روح البحث

الأحد، 23 مارس 2014

هل أحمد الله على مكروه!

هل أحمد الله على مكروه!
ولا يحمد على مكروه سواه!!
اكتب هذه السطور وقلبي يتأجج،  وقد جلبت هذه الأحداث الحالية موقفا مررت به، لا يمكنني نسيان ذلك اليوم، منذ قرابة 3 سنوات حيث احتد النقاش بيني وبين صديقتي في الدعوة في احد مساجد الباطنة، وقلت لها بكل صراحة وغيظ: اسمعي قد احتمل أن اجد سنية تردد كالببغاء الأفكار الوهابية.. لكن لا أقبله منك أنت.. أباضية وهابية.. لا يستويان.. اذهبي وادخلي إلى مواقع افتائهم وانظري أين منزلتكم في دركات الجحيم!!
وربما كان المد الوهابي هو السبب في خلعي رداء الدعوة يومئذ.. وبهتت رغبتي في مسجد تنثر فيه بعض أفكار متطرفة بحسن نية!
واصابتني الدهشة والحسرة في آن، وأنا أرى ذلك الحضورالجماهيري العماني المهيب بكل أطيافه لشيوخ الوهابية في جامع السلطان قابوس وبقية المنابر العمانية التي احتفت ببركات قدوم المد الوهابي الدعوي الوسطي!! وقلت في نفسي لعل الله يحدث أمرا، ولعل توافقا وسلاما مذهبيا يحل علينا من جهتهم خاصة بعد فيديوهات يوتيوبية من شيوخهم تتغزل في دماثة الشعب العماني وتعايشه المذهبي!
ليت شعري، حتى جاء اللقاء المفخخ لسماحة المفتي مع المديفر في قناة الرسالة ( التي لفظت مديرها طارق السويدان لموقفه الداعم للاخوان)، والتي انتهت الى دعوة لمناظرة! مامعنى مناظرة ؟؟ لاستتابة سماحة الشيخ من معتقده الأباضي!
ثم حدثت الزلزلة السياسية برفض عمان الاتحاد الخليجي، وما سبقه من موقفها المحايد من أزمة سوريا ووساطتها التاريخية لايران، وبدأت لعبة السياسة القذرة بإثارة الفتن لهذه الدولة المسالمة التي تحاول قدر ما اوتيت ابعاد شبح الحروب عن المنطقة واللا منحازة في سياساتها الخارجية بكل حنكة.
 وكم أود ان التقي بتلك الصديقة وزمرتها الداعيات الفاضلات الاباضيات (الوهابيات) .. بعد فتنة غرداية.. اتصور ان الصورة اتضحت الآن لديهن ولمن شابههن من الأخوة الدعاة الأباضيين بعد أن تكرمت قناة اقرأ (الوهابية) الوسطية كما تزعم ، بإذكاء نار الفتنة، هاهي تصرح عبر حلقة دينية تعيدها تكرارا ومرارا لأحد علمائها كما تزعم.. أن الاباضي الموحد عدو الله، وتكاد تفتي على الملأ: ودمه مباح!


ليس غريبا علينا كمسلمين وتاريخنا يحمل شواهد كثيرة لخلافات سياسية ارتدت عمامة الدين لتمرير أجندات. ثم نخلق طقسا عزائيا تاريخيا  لنتباكى على تلك الدماء التي سالت وهي تظن أنها في سبيل الشهادة.
نعم اقولها بكل بجاحة سلامنا المذهبي لم يأت من مؤسستنا الدينية التي عليها علامات استفهام من الطوائف الاخرى وعليها أن تراجع سياساتها و تحتوي جميع الاطياف وتقمع كل صوت ناعق بالفرقة مثال (عودتي)!!
عمان تعيش سلاما لأن قائدا محنكا كالسلطان قابوس حفظه الله زرع بذور المواطنة والوطن. ويجب علينا كأصحاب منابر وأقلام وعقل.. أن نحافظ على هذا الكنز.. وألا ننساق في أتون نار تذكيها أحقاد سياسية .
 كم أنتم وحيدون أيها الوهابية، عاديتم الأخوان وعاديتم الشيعة وعاديتم الأباضية والصوفية وكل المدارس الاسلامية.. ومدرستكم التكفيرية هذه آن لها أن تزول.
قاطعوا كتبهم وقنواتهم وأغلقوا أبواب الفتن القادمة منهم، وحاصروهم بالفكر..وبالسلام.. ليس بالسلاح كما هم يفعلون. حاربوهم بإسلامكم الأصيل الذي لم تلوثه الاجندات السياسية. تمسكوا بوحدتكم وبأوطانكم وبأخوتكم في الدين والأرض والانسانية وبكلمة لا اله الا الله!
كم من المضحك المبكي أن دولة اسلامية تدرج الإخوان كتنظيم ارهابي.. وأمريكا التي تحارب الارهاب لم تدرج الوهابية في اجندتها ضد الارهاب رغم ان القاعدة ومثيلاتها من ابناء هذه المدرسة المريرة التي قامت على الدماء حتى وصلت إلى الباطنة التي تقام عليها الآن و للأسف محاضرات لفكر مثل هؤلاء!!
* هل فعلا الاسلام دين سلام؟؟ اقنعونا كمسلمين بذلك اولا قبل العالم!
* الاسلام براء من اتباعه هذه الاجابة حقيقة مهينة لاتباع اعظم دين!
اذكر جيدا عندما تعينت في وظيفتي الحكومية، سألني احدهم؟ هل سألوك عن مذهبك؟
هززت رأسي نفيا بدهشة: كلا!
هز رأسه ايجابا بسرور وقال: عظيم .. هذه الدولة عظيمة!
اختم بهذه الحادثة الشهيرة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عندما بعث بعثا فقتل أحد أصحابه (اسامة بن زيد) رجلا أراد دفع القتل عنه بكلمة لا اله الا الله!
فظل النبي يردد على اسامه: " فكيف تصنع بلا اله الا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ فرجاه اسامه: يارسول الله استغفر لي.  فجعل لا يزيد على أن يقول:" وكيف تصنع بلا اله الا الله إذا جاءت يوم القيامة".

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق