فكريا أميل لعاطفتي ..وهو ما حاك في صدري.. اعتقد جازمة أن الفكر المرن
يوافق القلب المتزن. وهنا مكمن قوة الروح .. الفكر – العاطفة – الضمير. وليس غريبا
ان نجد بين طيات كتابنا الحكيم المحكم "القرآن" خطاب يستفز العقل
للتفكيروالتبصر وخطاب يستميل القلوب للحق.
إن في دواخلنا عملاق ... يتحكم بنشاطه وخموله أفكارنا!
قد يتعرض احدنا لمحنة تكسره.. وقد يتعرض لها شخص آخر فتصقله!
هنا تتبدى عظم القناعات المغروسة في هذا الانسان... لينتشله من الهموم
والاكتئاب. من منا لم يعجب بقصة هيلين كيلر .. الفتاة المعجزة التي ظلت تتخبط في ظلام
إعاقتها حينا من باكورة عمرها. ولكن ما ان تفتح لها باب الامل انطلقت نحو الحياة
بحب وخرجت من عزلة الظلام والصمت الى ضجيج الدنيا بحواسها المتبقية .. وروحها
العظيمة.
في لحظات قد تتعلم مالم تتعلمه في سنوات.. وقد تجد في منشور فيسبوكي او
تغريدة او برودكاست حكمة كنت تنشدها عبثا في مجلدات من الكتب!
هكذا بلمح البصر توافق بعض الكلمات او الاحداث ساعتك البيلوجية للتلقي!
ساعة صفا مع ذاتك.. تعيد حساباتك الفلكية مع الكون..ومع ذاتك.
بعيدا عن السفسطة...
ما تعلمته في تلك اللحظات الاستثنائية.. ربما لم اتعلمه في عمر. خرجت بنفس
اكثر صفاء.. وعاد الاتزان لمشاعري التي تطرفت لفترة غير هينة على حساب اطفالي واعصابي.
بسبب ذلك الطقس المزاجي القاسي الذي حجزني في زاوية ضيقة حابسا عني اكسجين
الصبر ونور البصيرة.
الا ان فاتورة الغضب كلفتني ليلة ساهدة بالألم الحارق.. وحمّى تضعضعت لها
اضلاعي.. في لحظة بيولوجية من السحر .. بعد ان اوقعني السهر في حقول التعب الشائك.
ابتهل القلب مناجيا.. يارب. فتنزلت الطمأنينة على قلبي "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". وما ان
هدأت وتيرة عاصفة المشاعر حتى تبدى العقل اكثر صفاء ينير لي افكار في التغلب على
هذا السهاد والألم. وما ان انتظمت انفاسي .. ووجهت تركيزي الى الرغبة في الشفاء
بدلا من التقلب على جمر الانين. ماهي الا لحظات.. وانجلى كل شيء واسدل النوم
اجفاني.. طاويا صفحة الألم بصباح مشرق النفس وبأخلاق اكثر تسامحا ونقاء. ومع هذا
الشروق الصوفي.. تجلى لي عظمة هذا الخالق الذي اودع بعضا من اسرار عظمته في حنايانا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق