روح البحث

الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

محطات من حياة الكنغ شاروخان


سنستعرض هذه المرة محطات من حياة أيقونة بوليودية ملهمة، والتي تم تصنيفها ضمن اكثر 50 شخصية مؤثرة في العالم حسب مجلة نيوزويك ، كما صنفته مجلة تايم الامريكية ضمن أكثر الشخصيات نفوذا في العالم، إنه الممثل والمغني ومقدم البرامج والمنتج ورجل الاعمال، بادشا بوليود وثاني أغنى فنان في العالم، الكنغ شاروخان.

شخصية جذابة ومثقفة وذو نظرة فلسفية، كسب القلوب بدماثته وتواضعه، ويتمتع بحس دعابة وجواب حاضر وبأسلوب اتصال مذهل مع الجماهير. شخصيا أحب متابعة لقاءاته المتلفزة تماما كحرصي على مشاهدة أفلامه.
لا يقلق شاروخان من حضوره الطاغي في الصحف والفعاليات الاجتماعية والرياضية والتلفاز والاعلانات التجارية على حساب نجوميته السينمائية، ففي الهند بلاد المسالا والألوان والأغاني والافلام والمعابد تختلف الموازين. 
ولهذا لا عجب ان يخصص الفنان البوليودي انوبام خير اولى حلقتي برنامجه الحواري الاول The Anupam Kher Show ، للكنغ شاروخان، لتحقيق مشاهدات عالية ونجاح جماهيري.
يفتح شاروخ قلبه وملف ذكرياته في هذا البرنامج متحدثا عن بعض المنعطفات المهمة في حياته الشخصية والمهنية، ويداعب مقدم البرنامج متسائلا: انا الفنان الوحيد الذي لم تمثل معه دورا شريرا، لماذا؟ يجيب انوبام بكل حب: لأن دواعي الشر في نفسي لا تستيقظ بحضورك!


أرادت جدته تسميته عبدالرحمن، لكن والده فضل اسم شاروخ والذي يعني "وجه الملك". كان شاروخ مولعا بالرياضة ويتمنى الانضمام الى الجيش، الا انه تراجع عن قراره تحت الحاح والدته، وتردده أن يتم قص شعره!
تميزت علاقته بوالده بالود والصفاء، حيث كان دائما ما ينصح ابنه باتباع قلبه وممارسة لعبة الهوكي التي كان مولعا به،  كان شاعرا ومثقفا وذو حس فكاهي ورثه منه على حسب تعبير شاروخ. يصف خان والده انه لم ينجح في عدة مجالات مهنية، الا انه كان سعيد الحال ومرتاح البال، حيث كان والده محاميا لكنه لم يمارس المحاماة، وكان مناضلا للاستقلال، حاول الانخراط في الاحزاب السياسة  ثم ترك المجال لعدم فوزه في الانتخابات، مارس التجارة ولم ينجح ففتح كشكا للشاي في مدرسة الدراما المحلية، وهنالك سنحت الفرصة للطفل شاروخ ان يلتقي بكبار فناني الهند كراج ببر وغيره، وبدأت علاقته الأولى تنشأ بعالم الفن، وهو يرى هؤلاء النجوم وهم يمارسون التدريبات ويكررون حوارات المسرحيات التي سيقدمونها، ومازالت بعض تلك الحوارات عالقة في ذهن شاروخان حتى الآن.
المشهد الأخير من حياة والد شاروخان، كان مؤثرا ومحفورا في ذاكرته، كان عمر شاروخ حينها 15عاما فقط، وقد كان يعاني والده من سرطان الحنجرة ولم يتمكن من تناول الطعام لمدة 8 اشهر متتالية، حتى اعلن الاطباء لهم شفاء والده، فعاد الى المنزل جذلا، واشتهى آيس كريم بالفانيليا وسط بهجة العائلة، ثم توفي في اليوم التالي تاركا صدمة عميقة في قلوب احبائه.
كافحت والدته كثيرا ليتم ابناءها تعليمهم حتى اضطرت للاستقراض، ولم يقدّر أن تعيش حتى ترى نجومية ابنها!
وصف شاروخ اللحظات الاخيرة لحياة والدته في مستشفى بترا بدلهي، أنه كان يقضي جل وقته في الدعاء والصلاة أملا في شفاء والدته، وظن انه بهذا سيؤخر أجلها، وعندما حانت اللحظات الأخيرة استفز والدته في مشهد درامي حزين، انه لن يعتني باخته ولن يهتم بدراسته، ظنا منه أن قلق أمه سيمنع رحيلها! ثم يعقب شاروخ لعل والدتي كانت تعلم في اعماقها انني أهل للمسؤولية وانني سأنجح في حياتي!
من الأمور الطريفة عن الملك أنه محب للتأنق حتى في نومه، ليلتقي بأحلامه وهو في هندام جيد، لهذا لا يرتدي البجامات!
يعترف خان انه شخصية خجولة للغاية ولم يجرؤ في التحدث الى الفتيات حتى بلغ 18 ، وكانت اول فتاة فاتحها الحديث هي حب حياته وزوجته وام اطفاله جوري خان.
بدأ مشواره الفني في نهايات الثمانينات مع المسلسل التلفزيوني فوجي الذي لقي نجاحا جيدا، ثم توالت عليه الاعمال التلفزيونية حتى حظي عام 1992م بالعمل في الفيلم السينمائي Deewana الذي لقي نجاحا تجاريا باهرا ونال اداءه الاستحسان وتوالت الأعمال الفنية على الكنغ.
يقول شاروخ عن تلك الفترة أنه وبعد وفاة والدته قدم الى مومباي ووقع على عروض كثيرة، معتقدا في نفسه انه سيعود ادراجه الى دلهي بعد عام ولكنه لم يعد الى الآن، اذ كان يظن انه لايملك الوسامة ولا الموهبة التي تؤهله ليكون نجما! 
يتطرق الملك الى بدايات تجربته مع مدينة مومباي، حيث انه لم يكن يملك نقودا للعودة الى دلهي واضطر ان ينام في الشارع، فاعتلى سطح احد الفنادق وصرخ بغضب: يوما ما سأمتلك هذه المدينة!
لدى شاروخ كتاب يدون فيه خواطره الحزينة والسعيدة وتجاربه الذاتية منذ ثلاثين عام، آخذا بنصيحة المخرج والمنتج مهيش بهات. بالاضافة الى كتاب صغير آخر يكتب فيه لابنته سوهانا التي تريد ان تصبح ممثلة عن فنون التمثيل من واقع خبرته.
يوضح شاروخ طقوسه الروحية، انه كثير الدعاء والتسبيح، ومحافظ على صلواته، وغالبا ما يكون دعاؤه للآخرين... فمعظم ادعيته تحققت على حسب قوله.

علاقة شاروخ بأبنائه لها اولوية عظيمة في حياته، فهو يجالسهم ويقرأ لهم القصائد كأبيه، ويحكي لهم القصص، ويساعدهم في استذكار دروسهم، ويكرر ذات النصائح الذهبية مع ابنائه التي نفحه اياه والده الراحل.


الجدير بالذكر ان جمهور الملك في انتظار صدور فيلمه Dilwaale في ديسمبر القادم مع الفنانة الفاتنة كاجول وفارون داوان وكريتي سانون ومن اخراج روهيت شتي.

*نشر هذا المقال في جريدة الزمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق