روح البحث

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

حطــــام 17

قرار حياتي ..الذي ظننته لوهلة منفردا لا شركاء له!




أي قرار هذا الذي يترنح تحت هذا الاحتشاد والتجييش. هل اخذل عيونهم.. التي تواقع الفرح الفاضح على مرأى منّي! أم انزلق مجددا لإتمام دور المضحية المثالية.. التي ندبتها دهرا وأقمت عليها مأتما كربلائيا باذخا بالوجع! مضرجة بالحيرة ..هكذا تركني تركي على قارعة الطريق الذي قطعه علي مستقبا إياي الى مجلس أبي! تتكدس في جوفي آلاف التناقضات... آآه سانفجر! كيف احسم أمري... بهذا المزاج الشتوي المضطرب!  يارب,,, مددك!
-        Hi mom
-        اهلا بني
جلس فراس بجانبي  في ساحة المنزل عند حارسة مزاجي شجرة الياسمين: أمي لقد التقيت بعمي تركي قبل قيل!
-  ماذا؟؟  ....أين؟
-  جاءني إلى الملعب كان بمعية جدي إبراهيم.
استطرد حديثه: نزل من السيارة.. وتحدثنا بمفردنا  قليلا.. وغادر.
-        بماذا حدثك؟
-        حديثا عابرا
-        لا تمتحن صبري..اخبرني فراس..
يضحك : ما كل هذا الفضول ماما؟
-        فراس!!
-        هههه حسنا...سألني عن دراستي.. وهواياتي..والألوان التي احبها..وبضع اسئلة عنك..ثم وضع في يدي هذه الورقة .. رفضتها..لكنه اخجلني باصراره..وغادر محملا اياي سلامه الحار لكِ!

نظرت إلى ورقة العشرين ريال ..ثم رفعت بصري إليه معاتبة: فرح أنت بنقوده؟ هل قصرت عليك يوما؟؟
-        أبدا أمي.. لكنه أصر! وقال سيزعل مني!

اطرقت في صمت...
-        ماما ..  أرجوك لا تغضبي.. عمي تركي رجل لطيف تزوجيه!
-        By the way..he'll call you tonight
اتسعت مقلتاي: اعطيته رقمي مقابل 20 ريال يافراس!!
تنطلق ضحكة شقية منه ويتمتم مقبلا رأسي: good joke mom
ثم اردف: ساذهب للاستحمام هل تسمحين لي..
اعطيته الورقة النقدية ...
فاصطرخ طربا:Wow!! Thanks a lot!
دلف اخي عائدا من عمله : مساء الخير ياعروس!
نظرت إلى السماء: تركي أنت تحاصرني!!
≈≈≈≈≈
لا اذكر تحديدا كم ذرفت من الوقت.. أمام بياض الأوراق.. باغت هاتفي شرودي بنغمة اشعار التايم لاين..  كانت رسالة من أبي الأيهم:
عزيزتي حطام... آن الأوان أن تغيري هذا الاسم الكئيب على التايم لاين. ثانيا ردا على رسالتك المترددة على أبواب الفرح! ماذا ستخسرين..إن ارتبطتِ أكثر مما خسرته من تجربتك السابقة.. مابال النساء! أكلّكن على هذا المنوال؟ اسمعي توكلي على الله ولا تنسِ دعوتي.. قد تتعرفين على عروسي . كل التوفيق.
≈≈≈≈≈
كان مزاج أبي مختلفا هذه المرة.. وهو يتناول العشاء بمعية فراس.. جلست بجانبه..جاءتني أمي بطبق من سوب الدجاج الذي أحبه.. عاتبتها: أمي كنت ساحضر عشائي بنفسي.. لمَ تتعبين نفسك.
ضحك ابي: دعيها تدللك.. قبل رحيلك!
اردف أبي: بالمناسبة التقيتهما في المسجد.
-        هما؟
-        تركي بمعية عمك.
دعوتهما للعشاءعندنا.. فاعتذر لأنه على موعد مع سمسار..أخبرني أنه يعتزم أن يشتري مزرعة هنا.
هتفت أمي: رائع جدا.
فراس: الأهم أن يتوفر فيه swimming pool
ضحك الجميع... بما فيهم أنا
وفراس يتساءل: لماذا تضحكون؟

≈≈≈≈≈
ناولت أبي أقراص الدواء .. في حجرته فطلب مني ان اجلس بجانبه..
-        ابي أراكم  في غاية الحماسة لرحيلي.. هل اثقلت عليكم ؟
ابنتي لقد احتويتك و اخوتك دهرا.. كيف تقولين هذا الكلام؟؟ أنتِ هنا في كنفي تعيشين بدلال.. تخرجين متى ما شئتِ وتقودين سيارتكِ أنّى رغبتِ..ولكن لا أعلم كيف ستكون حياتك من بعدي ؟ أنا من أوقفت أشقائكِ من التدخل في حياتكِ..عندما جئتني تشكين سوء ظنونهم تذكري هذا جيدا!
تنهد بعمق: وهل راحة المرأة إلا في كنف زوج يراعيها ويحميها وأطفال يجملون حياتها..إنهم زينة الحياة بنيتي!
سحابة ماطرة تبرق في مقلتي..
-        عمكِ حدثني عنه حديثا طيبا.. هذا الرجل راغب فيك.. وقد وعدني أن يبذل قصارى جهده لاسعادك... فكري جيدا بنيتي.
≈≈≈≈≈
تمازجت الصور و الأصوات في مخيلتي .. رسالة أبي الأيهم وحديث أبي.. ومشاكسات فراس وحماسة والدتي ...
تبخرت سحابة الأفكار بضجيج هاتفي.. قلبي ينبض بهلع لابد أنه عريس الغفلة !
-        ألو؟
-        مساء الخير.
-        مساء النور.
-        كيف حالكِ يا عروس
-        !!!
يتبع،،،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق