين شيقة. 
****

   *المدون الرائع: صالح الفارسي  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق