روح البحث

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

فتــــــاة الرمــــــاد 3

                 إن أجمل مايحدث لنا لا نعثر عليه، بل نتعثر به.
                                                       .....احلام مستغانمي



 لا زال اسمك يقرع اجراس الحنين...
مداعبا اوتار الذكرى...
شاديا ترانيم المحبين.
اه ايها الحب المستكين... اه ايتها الجوارح المخضبة برضاب الاشتياق..اه ايها القلب المسكون بالوجع ونبضات الانين .. ان استرجاع قصتنا.. يحرك اوحال الواقع في مستنقعات الغضب..ويزلزل جبال الكبرياء ويذيب صقيع السنين ويؤجج الالتياع.
كتبت لي ساخرا ان الاطباء قد يئسوا منك...
فرددت عليك بلؤم: اتمنى لك الشفاء العاجل اخي!
-        اي ي ي....ياقلبي .... اي ي يا فؤااااد!
فانفجرت ضاحكة مندهشة من الغزل المبطن تحت ستار هذا "الأفيه " لفؤاد الاحول في مسلسل طاش ما طاش!
ذات مساء وجدت رسالة مشبوبة بالهلع..
الو ...وينك...اريد رايك في موضوع!
كانت قد مضت ساعات على رسالتك المتلهفة في صندوقي..
فأجبت : نعم مرحبا ...خير؟؟ اي موضوع!
فرددت علي بساعات مماثلة من الانتظار: طااااااااف !

لا انكر انك انتزعت جزءا معقولا من اهتمامي... تغيرت درجات ألوان علاقتنا .. اصبحتَ طيفا افتراضيا لطيفا..وصرتُ لا اندهش عندما افتح صندوق واردي لاجد رسالة منك.. تسألني عن رأيي في موضوع تم تداوله في المنتدى..كنت اشعر بنشوة غامرة تشوبها بعض الشكوك...هل فعلا تثق برأيي ام "تتلكك" فقط لتجد ذريعة للتواصل!!
ولكني كنت اجيبك ببساطة عن رأيي بلا تكلف.. كنت اشعر بتوافق ايدولوجي عظيم بيننا.. فكنت تكتفي بالصمت الممزوج بشهد ابتسامة الرضا ..لا ادري هل خانك المقال ام لم تجد مدخلا لمناوشة غزلية اخرى ..ام ان الدهشة طوقت جنانك بوابل من الصمت الخلاب ..كما تبدى لي فيما بعد عند طوفان تواصلنا.
دارت بيننا احاديث وتمتمتات.. كنا نتحدث عن كل شيء حتى اللا شيء اختلقنا له حروفا واسماء و"حواديت" !! هرطقت لك عن دراستي وافكاري واحلامي وكوابيسي..كنا من مذهبين مختلفين..ولكننا كنا نعتنق احترام الاخر وليس غريبا على مجتمعنا المتعايش بسلام ..حدثتني عن عملك وطموحك..وافكارك اقتربت من شخصك كثيرا لامست قلبك و ..اغانيك التي تسمعها..كنت تعشق حليم وثومه وناظم الغزالي..وانا كنت فيروزية الهوى ..وثورية المزاج!
ذات مساء سألتني: ماذا تفعل حيزبونة في هذه اللحظة؟
فأجبتك انصت لمي نصر.. اصبح عندي الان بندقية! فاحذر مني!
فرددت بسخريتك المعهوده: ماشاء الله رايحة تجاهدي يعني! مو منك من جيناتك الارهابية !
معرضا الى قبيلتي ! فضحكت بشدة قائلة: احذر ان تتكلم عن قبيلتي ! فانا قبلية حتى النخاع!
فبعثت لي بوصلة قائلا: استمعي لهذه ايتها الثائرة الفاتنة.
فكانت اغنية للعندليب .. موعود... ولم اكن اعرف ان هذه الاغنية ستكون رفيقة مساءاتي الكئيبة الماطرة بالوحدة وجنون الحنين!
عاهدني يا عمر ...ان تبعث لي بأغاني على ذوقك بين فينة واخرى حتى ان لم تجدني on line!
عاهدني الا تنقطع عني رسائلك...عاهدني
باذن الله ايتها الرفيقة الرقيقة.
ولكنك لم تفي بعهدك ..فيما بعد!
كان قلمي يشتد عوده..وشرع بنظم  بضع مقالات اجتماعية وسياسية ..مبشرا بأفكاري ..وتحلق حوله بعض المعجبين والمعجبات..وبدأت استعيد رباطة جأشي. كنت الكاتبة الوحيدة التي تنافسك في عدد المشاهدات والردود في ذلك المنتدى. وهنا بدأت الوان اخرى تتهادى بغنج في علاقتنا..لون لاذع شهي .. باتيانك بين فينة واخرى بتعليق واحيانا "افيه" ساخر في مواضيعي..مفلتا لساني اللاذع من قمقم الكياسة.... ويتدخل بعض الاصدقاء لفض الاشتباكات الحارقة بيننا... وكنتَ في ذروة التلاسن الكي بوردي بيننا تبعث لي في الخاص برساله ..اياك تزعلي ...بس اموت في مناقرتك ..ليش مدري... استانس نياهههها!
فكنت ارد عليك بغيظ: حسنا لقد اخبرتك سلفا انك تعاني الشيزوفرينيا لكن لا بأس انا سأعالجك واخر العلاج الكي فانتبه لنفسك!
ههههه خرعتيني .....
ثم تتمم رسالتك المستفزة بهذا الغزل المبطن..اعشق لسانك الطويل سيدتي الفصيحة!
كم انت مدهش ايها المجنون المفتون بنفسك... كنت احيانا اخرج من النت غضبى لافسادك مواضيعي بنكاتك الساخرة... واختفي لايام وعندما اعود اجد صندوقي الوارد ينضح بالاغاني والنكت والمقالات ..اساليبك ملتوية للاعتذار ولكنها كانت تسري عن غضبي.
لم تكن تتعرض لي مثلما كنت تسلخ مخاليفك..رغم  لسانك الحاد البتار! كان المنتدى يضج بمشاجراتك معي ومع مخالفيك وازداد المتابعين للمنتدى اثر حراكنا وخصوماتنا الايدولوجية..وكانوا يفتقدون ضجيجنا عندما كنا ناخذ فترة استراحة من النت باتفاق سري بيني وبينك..وقد اشتهر بينهم عداوتنا لبعض حتى ان اعداءك ومخاليفك التحقوا في صفي كي يغيظوك وقد نجحوا بالفعل  في اثارة غيرتك علي وليس غيظك فحسب!! ظن الجميع اننا اعداء ألداء في حين انه لم يكن سوى عاصفة من العشق المجنون!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق