" القراءة جعلت
دونكشوت رجلاً محترماً لكن تصديقه ما قرأ جعله مجنوناً".
برنارد شو
على الرغم من حالة الاحباط الجاثمة على صحتي ..
إلا أن أنباء هذا العرس الثقافي كما يطلق عليه اعلامنا..
اسطاع أن يستل انتباهي.. من وقعتي السريرية !
***
مررت على مكتبتي الصغيرة..
متخطية آلامي الفكرية ولواعجي الجسدية
وعملت جرد للكتب التي اغتنمتها من معرض الكتاب السابق..
اللافت للنظر..
أنني انهيت قراءة معظم الكتب .. وهذا بحد ذاته انجاز...
***
بعضها كانت تتويج لذائقتي..
وبعضها كانت خيبة مدوية .. وحقا ارغب بالتخلص منها!
وبعضها كانت بطاقة تعريف للوسط الثقافي في سلطنتي..
***
هل يمكنني أن أحاكم كاتبا من إصدار ؟
إن لم يعجبني إصدار لأحدهم.. ألن يعجبني إصداره
2 ؟؟
لست أدري!!
***
هنالك أسماء شطبت من قائمتي وحساباتي القرائية!
وللقلب أحكامه!
***
وهنالك أسماء عقدت معها صفقة الولاء القرائي!
***
وهنالك أسماء تترنح بين السقوط والثبات في هذه
الصفقة!
***
لا استطيع تحمل هذه الساعات القلائل التي تفصلني
عن المعرض ..
ماذا سأغتنم هذا العام للعام القادم!
***
وبماذا سينعكس علي!!
لست أدري ..
***
وماذا سأقتني لأطفالي ؟؟
ومن سيكون رفقاء ابني المراهق هذا العام من
الكتب؟
وماذا سأهدي لتلك الصديقة اللطيفة شوشو ؟؟
تقول (أي شي منك حلو)... مرعبة هذه الصديقة!
***
وماذا سأقدم لوالدي الحبيب من كتب التاريخ أو السياسة!!
أنا في حيرة من أمري ... أتمنى أن أحظى بغنيمة نفيسة
هذه المرة!
***
وهل سأحظى بأكثر من زيارة للمعرض... التي هي غاية
أمنيتي كل عام!!
اللعنة بدأت اشعر بالقلق!
***
حالة ترقب... لأصدقائي الذين سيصاحبونني عاما كاملا!!
(ان كتبت لنا الاقدار عمرا)
انتقاء الكتب ..كانتقاء الأصحاب.. في سفر!
***
في معرض الكتاب .. لا يكفيك تصفح الكتب
بل تصفح من يقتنون الكتب!
***
من نقاط الضعف عندي..
هي رؤية المهووسين بالقراءة!
***
أحيانا أتخيل لقاء القراء..
كلقاء المجانين ببعضهم!
***
كتاب جديد..
هو بالأحرى لقاء مع كاتب جديد..
حتى لو كان غائبا عن دنيانا منذ قرون!
***
الكاتب الذي يسطر ما يحتاجه قراؤه
هو الكاتب الفذ!
***
الإسهاب يتحول في أحايين كثيرة الى إسهال بغيض!
***
أليست مهانة أن يقلب قارئ عدة صفحات ليصل إلى
الفكرة التي تشغله!
***
لماذا نعشق القراءة ؟؟
لأنها تزيد من منسوب انسانيتنا المهدرة على الواقع!
***
القراءة لا تزيدنا الا تواضعا!!
وثقة في آن!
***
أعجب حقا بمن يتباهى بالقراءة!! أو يتعالى لأنه قارئ!
القارئ الحقيقي طالب علم.. طالب معرفة ..
متشكك ..متحفز ..متوثب الذهن.. متفكر..وناقد!
***
القارئ كالصوفي في تكيته...
كالزاهد في صومعته..
كالعالم .. بين مريديه..
كالكيميائي بين معادلاته!
كالقلب بين أحبائه!
القراءة ... حياة