المحبون
لا يسارعون إلى النوم لان اليقظة أجمل"
انيس
منصور
ومنذ ذلك المساء تغيرت حياتي وتغير نمط تفكيري .. بل تغيرلون بشرتي ...
ورائحتي..وذائقتي ..كان منعطفا خياليا ! اثر بي غاية التأثير ..وحول حياتي الى لون
لم اشهده قبلا!! لون يتمازج بأعذب الالوان ,, ويتمايل بدرجات مختلفة امام مقلتي
اللتين سئمتا رمادية أزماني ... معلنا عن ولادة صبح ثائر ...فجر طاقات وأزاهير شتى
. فشهد ولادة روح جديدة لي .. مقبلة على الحياة مدبرة عن السآمة والضجر... ذلك المساء
البديع الذي مر به طيفك جوارحي!
,,,,,,,,,
على ما يبدو ان رسالتي نزلت على جبال ظنون حيرتك..بردا وسلاما..مبعثرة ضباب
القلق عن كاهلك.
فألقيت ما بجعبتك فتلقفتني بسحرها: اعشقك حيزبوني!
هل توقفت الارض عن الدوران؟؟ اين اختفى ضجيج الاكوان؟
نبضات قلبي العنيفة تكاد تخلعني من الحياة لتقذفني بين يدي ملك الموت!
حملقت في ردك غير مصدقة عيناي ! اقرأه بتمهل شهي ..اتلذذ بتلكما المفردتين
العذبتين حرفا حرفا..اواه ايها العاشق اخيرا افصحت عن احتلالي لحصن قلبك .. بغض
النظر عن معنى حيزبون ..التي تعني العجوز الماكرة ! فقد كانت لذيذة الوقع علي لانك
نسبتني اليك ..وكأنما ضممتني اليك !
بعثتتني من هواجسي برسالة اخرى..
اينك؟
اكاد اموت شوقا ...
فلا تعذبي قلبي اكثر بغيابك!
انتظرك يا حياتي!
-
آه حنانيك.. فقد تلاشيت !
هذا ما استطعت ان اطبعه لك!
فعقبت : يبدو ايتها العذبة انك "ستدوخيني" و ستذيبيني برقتك !
اوقفتنا دهشة الحب عند هذا الحد من مناوشة الغرام... وتوقفت ذاكرتي عند هذا
الحدث..الذي ظللني طيلة مسائي...فلا اذكر شيئا سوى هذا الحديث الشهي!
آه من هذا الحب...كم زاد سنينا الى تقويم عقلي..واضفى على مشاعري نضجا وفجر
انهارا من الحنان. تصالحت مع ذاتي..ووقفت امام مرآتي وتراءى لي ملامح انثى في غاية
الجمال والبهاء والنضج. آه انه الحب يهذب النفس ويدثر الجوارح دفئا. تساءلت في
نفسي: كيف هي ملامحك؟؟ اانت وسيم كشخصيتك الآسرة!
فجاءت اجابتك صادمة لهفتي..
قلت لي : انا حلط !!
حاولت مناورتك..اعلم ان ابناء قبيلتك يتحلون بقدر من الوسامة...خل عنك
فجامعتي تعج بابناء قبيلتك وكذلك قائمة اصدقائي..
فرددت علي بغيظ: شبعي بهم!!
-ههههه شو قالوا لك سنكرز مثلا!
هكذا كانت حواراتنا ... تتخلها مناوشات لاذعة!
كنت لا تنزل موضوعا الا بعدما تتأكد اني اون لاين وتبعث لي برسالة عن مضمون
الموضوع. فأتداخل مع المتداخلين.. كان يخيل الي انك لا تكتب الا لي ولا تنتظر الا
ردي..وربما هذا ما اثار غيرتك وحنقك علي.
رغم اني احيانا استبعد ذلك.. اكان يثير سخطك رذاذ موضوعاتي دون اخطارك؟ فانك
لم تعاتبني قط !
كنت احيانا تغتاظ من تعقيباتي على المدونين في المنتدى.. لكني كنت اعرف كيف
امتص رحيق غضبك اللاذع! بمناوشات غزلية تطرح غضبك ارضا رافعا راية الاستسلام لسطوة
ترانيم غرامي!
وتارة كانت تثيرك كتاباتي العاطفية.. فتبعث لي رجاء بحذفها!
ولم احذف شيئا قط ! ولم اخسر ودك!
في حين كنت ارى مناوشاتك مع فتيات المنتدى..ولم اكن اتدخل رغم حرقة قلبي!
لاني كنت امنّي نفسي بغرور انك لن ترَ لي مثيلا! وكنت محقة في ذلك..لكن هذا لا
يعني انك لن ترَ خيرا مني!
في تلك الفترة استبد بنا نشاط استثنائي في المنتدى ..ولا عجب ان ارهاصات
الربيع العربي كانت حاضرة بقوة في مجتمعات الفضاء الالكتروني. وكم تشاكسنا وكم
اختلفنا مرات واتفقنا اخرى. لكن تبين لي انك ذو نظرة بعيدة ..الان وانا ارى ما آل
اليه الربيع العربي...تنتابني نوبة من الدهشة مكلله باعجاب شديد بعقليتك لقد كنت
محقا تماما!
ومن هنا بدأت فصول الغواية ! الربيع العربي ألقى بظلاله على قصتنا!!
شيء مدهش فعلا! تم اختراق المنتدى و الكثير من معرفات المدونين ..وكنت
منهم! وهذا ما سبب لك هزة عنيفة ادهشتني! في حين رأيت فتيات تم اختراق
معرفاتهن...فباشرن بكل اريحية بمعرفات جديدة! لكن انت السليط اللسان القوي منطقا
خارت قواك!!
ماذا فعلوا بك؟؟ كيف استطاعوا قهر كبرياءك؟؟ لا ادري بالضبط.. لم تبح لي
بشيء !
هنا بدأت فصول غيابك تعصف بي ...المدهش انك رفضت اعطائي رقم جوالك! في
المقابل اخذت رقمي وخزنته لكنك لم تتصل!
,,,,,
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق