كان عليه أن ينهض من غفوته ليداوم الصحو على جراحه؟ أم كان عليه أن يهرب من صحوه ليغفو عليها!
الضحكة التي خرجت في غير أوانها لتوقع (علياً) في قصة غرامية ليست أوانها (في ظل التعقيدات التي تعرقل مسيرة مجتمعنا)!
هي اقصوصة انسانية جدا.. تطرقت للاثنية والتعصب العرقي وتعرض البلادلأحداث
مناخية والفساد والربيع العماني والمظاهرات .
شخصية (علي) الموظف البسيط الذي سحقت روحه منذ طفولته لجينات هجينة تسبح في دمه وتطفو على سحنته والتي تضع من منزلته بين الناس بلا ذنب منه.. محب مخلص وغيور وشكاك.. رغم أنه مر بتحول فكري مهم وهو انفتاح شهيته نحو القراءة لدرويش والطيب صالح ونجيب محفوظ ونجيب الكيلاني وغيرهم. إلا أن القراءة لم تنعكس على تفكيره كثيرا وسلبيته الطاغية في بعض المشاهد خاصة مع أسرته الا انه عندما يسلك مسار التيار الديني يظهر نشاطه وحماسته غير انه سيواجه ذات النظرة الاثنية مما يجعله مجددا امام حيرته الازلية، ثم تجمعه الاحداث ليستمع للافكارالليبرالية !
هو شخص ليس لديه خبرة في الحب، اي انه قد يقع حتى في غرام السكريتيرة المثيرة بأحمر شفاهها وقبلاتها النارية لمديرها! إلا انه اخيرا وقع أسير عشق المرأة التي تضحك في غير أوانها.
اكثر ما شدني في الرواية الكلمات الشاعرية التي تضمنتها الرواية كديباجة
شعرية وكمقدمة لبعض الأحداث القادمة. وكذلك مشهد القرية وبساطة حياتها وحياة
الحقول وتعقيدات القبلية .
بالاضافة الى مسيرة هذا الانسان الذي يريد ان يطفئ لهيب احزانه
باتخاذ مسارات في الحياة وتخبطه بين الافكار المطروحة على الساحة وهذا ينعكس على
القارئ بكل ذكاء!
هي رحلة انسان، على الرغم أن شخصية علي السلبية أثارت حفيظتي،
الا أن الرواية بشكل عام كتبت بقلم انيق ونفس سينمائي وتطرقت الى دهاليز
الواقع العماني، أعجبني مشهد سقوط القلم شعرت اني اتابع مشهدا سينمائيا، بالاضافة
الى رحلة الاقلاع وارهاصاتها وفي النهاية المتروكة لمخيلة القارئ. نبهان الحنشي
قلم رائع بحق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق