روح البحث

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

يونس حيم

"حين خبرتُ الحياة، ووعيتُ الحقيقة، اكتشفت أن ضريبة الثراء باهظة الثمن؛ فاتخذتُ لنفسـي موقفاً في الحياة، على مسافة بعيدة من محيطي الأسري والاجتماعي، فلا دَينٌ يُطَوِّق رقبتي، ولا خطيئة تؤرق مضجعي، فلا أنامُ ملء جفنيّ
يونس حيم



اكتب هنا بسجية تامة.. هدفي من هذه التدوينة هو تسجيل حضور.. وتسجيل شكر.. بعيدا عن السفسطة والفلسفة اذا نجح كتاب في سلبك من نفسك فهو رائع قطعا.. كنت في مزاج غائم وكئيب لوعكة اصابتني وأقلقتني وعكرت من صفوي.. ولم اتخيل ان يساهم كتاب في بلسمة مشاعري فشكرا للأقدار!
تفقدت مكتبتي الصغيرة كعادتي عند اقتراب موعد معرض الكتاب..لأشهد على نفسي.. تفقدت كتب المعرض السابق.. فوجدت الكثير منها مازال على حاله .. ينتظر على الرف دوره للقراءة! من بين الكتب لفت انتباهي رواية يونس حيم.. وماهي الا دقائق وأنا أبحر في لجة أحداثه حيث سرقني أسلوبه الشيق من نفسي.. والزمن!
ما شدني هو الأسلوب السردي المتسارع وكأنك تتابع فيلما قصيرا.. والاحداث المتلاحقة واللغة السردية الشهية التي تمنيت ان يستفيض فيها الكاتب لنتلمظ حروفه الدافئة خاصة في هذه الاجواء الشتوية التي نعيشها.
لعل أجواء الشتاء ساهمت في استرخاء مزاجي وتشبثي بشخوص هذه الرواية الجميلة.. ما أثار اعجابي اني اقرأ عن شخوص استثنائيين لا نلتقيهم كثيرا في واقعنا شخوص مميزون يناسبون ذائقتي. أحببت يونس حيم هذا الشاب الثري المتمرد وفلسفته المدهشة ووعيه الاخاذ وعدم انجرافه مع تيار بيئته البرجوازية، كما اعجبت بتيجان وحكاية جدتها العجائبية التي كما قرأت للكاتب في احدى الصحف انها قصة حقيقية وقعت في اربعينيات القرن المنصرم ..رغم قصر مشهد ظهورها وما تحمله في قلبها من قيم، وأخيرا وليس آخرا تونس هذه الانثى المكابرة الرائعة التي تحمل في قلبها مشاعر أخاذة لبطل الرواية لكنها لم تتنازل عن كرامة أنوثتها وغرور غنجها.
الرواية بشكل عام ممتعة لولا انه كانت لدي اشكالية في تخيل بعض الاحداث في بيئتنا فبعض الكلمات لم اشعر أنها تصف بيئتنا شعرت لبعض الوقت اني تائهة في المكان!
وهذا لا يعني عزيزي القارئ ان ما يثير اعجابي مناسب لذائقتك.. ولكن اسجل هنا شكري كقارئة ان منحتني هذه الرواية وقتا جميلا رومانسيا.
   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق