روح البحث
الاثنين، 24 ديسمبر 2012
الجمعة، 21 ديسمبر 2012
الــــــى أيـــــــن يــــــــا وطـــــــــن؟؟؟
كثيرا
ما يستشهد بهذا الموقف النبوي الكريم عندما اجبر سعد الابل على الشرب قبل المسير
في رحلة طويلة " ما هكذا تورد الابل ياسعد"! حرص سعد لم يشفع له من
انتقاد النبي عليه الصلاة والسلام ..قسر بهائم على الشرب خوفا عليها من الهلاك
وطول الطريق نال الانتقاد..اذن كيف سيكون التعامل مع البشر ؟؟
,,,,,,,
اية خيبة امل نعيشها..
وماذا يراد لنا؟؟
وماذا يحاك لنا في الغياهب؟؟
تعيش الشعوب العربية حالة من الفوضى..تصل الى الهذيان..
وبالرغم من النماذج التي رأيناها وعاصرناها عيانا..الا ان العقول الامنية لدينا لا تنأى بنفسها من السير الا على نفس
منوال من سبقوها ف دول الجوار بسياسة إحكام
"القبضة الحديدية"!
من المعلوم ان الضغط يولد الانفجار..وما نشهده الان في ام الدنيا من
انقاسمات خطيرة وصدامات متأججة..وديموقراطية متعثرة.. وما يحدث في ليبيا القبلية
والاسلحة المرفوعة واليمن الحزين .. وما شهده الرئيس المرزوقي من رشق بالحجارة
والاحذية!! اما المشهد السوري الدامي فغني عن التعريف والسودان اكبر بلد عربي ذات
يوم دراسي.. انشطر!!
كيف نعجب من هذه البلبلة لشعوب
قمعت وهمشت من الحياة السياسية و منعت حرية التعبير دهورا وأًلبست رداء خرس الخوف قسرا...والان تمارس حقها ف التعبير بهذه
الطريقة المتخبطة!
وللعلم ان الشعوب العربية لن تصمت بعد اليوم..ولن تتراجع قيد انملة عن
ممارسة حقها ..سواء اتسم حراكها بالعقلانية او طغى بالغوغائية فلن تعود للخرس!
ايُراد لنا ان نصل الى هذه المعمعة؟؟
المشهد الخليجي يكرر ذات السيناريو الامني العربي بعد توقيع الاتفاقية
الامنية الخليجية!
الا يعي هؤلاء ان الدول البترولية لقمة شهية ومغرية لاطماع و تدخلات الاخرين
تحت مسميات الحقوق.. للتذكير المشهد العراقي والليبي والسوداني لازال حاضرا!!
..صدور حكم الردة على مؤسس الشبكة الليبرالية في السعودية بالاعدام بحد
السيف!!!! والمؤبد على الشاعر ابن الذيب في قطر ..واعتقالات لمغردين في الامارات !! والاضطرابات
والاعتقالات التي شابت كلا من البحرين والكويت!
عندما اندلع الربيع العربي او الشتاء او فصول التغيير ..سمها ما
شئت...شهدنا ربيعا عمانيا مدهشا مميزا... مسيرات سلمية رافعة صورة عاهل البلاد مطالبين
باصلاحات والقضاء على الفساد.. اذن فشباب عمان لم يركبوا الموجة ولم يكونوا مقلدين
عميان بل اظهروا لنا وعيا ومسؤولية... وان شابها بعض التخبط ف بعض الاوقات الا ان
المثقفين استنكروا وشددوا على مبدأ السلمية!
ثم شهدت البلاد اصلاحات .. ظاهرة للعيان ..سواء كانت مع او دون طموح البعض
... لكن هناك تغيير حدث وتاريخ جديد اشرق !
ولا ننسى استهلالة خطاب جلالته باشادته بوعي الشعب العماني ف الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عمان,,, الذي
استبشر به مثقفي عمان .. معتبرين ذلك وساما على صدورهم وبصيص امل لقضية سجناء
الرأي.
" ولقد أثبت العمانيون خلال الحقبة المنصرمة أنهم
يتمتعون بمستوى جيد من الوعي والثقافة والإدراك والفهم في تعاملهم مع مختلف الآراء
والحوارات والنقاشات التي تنشد مصلحة هذا البلد ومصلحة أبنائه الاوفياء".
وهكذا استبشر الوطن ولازال .. بتفعيل خطاب جلالة السلطان.. الذي
تضمن بشائر رائعة للمستقبل العماني.
ثم يأتي تاريخ 12/12/12 لنشهد غمامة قاتمة تغشى المشهد الثقافي ...بين
قوسين قضية التجمهر والاعابة ...قضيتان
مدهشتان ..تم دمج بعض الكتاب الذين اساءوا
... بأقلام ناقدة تبرأت علنا من تهمة اعابة السلطان.. وجعلوا ف بوتقة واحدة وأخذوا
اخذة واحدة!
اما قضية التجمهر هي القشة التي قسمت ظهر العقل!! اذ يدان بعض المتجمهرين
لوقفة احتجاجية سلمية ويتم اطلاق سراح الاخرين من ذات التهمة.. والادانة ذاتها
تحمل نكهة "قانون الطوارئ" بدخولها
الى النوايا ..وكأنها ضربة استباقية لشيء قد يحدث وقد لا يحدث!
المدهش ان بعض هؤلاء المدانين قد نهشت لحومهم وسحلت افكارهم ونقدوا نقدا شديدا ف الفضاء
الالكتروني ! اي انهم يلقون معارضة لافكارهم.. وحتى الان تخرج اقلام تصفهم
"بالمصلحجيين" وألفاظ اشد لن
اذكرها ترفعا و بأنهم اصحاب مصالح شخصية او محبطون يعلقون خيباتهم على شماعة
الحكومة!! اذن هناك حراك طبيعي للافكار ويتم
تداولها ما بين مد الطرح وجزر النقد ..اتساءل
مم الخوف ؟؟ من الافكار في زمن الانفتاح وثورة المعلومات والاتصالات ومساحة جيدة
من حرية التعبير والوعي تجتاح العالم الافتراضي وتلقي بظلالها على الواقع !
ومع ارهاصات هذه المحاكمة التاريخية تتبدى لنا اخبار متشائمة عن واقع
التعليم والقراءة في بلداننا ومشكلة اعداد الباحثين عن عمل و ملفات فساد
"اقطاعيات " وزارة الاسكان وهلم جرا!
اذن كم قلما ستكسر ياوطن؟؟ وكم فما ستكمم ..وكم عينا ستغلق!!
ماهكذا تعالج الامور ؟؟
نحن على يقين ان الوطن جاد في المضي الى التغيير .. ولهذا لا مناص من
الاعتراف بوجود خلل ..على سبيل المثال وليس الحصر..
في تحقيق رؤية عمان ونحن نقترب من 2020 م.
والبحث عن آلية طمر الفجوة والبحث في اسباب تعثرها.
الفكر يقابل بالفكر والقلم بالقلم ..اما تدخل القبضة الامنية باجحاف واضح يجعل العواطف تتحرك ف صالحهم ..الكل حريص على هذا الوطن ..ولا نريد صدام فعلي على ارض الواقع..ولا نزايد بوطنية احد على احد. ونعلم ان نعمة امن البلاد هاجس كبير وسط معمعة القلاقل ف دول الجوار..والحق يقال..شهدنا كتابات لهؤلاء المدانين تتسم بالعقلانية والحرص ورفض ان تدخل البلاد في قلاقل امنية. اذن لماذا نفتح على انفسنا ابواب التدخلات الخارجية بهكذا ممارسات بوليسية. كلنا لعمان وكلنا فداء لهذا الوطن ووحدة كلمته وهيبته. ونتوسم خيرا في حكمة عاهل البلاد ..وندعو منظومتنا الامنية (الحريصة على استقرار الوطن وصيانة هيبته) الى الحكمة والتروي بأبناء الوطن..فهؤلاء ثروة يجب استثمارها ف خدمة الوطن والرقي به .
الأربعاء، 12 ديسمبر 2012
ســــــرنمة!!
في عتمة القهر..
تتسلل روح هائمة...
كسحابة ضلت..
حقولها..
عاصية ابجديات الخنوع..
مستلة..
مِن هذا الملكوت..
العامر بشتى الاقنعة والوجوه..
قلبا!!
الى...
مهرجان سمائها المقدس...
بطقوس عارية من الاقنعة..
تتلو له...
امطارها العذبة
لتتراقص على صفحة
صفوهما..
تتنسم عليلا
تتيمم بأديم النقاء..
تغسل قلبا ...
بضوء القمر ..
الذي تسلل عبرها..
الى السماء..
هي/ هو
في لحظة يتيمة..
من الرتوش!
يرتشفان نخب
وهج الكواكب..
ينتعلان انسانية..
بلا تزلف..
تمتزج اصابع..
وتئن...
يخفي
تحت اجفانه الحادة
حلو
دمعها..
وتتلمظ
شفاهها
خمر
اشعاره..
رمال بكر..
لم يطأها..
سواهما..
يحذوهما شاطئ
ينضح نجوما..
يصنع للعشق
تخوما*...
ويهدر موجه
في روعتهما
سكونا..
تضطرب موجة خجلى..
لتصطدم بهمسة ..
وتندس تحت الرمال..
خيبات..واحزان..
وهواجس
ويتصيد هـــو
اصداف فرح..
ومرجان..
يزين بها هامة صندوق
يعبق
ذكرى
فريدة..
تُنعى* بــ....
سرنمة*!
-------
*تخوم: ما يهتدى به ف الطريق
نعي: اذاعة خبر موت
سرنمة: المشي في النوم
الأحد، 9 ديسمبر 2012
للبرودكاست شجون!!
الكلام مرآة العقل...... سنيكا الاكبر كاتب ومجادل روماني
تداول الاحداث بموضوعية .. يعتبر باروميتر الوعي! فكلما نوقشت فكرة بعيدا
عن الاهواء والتعصب وتأجيج العواطف..كلما تبلور لدينا فكر نهضوي بحت!
وعندما يتداول موضوع بحرارة واسهاب يعتبر ثيرموميتر اهتمامات هذا المجتمع!
نعايش الان معمعة و ومهاترات وارهاصات الربيع العربي..وهذه الفوضى ماهي الا
نتاج ممارسة عامة وثقافة غير موضوعية متجذرة في مجتمعاتنا العربية! نتاج تعليم
"احفظ صم" .. واحادية القرارات من قبل مؤسسات هذه الدول!
كيف لا نندهش من موجات التسونامي للبرودكاست في زمن التمرير..والنسخ واللصق
دون تحقق!! كيف نتعجب ولازالت برودكاستات تتداول بصيغة انشر تؤجر ..واقسمت عليك ان
تنشره!!
وتصدر عن فئة متعلمة ومثقفة!
وعندما تناقشهم في ذلك يطعنون في دينك!!
قبل اشهر قليلة تملكتني الدهشة
عندما وصلني برودكاست كان يتداول في الثمانينات على شكل منشورات ورقية.. رغم انه
صدرت فتاوي في تلك الفترة بتكذيب ذلك المنشور الا انه لا يزال يتداول في عصر
الذبذبات الالكترونية!!!
جاءتني زميلتي منذ ايام تسألني عن برودكاست ديني..فلما رأيته قلت لها بدهشة
وامتعاض: ياللهول ظننت اننا تجاوزنا هذه الفتاوي!!
ناهيك عن نشر الاحاديث الضعيفة والموضوعة دون تمحيص لدرجة الحديث..فقط بذكر
المتن والراوي !!
بالاضافة الى المواضيع ذات الطابع المذهبي والتعصب والتشدد ..ضد طائفة
اخرى! تحت عناوين مستفزة..انشر هذا
الفيديو وافضحهم.
المدهش انها لازالت فعالة ..ومؤثرة ومثيرة لهيب الخلافات المذهبية والنعرات
الطائفية!
في حين هل ساهمت البرودكاستات التي تصور الحوادث المروعة في ارجاء
شوارعنا..في تثقيف وزيادة منسوب الوعي لدى سالكي الطريق..وربما للمفارقة ان ابرز
اسبابها هو الانشغال بالجوال اثناء القيادة!!
فيكتفي المتابع للبرودكاست بالترحم وتوزيع قرآن الكتروني على ارواح شهداء
الطريق مع عرض سيرة ذاتية مختصرة طيبة للفقيد مع صورة تذكارية احيانا!
يتبع,,,,
الجمعة، 7 ديسمبر 2012
ما زالت وجنتي تشتعل دما! (2)
صوت يقفز من وسط معمعة
القهقهات..يتضح اكثر واكثر..هذا الصوت الذي استوطنني باكراه!! اغتصب نفسي ونفسيتي
البكر بقسوة!! منذ زمن سحيق من عمري القصير!
الصوت يقترب..الحروف تسطع على مسامعي
بحراره..المشهد يتبدى امامي رغم ضباب المطر!
لماذا لم تحضري ما طلب منك؟؟ اين
المريلة ؟ اين المقادير التي طلبت منك؟؟ ايتها المهملة البليدة؟؟
صوت المعلمة القادمة من ارياف فقيرة
لدولة عربية.. يجلجل في ارجاء الصف بلا هواده مصطدما بكل زوايا "الصف "
مرتدا بقسوة على رؤوس الطالبات المصفوفة والمرصوصة التي حبست انفاسها امام
هول هذه الزلزلة المباغته.. جسدي الهزيل يترنح امام رياح صوتها الجهور القاسي
...قلبي ينبض بهلع ..اريد الصراخ بكل قوة طفولتي الهزيلة..اريد البكاء بعنف لكن
الصمت يطوقني منذ ليلة البارحة!!
اريد ان افتح فمي الجاف بلا جدوى..ان
اخرج الآهات المتكومة والمكتومة في صدري الصغير..لا استجابة تذكر الا من شهيق
وزفير متسارع ومتقطع!! جوارحي تبلدت!! كما لا تكف هذه المعلمة بالذات من نعتي
بالبلادة!
صوت المعلمة يحرق وجنتي..
اه يا امي هاهي اللحظة التي توسلتك
البارحة الا اشهدها! وابيتِ الا ان احياها بكل تفاصيل بؤسها! كم انتِ قاسية!!
امسكت باطراف ثوبك متشبثة استجديك
رحمة: لن اذهب الى المدرسة ..غدا حصة التربية الاسرية... ستضربني المعلمة ان لم
آخذ لها ما طلبت.. ارجوك امي فقط غدا اتغيب عن المدرسة!!
وتصطرخين في وجهي: نحن فقراء من اين
لنا نأتي بما تطلبه معلمتك؟؟ وكم مرة ستتغيبين الم تتغيبي عن حصة الالعاب بسبب
ادوات الرياضة..الم تتغيبي عن حصة العلوم..الم تتغيبي عن حصة الموسيقى ؟؟هل
سترتاحين اذا تم فصلك لا تنسي انك مميزة في درجاتك معلمة الرياضيات والاسلامية
واللغة الانجليزية واللغة العربية يمتدحون ذكاءك ومبهورون بدرجاتك ابنتي ادرسي
لاجلك وليس لاجلنا..كي تنعمي بما ترغبين..
الخوف تملكني من الغد القادم اعلم
شراسة يد هذه المعلمة العملاقة..الذعر تلبسني بعناد هتفت: لن اذهب .. وليكن
ما يكن..
رفعت امي يدها النحيلة بكل بؤس فقرها
وقهرها على صدغي الايمن!!
انا وحيدة تماما ...آآآآه ما أقسى
الوحدة... نملة امام عاصفة هوجاء بماذا اتشبث وبمن استند وكل شيء حولي يخذلني.. في
تلك اللحظة ايقنت ان الفقر كفر!!
نظرات المعلمة الهازئة بفقري وقلة
حيلتي تعريني بجلافة امام زميلاتي ..تمرر نظرها المقيت على جسدي النحيف
ومريولي الباهت الذي التصق بجسدي بهلع وشبق..يأبى مفارقة جسدي الذي يكبر..بمرور
السنين..بهتت الوانه.. ضاقت ياقته قصرت اكمامه ..مطوقا جسدي بافتتان ..مبرزا براعم
الفتنة رغما عني..وامي تستمر في اقناعي ان مريولي ليس بضيق..بل عقلي الذي
ضاق!!
اقتربت مني بترهلاتها.. تتكلم وتنذر
وانا لا أعي ...سوى حركات جسدها الممتليء عن آخره باللحوم والشحوم..انها تقترب هذا
نذير شؤم!! كالشؤم الذي حاق بزرقاء اليمامة ! ما كان ذنبها سوى انها انذرت قبيلتها
من الغزاة..فاقتلعت عيناها ببشاعة!
وقد انذرتني نفسي من شر هذه
المعلمة..ليت شعري هل من مناص من هذه المصيبة!
لماذا تحقد علي هذه المعلمة
التي ولاشك ذاقت مرارة الفقر! يبدو جليا من مساحيقها الرخيصة وذوقها السوقي في
الملبس ومن تكرار ملابسها التي حفظناها اكثر من مناهجنا!! اتحقد على
ملاحة ورثتها من امي ..ام على جسدي البض الذي يتدفق عنفوانا..والذي
يمر بمرحلة تحولي الى فراشة! هل تظن انني اتعمد ابداء مفاتني التي تزدهر
رغما عني ورغما عن فقري..هل يغيظها جمالي الذي لم يستطع الفقر ان يطمسه رغم
شحوبي.. هل جسدي يغيظ جسدها المترهل! انه حقد المرأة على المرأة ما
اقبحه..ولايمكن تخيل عمق بئره!
صوتها يتضح الان وظلها القاتم جثم
على جسدي..هاهي ترفع يدها الثقيلة المكتنزة بالترهلات..وهي تدمدم: هذه اخر مرة
اطلب منك شيئا ولا تأتيني به!!
وسقطت يدها بكل قسوة على وجنتي
الصغيرة.. وارتطمت اصابعها الثخينة ببصمات اصابع امي الواهنة...وامتزجت الدماء
والتهبت الحمرة القديمة بالشعلة الجديدة ...وارتطم دوي هذه الصفعة بجبل كبريائي
الذي تهشم!
صوت يقفز من وسط معمعة
القهقهات..يتضح اكثر واكثر..هذا الصوت الذي استوطنني باكراه!! اغتصب نفسي ونفسيتي
البكر بقسوة!! منذ زمن سحيق من عمري القصير!
الصوت يقترب..الحروف تسطع على مسامعي
بحراره..المشهد يتبدى امامي رغم ضباب المطر!
لماذا لم تحضري ما طلب منك؟؟ اين
المريلة ؟ اين المقادير التي طلبت منك؟؟ ايتها المهملة البليدة؟؟
صوت المعلمة القادمة من ارياف فقيرة
لدولة عربية.. يجلجل في ارجاء الصف بلا هواده مصطدما بكل زوايا "الصف "
مرتدا بقسوة على رؤوس الطالبات المصفوفة والمرصوصة التي حبست انفاسها امام
هول هذه الزلزلة المباغته.. جسدي الهزيل يترنح امام رياح صوتها الجهور القاسي
...قلبي ينبض بهلع ..اريد الصراخ بكل قوة طفولتي الهزيلة..اريد البكاء بعنف لكن
الصمت يطوقني منذ ليلة البارحة!!
اريد ان افتح فمي الجاف بلا جدوى..ان
اخرج الآهات المتكومة والمكتومة في صدري الصغير..لا استجابة تذكر الا من شهيق
وزفير متسارع ومتقطع!! جوارحي تبلدت!! كما لا تكف هذه المعلمة بالذات من نعتي
بالبلادة!
صوت المعلمة يحرق وجنتي..
اه يا امي هاهي اللحظة التي توسلتك
البارحة الا اشهدها! وابيتِ الا ان احياها بكل تفاصيل بؤسها! كم انتِ قاسية!!
امسكت باطراف ثوبك متشبثة استجديك
رحمة: لن اذهب الى المدرسة ..غدا حصة التربية الاسرية... ستضربني المعلمة ان لم
آخذ لها ما طلبت.. ارجوك امي فقط غدا اتغيب عن المدرسة!!
وتصطرخين في وجهي: نحن فقراء من اين
لنا نأتي بما تطلبه معلمتك؟؟ وكم مرة ستتغيبين الم تتغيبي عن حصة الالعاب بسبب
ادوات الرياضة..الم تتغيبي عن حصة العلوم..الم تتغيبي عن حصة الموسيقى ؟؟هل
سترتاحين اذا تم فصلك لا تنسي انك مميزة في درجاتك معلمة الرياضيات والاسلامية
واللغة الانجليزية واللغة العربية يمتدحون ذكاءك ومبهورون بدرجاتك ابنتي ادرسي
لاجلك وليس لاجلنا..كي تنعمي بما ترغبين..
الخوف تملكني من الغد القادم اعلم
شراسة يد هذه المعلمة العملاقة..الذعر تلبسني بعناد هتفت: لن اذهب .. وليكن
ما يكن..
رفعت امي يدها النحيلة بكل بؤس فقرها
وقهرها على صدغي الايمن!!
انا وحيدة تماما ...آآآآه ما أقسى
الوحدة... نملة امام عاصفة هوجاء بماذا اتشبث وبمن استند وكل شيء حولي يخذلني.. في
تلك اللحظة ايقنت ان الفقر كفر!!
نظرات المعلمة الهازئة بفقري وقلة
حيلتي تعريني بجلافة امام زميلاتي ..تمرر نظرها المقيت على جسدي النحيف
ومريولي الباهت الذي التصق بجسدي بهلع وشبق..يأبى مفارقة جسدي الذي يكبر..بمرور
السنين..بهتت الوانه.. ضاقت ياقته قصرت اكمامه ..مطوقا جسدي بافتتان ..مبرزا براعم
الفتنة رغما عني..وامي تستمر في اقناعي ان مريولي ليس بضيق..بل عقلي الذي
ضاق!!
اقتربت مني بترهلاتها.. تتكلم وتنذر
وانا لا أعي ...سوى حركات جسدها الممتليء عن آخره باللحوم والشحوم..انها تقترب هذا
نذير شؤم!! كالشؤم الذي حاق بزرقاء اليمامة ! ما كان ذنبها سوى انها انذرت قبيلتها
من الغزاة..فاقتلعت عيناها ببشاعة!
وقد انذرتني نفسي من شر هذه
المعلمة..ليت شعري هل من مناص من هذه المصيبة!
لماذا تحقد علي هذه المعلمة
التي ولاشك ذاقت مرارة الفقر! يبدو جليا من مساحيقها الرخيصة وذوقها السوقي في
الملبس ومن تكرار ملابسها التي حفظناها اكثر من مناهجنا!! اتحقد على
ملاحة ورثتها من امي ..ام على جسدي البض الذي يتدفق عنفوانا..والذي
يمر بمرحلة تحولي الى فراشة! هل تظن انني اتعمد ابداء مفاتني التي تزدهر
رغما عني ورغما عن فقري..هل يغيظها جمالي الذي لم يستطع الفقر ان يطمسه رغم
شحوبي.. هل جسدي يغيظ جسدها المترهل! انه حقد المرأة على المرأة ما
اقبحه..ولايمكن تخيل عمق بئره!
صوتها يتضح الان وظلها القاتم جثم
على جسدي..هاهي ترفع يدها الثقيلة المكتنزة بالترهلات..وهي تدمدم: هذه اخر مرة
اطلب منك شيئا ولا تأتيني به!!
وسقطت يدها بكل قسوة على وجنتي
الصغيرة.. وارتطمت اصابعها الثخينة ببصمات اصابع امي الواهنة...وامتزجت الدماء
والتهبت الحمرة القديمة بالشعلة الجديدة ...وارتطم دوي هذه الصفعة بجبل كبريائي
الذي تهشم!
الأربعاء، 5 ديسمبر 2012
مازالت وجنتي تشتعل دما!!
مطر الشتاء ينهمر...ويلعق النوافذ الباردة بنهم.. تتسلل اصابع دافئة في
غمرة الصمت..لتغتنم فرحة المباغتة..بعناق حار شهي لتلك الاصابع الرقيقة الواهنة..
مثيرة باحتكاكها بتلك البشرة الناعمة لهيب تفاعلات كيميائية حانية.. مشعلة امطارا
من نظرات الهيام في المسافة النابضة
بالدفء بين عينيهما!
وبخفة تسللتُ انا الدخيلة على هذا المشهد الرومانسي في وهج الصمت ..دون ان
يلحظا ..وذبت في الممرات وسط معمعة الزوار ...لينعما بلحظتهما!
خرجت تحت لسعات المطر .. مخضبة بدمعي الحار و بمطر الشتاء. لم استطع تحريك
السيارة.. المطر يعزف بغزارة ...ودموعي تتشابك بسيمفونية البذخ!
تأملت المرآة .. احمرار يعلو وجنتي اليمنى...الحمرة تتمدد على بشرتي
بحرقة...مثيرة دماملا دفينة في نفسي
ومهيجة قيحا حزينا!
لم اشفَ مني بعد!! لازالت وجنتي تشتعل دما بين فينة واخرى.. لم ينجح في
استلال احزاني بل ضاعف رصيد همومي !
قهقهات تعلو من اصقاع الماضي ..
وتدنو تكاد تعمي اذناي وتصمّ بصري! اغمضت عيني وغطيت اذنيَ بيديّ ..
صه!
كفى...اخرسوا!!
دموعي تتلاهث على وجنتيّ ..وتحرق وجنتي الحمراء !
يتبع,,,
السبت، 1 ديسمبر 2012
فتاة الرماد... 9
عندما نفقد من نحب تكون أكثر
دموعنا مرارة على ذكرى الأوقات التي لم نحب فيها بما فيه الكفاية.
..موريس
مالترينك
رغم ضيقي بغيابك..الا ان ذكرياتك تسعني! اخفي لحظاتنا في
قبو ذكرياتي..وكلما داهمتني عواصف الحنين..اجوس خلاياي الى دفء ذكراك!
هئنذا امام مرآتي..امرأة كنرجسة يانعة بفستان ليلة
عمرها.. وحولها القريبات يضعن اللمسات الاخيرة .. هذه تتأكد من ثبات طرحة الرأس
وتلك توثق عرى الجيبونة.. واخرى تضع قطرات دهن العود على بشرتي البضة..وشقيقتي
جاءت بالبخور.. تتخللها زغاريد وهمسات
نابية ونصائح ماسية للقفص الذهبي ..وقهقهات تتناغم مع ايقاع الاغاني التي تتردد في
الاصداء والزوايا.. وانا ذاهلة بخشوع امام انعكاسي!
رباه لم يتسنى لك ان تلثمني بعينيك الصافيتين ..وان
تستأنس روحك بهذا الجمال! كيف نسيت ان ابعث لك بصورة لي؟؟ وكيف لم تطلب ذلك مني!
ربما سيجمعنا مكان ما ذات قدر.. وسأمر من امام عينيك
الصافيتين.. دون ان تعيرني ادنى اهتمام.. ودون ان يهتز لك رمش عاشق... وتتجاوزني
في الدروب كأي غريبة!
نظرت مرآتي الي ببلاهة... الازلت تذكرينه؟؟ وفي ليلة
كهذه !!
لاتندهشي يا مرآتي ..ففستاني الابيض احيا ذكرى رودوبس..فتاة
الرماد..فما انا عليه اليوم من نضج وانوثة وحزن..يعود الى فارس قلبي الاول! وآن
الاوان لاطلاق سراحي من براثن هذه القصة ..التي تنتهشني كل حنين ..وان ابعثر رماد
مشاعري على محراب وجهك في طقس وثني.. عله يزيح عن كاهلي الحزن الجاثم على لحظات
سعدي..حفل تأبين وتشييع ذكرى الى مقابر النسيان بصمت مقدس وسط اهازيج زفافي .. ابعث محبوبي الى قبره بكل وفاء!
,,,,
شعلة من الذكرى..
عدنا الى نشاط نسبي في المنتدى...وكنت انت من ابرز
اسبابها..اشتعلت حماسة المدونين بعودتك.. كنت تكتفي بمشاكستي كعادتك وملاسنة
المدونين الاخرين ..ثم اختفيت... بعثت لك بعد حين على الخاص بكلمتين اختزلت مشاعري
المتنافرة وقلقي عليك.. "كن بخير"
فبعثت لي : ارجو منك الدعاء الحار لي.. ألمت بي وعكة
صحية تحتاج الى تدخل جراحي!
قفز قلبي هلعا..وامطرتك برسائل الدعاء والهلع والاستفسار..
واكتفيت انت بالصمت...
ومضت الشهور تلو الشهور..بصمت موحش!
انهيت دراستي الجامعية...وتخرجت..وتحصّلت على وظيفة
جيدة.. وانت بعيد عني!
ذات نهار وانا على مكتبي.. وقد اقترب موعد الانصراف..
عرجت الى المنتدى..ففوجئت برسالة منك انتشلتني من رتابة الاحزان: مرحبا!
وبكل هلع وبلا تفكير ولو لثانية في معاقبتك بالصمت
المماثل اجيبك: هلا عمر..كيف صحتك بشرني؟
سألتني: لوحدك؟
نعم لوحدي ..هل ستتصل؟
اتصل؟
اجل اتصل..ام اعطني رقمك لاهاتفك
لا...
ماذا تعني؟؟
كيف استطعت ان اقولها؟؟ ربما لان عمر لم يعد كما
كان..ولن يعود.. لقد غيرتني الازمان حبيبتي.. انا لست انا..بيني وبين نفسي اصقاع
وسماوات...ولكن الحنين يقودني بجنون الى مرافئك.. رغم بشاعة امواجي ورحلتي..
هذه ال "لا"
تعادل الاكوان والملكوت.. اعتني بنفسك الاثيرة..لاجلي!
عمر ارجوك..طمني عليك..
وغلاوتي عندك لا تروح..
بليز ...الو..
رد علي اذا تعزني
ارجوووووك يالغالي...
حبيبي...
ابتلت وجنتاي بالدموع..حاولت التماسك لم..افلح!!
اغلقت الحاسوب وارتديت نظارتي الشمسية..وخرجت!
,,,,,
امام المرآة
تلألات مقلتاي الكحيلتان...وتلقفت شقيقتي الدمعات بمنديل قبل سيلانها خشية على مساحيقي التي ظلت خبيرة التجميل لساعات ترسمها على وجهي.. وبخت شقيقتي بقية القريبات..ظنا منها انهن اثقلن علي!
تعالت الزغاريد..حان وقت الزفاف.. اعطتني اختي طاقة
الورد امسكتها بيد شاحبة باردة ترجف قلقا...ضمت يدي بيدها الدافئة هامسة دعي القلق
اخيتي ...هذه اجمل ليالي عمرك.
وألقت بنظرة رضا علي..وانزلت الطرحة لتغطي وجهي.. هيا يا
عروس..لتبتهجي بليلتك.. وصل اخي..سنذهب الى القاعة. فجاءت شقيقتي الكبرى تنفث علي
بالمعوذات خشية علي من عيون الحساد..واشتدت الاهازيج... وتعالت القهقهات والزغاريد
والتصفيق ..نبضات قلبي تتسارع... قدماي ثقيلتان ... انفاسي تتلاحق ..همست شقيقتي
في اذني.. عريسك احمد ينتظرك على احر من الجمر..هيا يا عروس!
ربما سيجمعنا مكان ما ذات قدر.. وسأمر من امام عينيك
الصافيتين.. دون ان تعيرني ادنى اهتمام.. ودون ان يهتز لك رمش عاشق... وتتجاوزني
في الدروب كأي غريبة!
,,,,
انتهى
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)