عندما كان يعود والدي الى المنزل كان يطلب
من احدنا حمل (الكمة) طاقيته وقد دس فيه مفاتيح السيارة الى غرفته.. كان أبي منظما
وحازما بما انه قد عاش حياة عسكرية حافلة بالصرامة والانضباط.. وفي ذلك اليوم كان
الحظ قد ادار النرد ليقع الاختيار علي لأخذ كمة الوالد الى غرفته وتحديدا الى الملحق الصغير
بغرفته حيث تستقر طاولة رمادية كبيرة عليها ملفات واقلام وكتب ومجلات بطريقة
منظمة.. المهم وضعت كمة الوالد عليها لالتفت الى مجلة موضوعة على زاوية الطاولة
يبدو أنه عدد جديد هكذا هتفت في نفسي.. بدأت تقليب صفحات المجلة.. وغرقت فيها..
حتى وجدتني اقلب اخر صفحة فيها وعندما هممت بالخروج من غرفته استوقفتني الساعة غير
مصدقة! لقد مضت علي ساعة كاملة!! وتكرر هذا الموقف مرارا كلما دلفت غرفة الوالد
لاحضار حاجة من على طاولته فأغرق مع تفاصيل عدد جديد من المجلة حتى حفظت اسماء
كتاب المقالات..وبدأت تتشكل في ذهني قراءة الاحداث السياسية.. وكنت احيانا اتعرض
للتوبيخ لاني اجعل الوالد ينتظر ساعة لاحضر له شيئا طلبه فأبحر مع عدد جديد! وهكذا
بدأت علاقتي بالقراءة السياسية بمجلة (المجلة) التي لها تاريخ يعانق فترة مراهقتي
اليوم صدفة وجدت موقعهم على الويب سايت فانتفض في قلبي عصفور الحنين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق