روح البحث

الأحد، 3 نوفمبر 2013

حطـــــــــام 16


كمركب يائس ضل طريقه إلى الشط... فسلم أمره للموج!



اندست في احشاء أفكاري تقلصات لئيمة.. على صدر التراب تخشبت قدماي..وانشقت مشاعري إلى فيالق متناحرة ..فرح ضد قلق.. وشوق ضد غضب! تغويني رغبة للهروب من ساحة الوغى كجندي اقتيد لمعركة خاسرة.. فتقتحمني لذة مقامرة للمواجهة كجنرال حرب.. كم مضى من الدهر..وأنا في حالة الفوضى هذه.. جسد مصلوب و ذهن مسلوب.
استل الأكياس من يدي وهو يهمس: عنكِ سيدتي!
استثقل الحمولة متسائلا: ماكل هذه الأشياء؟
اجبته بجهد وحروف متعثرة: ان ..انها ... لل ..ل ..عمال المز... مزرعة!
ابتسامة مشاكسة اشرقت على وجهه وهو يهمس: مثيرة أنتِ في ارتباكك!
احمرار يعلو وجنتي..
طفق عائدا إلى المجلس .. التفت إلي مشيرا برأسه: اتبعيني!
انصاعت قدماي تحث الخطى نحوه.. ودلفنا المجلس .. وضع الأكياس على الطاولة مودعا أبي !
فرد عليه بود: في حفظ الله تركي!
نظر إلي مودعا بابتسامة شهية: مع السلامة!
بادلته الابتسام... ورحل!
سلمت على أبي بيد هربت منها الدماء..لتستحيل إلى قطعة ثلج!
وقبلت رأسه...فرفع نظره إلي باسما: عمركِ طويل ياابنتي!
≈≈≈≈≈
شمعوع تتقد... ودرب مضطرب بهواجس الحلكة.. وشاح نسج من حرير الفرح يداعب نافذة شاحبة.. نسائم من فضة القمر تعتنق مساءات وحدتي.. خزامى يانعة تعطر وسادتي.. وتلون أحلامي.
طرق خفيف على باب حجرتي يستلني من اكمال سكب خواطري على الورق. توجهت إلى الباب..
-        أمي!
-        أريدك في أمر!
≈≈≈≈≈
جلست قبالتها .. وقلبي يعصف نبضا!
سرب من أطيار الفرح يحلّق في بريق عينيها: لقد تقدم لخطبتك شاب اسمه تركي.
اتسعت مقلتاي: خطبني!
-        أجل اليوم ..في المزرعة.
-        مدهش أن أبي لم يخبرني.. اكتفى بالابتسام طوال فترة مكوثي معه!
-        أبوكِ أراد أن يسأل عنه.. قبل أن يفاتحكِ!
-        وهل فعل؟
-        أجل.. تركي صديق عمكِ إبراهيم .. وهو متحمس له.
مفاجأة اخرى تداهم حناياي!
-        القرار في يدك الآن بنيتي.. فكري في سعادتك.
≈≈≈≈≈
تنهد المساء .. وامتشق السهاد أحلامي.. أفلست محاولات الهدنة.. وترهلت عزيمتي.. فتسللت الى ساحة المنزل.
المدينة نائمة، والنجوم شاحبة، وأنا مشردة.. تحت سقف السماء استجدي كسرة نوم اسكت به جوعي!
-        الحلو سهران ليه؟
-        آآآه.. افزعتني أيتها الجنية!
-        ههههه كنت افكر في طريقة رعب أكبر.. وصرفت النظر لمعرفتي بالنتائج الوخيمة!
-        هههه حسنا فعلتِ.. فقلبي الصغير لا يتحمل!
-        تفكرين في عريس الغفلة!
-        إذن فقد انتشر الخبر!
-        ههه أمكِ من فرط سعادتها... لا تلوميها.
-        أمي الحبيبة.
-        اخوتكِ أيضا فرحين لأجلكِ.. لا تترددي اختي.. حتى فراس ابهجه الخبر.
-        فراس أيضا!!
-        القرار في يدكِ أختي.

يتبع,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق