روح البحث

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

الــــــى أيـــــــن يــــــــا وطـــــــــن؟؟؟



كثيرا ما يستشهد بهذا الموقف النبوي الكريم عندما اجبر سعد الابل على الشرب قبل المسير في رحلة طويلة " ما هكذا تورد الابل ياسعد"! حرص سعد لم يشفع له من انتقاد النبي عليه الصلاة والسلام ..قسر بهائم على الشرب خوفا عليها من الهلاك وطول الطريق نال الانتقاد..اذن كيف سيكون التعامل مع البشر ؟؟
,,,,,,,
اية خيبة امل نعيشها..
وماذا يراد لنا؟؟
وماذا يحاك لنا في الغياهب؟؟
تعيش الشعوب العربية حالة من الفوضى..تصل الى الهذيان..
وبالرغم من النماذج التي رأيناها وعاصرناها عيانا..الا ان العقول الامنية  لدينا لا تنأى بنفسها من السير الا على نفس منوال من سبقوها ف دول الجوار بسياسة إحكام  "القبضة الحديدية"!
من المعلوم ان الضغط يولد الانفجار..وما نشهده الان في ام الدنيا من انقاسمات خطيرة وصدامات متأججة..وديموقراطية متعثرة.. وما يحدث في ليبيا القبلية والاسلحة المرفوعة واليمن الحزين .. وما شهده الرئيس المرزوقي من رشق بالحجارة والاحذية!! اما المشهد السوري الدامي فغني عن التعريف والسودان اكبر بلد عربي ذات يوم دراسي.. انشطر!!
كيف نعجب من هذه البلبلة  لشعوب قمعت وهمشت من الحياة السياسية و منعت حرية التعبير دهورا وأًلبست رداء خرس  الخوف قسرا...والان تمارس حقها ف التعبير بهذه الطريقة المتخبطة!
وللعلم ان الشعوب العربية لن تصمت بعد اليوم..ولن تتراجع قيد انملة عن ممارسة حقها ..سواء اتسم حراكها بالعقلانية او طغى بالغوغائية فلن تعود للخرس!
ايُراد لنا ان نصل الى هذه المعمعة؟؟
المشهد الخليجي يكرر ذات السيناريو الامني العربي بعد توقيع الاتفاقية الامنية الخليجية!
الا يعي هؤلاء ان الدول البترولية لقمة شهية ومغرية لاطماع و تدخلات الاخرين تحت مسميات الحقوق.. للتذكير المشهد العراقي والليبي والسوداني لازال حاضرا!!
..صدور حكم الردة على مؤسس الشبكة الليبرالية في السعودية بالاعدام بحد السيف!!!! والمؤبد على الشاعر ابن الذيب في قطر ..واعتقالات لمغردين في الامارات !! والاضطرابات والاعتقالات التي شابت كلا من البحرين والكويت!  
عندما اندلع الربيع العربي او الشتاء او فصول التغيير ..سمها ما شئت...شهدنا ربيعا عمانيا مدهشا مميزا... مسيرات سلمية رافعة صورة عاهل البلاد مطالبين باصلاحات والقضاء على الفساد.. اذن فشباب عمان لم يركبوا الموجة ولم يكونوا مقلدين عميان بل اظهروا لنا وعيا ومسؤولية... وان شابها بعض التخبط ف بعض الاوقات الا ان المثقفين استنكروا وشددوا على مبدأ السلمية!
ثم شهدت البلاد اصلاحات .. ظاهرة للعيان ..سواء كانت مع او دون طموح البعض ... لكن هناك تغيير حدث وتاريخ جديد اشرق !
ولا ننسى استهلالة خطاب جلالته باشادته بوعي الشعب العماني ف الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عمان,,, الذي استبشر به مثقفي عمان .. معتبرين ذلك وساما على صدورهم وبصيص امل لقضية سجناء الرأي.
" ولقد أثبت العمانيون خلال الحقبة المنصرمة أنهم يتمتعون بمستوى جيد من الوعي والثقافة والإدراك والفهم في تعاملهم مع مختلف الآراء والحوارات والنقاشات التي تنشد مصلحة هذا البلد ومصلحة أبنائه الاوفياء".
وهكذا استبشر الوطن ولازال .. بتفعيل خطاب جلالة السلطان.. الذي تضمن بشائر رائعة للمستقبل العماني.
ثم يأتي  تاريخ 12/12/12  لنشهد غمامة قاتمة تغشى المشهد الثقافي ...بين قوسين  قضية التجمهر والاعابة ...قضيتان مدهشتان ..تم دمج بعض  الكتاب الذين اساءوا ... بأقلام ناقدة تبرأت علنا من تهمة اعابة السلطان.. وجعلوا ف بوتقة واحدة وأخذوا اخذة واحدة!
اما قضية التجمهر هي القشة التي قسمت ظهر العقل!! اذ يدان بعض المتجمهرين لوقفة احتجاجية سلمية ويتم اطلاق سراح الاخرين من ذات التهمة.. والادانة ذاتها تحمل نكهة "قانون الطوارئ"  بدخولها الى النوايا ..وكأنها ضربة استباقية لشيء قد يحدث وقد لا يحدث!
المدهش ان بعض هؤلاء المدانين قد نهشت لحومهم  وسحلت افكارهم ونقدوا نقدا شديدا ف الفضاء الالكتروني ! اي انهم يلقون معارضة لافكارهم..  وحتى الان تخرج اقلام تصفهم "بالمصلحجيين"  وألفاظ اشد لن اذكرها ترفعا و بأنهم اصحاب مصالح شخصية او محبطون يعلقون خيباتهم على شماعة الحكومة!!  اذن هناك حراك طبيعي للافكار ويتم تداولها ما بين مد  الطرح وجزر النقد ..اتساءل مم الخوف ؟؟ من الافكار في زمن الانفتاح وثورة المعلومات والاتصالات ومساحة جيدة من حرية التعبير والوعي تجتاح العالم الافتراضي وتلقي بظلالها على الواقع !

ومع ارهاصات هذه المحاكمة التاريخية تتبدى لنا اخبار متشائمة عن واقع التعليم والقراءة في بلداننا ومشكلة اعداد الباحثين عن عمل و ملفات فساد "اقطاعيات " وزارة الاسكان وهلم جرا!
اذن كم قلما ستكسر ياوطن؟؟ وكم فما ستكمم ..وكم عينا ستغلق!!
ماهكذا تعالج الامور ؟؟
نحن على يقين ان الوطن جاد في المضي الى التغيير .. ولهذا لا مناص من الاعتراف بوجود خلل ..على سبيل المثال وليس الحصر..
  في تحقيق رؤية عمان ونحن نقترب من 2020 م.
والبحث عن آلية طمر الفجوة والبحث في اسباب تعثرها.

الفكر يقابل بالفكر والقلم بالقلم ..اما تدخل القبضة الامنية باجحاف واضح  يجعل العواطف تتحرك ف صالحهم ..الكل حريص على هذا الوطن ..ولا نريد صدام فعلي على ارض الواقع..ولا نزايد بوطنية احد على احد. ونعلم ان نعمة امن البلاد هاجس كبير وسط معمعة القلاقل ف دول الجوار..والحق يقال..شهدنا كتابات لهؤلاء المدانين تتسم بالعقلانية والحرص ورفض ان تدخل البلاد في قلاقل امنية. اذن لماذا نفتح على انفسنا ابواب التدخلات الخارجية بهكذا ممارسات بوليسية. كلنا لعمان وكلنا فداء لهذا الوطن ووحدة كلمته وهيبته. ونتوسم خيرا في حكمة عاهل البلاد ..وندعو منظومتنا الامنية (الحريصة على استقرار الوطن وصيانة هيبته)  الى الحكمة والتروي بأبناء الوطن..فهؤلاء ثروة يجب استثمارها ف خدمة الوطن والرقي به .


هناك تعليق واحد:

  1. لله درك ياسحر القلم لقد لامستى الجروح نعم الجروح التى لا زالت تنزف دماء لغيرتنا على هذا الوطن وما يحدث فيه نتمنى ان نجد المخلصون الصادقون الذين سوف يوقفون هذه المهازل شكرا شكرا بحجم المساء تدوينة رائعه

    ردحذف