تلك الأحاسيس الامبراطورية التي يشعر بها
الكاتب... عندما يرى انعكاس سطوره تطفو على صفحة عيون قرائه... حسنا قارئة واحدة
منحتني هذا الصولجان.. والمدهش أن مانحتي هذا الشروق هي أنثى.. حسنا حواء كانت وما
زالت مدهشة... تدهش حتى حواء نفسها!
وأنا التي أكلت الظنون قلبي من حواء
وأفاعيلها!
حسنا حسنا لنترك انطباعي السلبي جانبا ولنركز
على هذه الحالة الفريدة من علاقتي بحواء مدهشة!
صديقة واتسابية تحب القراءة... تمنحني عناوين
قرأُتها مختصرة علي عوامل الصدفة والدعاية لكتب قد تطوفني في زحام هذه الحياة..
فأبادلها ما قرأت واستحسنت من نصوص.. نتبادل وجهات نظرنا حول ما قرأنا لتعود كل
واحدة منا الى عالمها حتى يجمعنا كتاب آخر...
علاقتنا لم تتجاوز عالم الواتساب والحروف.. إلا
أنها تسللت الى قلبي حينما قررت أن تمنحني وقتها القرائي لتقرأ لي أنا !
كنت أختلس النظر الى اسمها الذي يظهر أنه متصل بالشبكة العنكبوتية... وأترقب
كعاشقة تنتظر من معشوقها حرفا أو حتى رمزا!
مرت علي الدقائق ثقيلة..
أشغلت نفسي بأطفالي.. إلا أنها بعثت لي مطمئنة وكأنها مدركة لحالة الترقب التي أعيشها..
فأوضحت لي أنها قد وصلت الى منتصف الرواية وهي تعتذر أنها اضطرت للخروج... ثم بعثت
ذلك الرمز الراكض دليلا على لهفتها الى اتمام الرواية.. وكتبت: متشوقة للأحداث
القادمة...
يالله... تنفست
الصعداء... إنها إذن مرتبطة بالسطور وهذا لعمري يمنحني على مفرق هامتي الفوضوية
بأفكارها تاجا مرصعا بأغلى الجواهر... شعرت لوهلة أنني ملكة.. تملكت قلب قارئة..
يالله ما ألذ هذا الاحساس!
شغلت نفسي مجددا
مع الأطفال لم استطع القراءة... دلفت الى مدونتي كي أشاركها الفصل الذي تقرأه... فلم
أتمكن من ذلك... هالة من الضباب غلفت المدونة... خرجت... ذهبت وجلست بجانب حماتي
التي كانت تتابع حريم السلطان بشغف... نظرت الى هيام... همست لها أنا ايضا يا هيام
سلطانة!!! لم أتابع الاحداث عدت أدراجي لأنهي أعمالي الروتينية... عباءتي القاتمة
التي تتوتر علاقتي بها وأنا بهكذا مزاج.. الشيلة.. البلوزة.. الجينز.. ملابس
أبنائي للمدرسة... مصروفهم.. حقائبهم... هممم يبدو أنني انتهيت بسرعة.
ارتدى الاطفال
بجامات النوم ونظفوا أسنانهم... غطيتهم وأنا اذكرهم بآية الكرسي..لتحرس الملائكة أسرتهم
وتمنحهم بركات السماء.. وما احوجني أيضا لهذه الحراسة لأعصابي التي تكاد تتفلت مني
كحصان عربي تم استفزازه.. أسترق النظر الى الواتساب وسي سيد يسترق النظر الى لهفتي!
لم تكتب شيئا.. حسنا.. تجمدت.. هناك عباءة مارقة
أرغب برتق جيبها المتمرد لأحكم عليها وعلي الظلام.. لم استطع تقاعست.. مرت استفهامات
سي سيد كصوت سيارة عابرة في الشارع الذي يقبع خلفه بيتنا!!
حتى
بعثت لي رمز عينان فضوليتان... قفز قلبي... ولأول مرة يقفز قلبي لحضور امرأة
هههههه إحساس غريب وشهي فعلا!
اعتذرت عن تأخر الوقت.. حثثتها على المواصلة
وألا تأبه لهذا الزمن الذي لعب بأعصابي كثيرا..
وهنا بدأت أجمل
سيمفونية وانا العاشقة للموسيقى المتعبدة للألحان.. سطرت لي أحاسيسها وناقشتني في
الافكار الواردة في روايتي حطام.. يالها من قارئة عذبة كالماء الدافئ الذي يتدفق
من عين الكسفة.. كانت تتحدث عن أحداث الرواية وعندما بدأت بالاسترسال حولت حوارها
عن البطلة إلي.. كانت تحدثني عني قائلة عندما بكيتي كانت دموعك تسح على وجنتي!
تحولت حواسي الى كائن سمعي .. لم أجادل بل
جعلت حوارها الصادق ينساب الي بعفوية واستمرت في حديثها عني وعن بطل الرواية...
احساس غريب يتسلل الي..
شجعتني على ممارسة الكتابة... ووعدتني أن
تقرأ مدونتي!
فاشتد طمعي... طالبة
منها تزويدي بانطباعها عما تقرأ في المدونة... ويبدو انني سأعيش حالة الترقب هذه أمدا
جديدا مع هذه القارئة اللطيفة التي باغتت أبواب قلبي.