في مواسم الغربة النفسية... التي كانت تشتد وطأة عواصفها الرمادية على شرفة
حياتي! ساكبة اطنانا من الرماد على ممرات احلامي. كانت ايامي الباهتة تمر وتنسلّ
من تحت قدمي ربيع عمري بلا هواده! ايام وسنون تجري بعنفوان رغم دقائقها المثقلة بالاوجاع و الحبلى برتابة
الاحداث! يتعاقب على كاهلي الليل والنهار وانا كحجر يتيم في فلاة..لا يتزحزح من
بلادة المكان ولايهاب وطأة اشتداد الازمان!
كنت امر بالوجوه لعلي ارى ملاحتي في عيني احدهم! وكم كانت فلسفة حمقاء! وما
حيلتي وقد ربيت في بيت يعج بالعميان! لا يحسن سوى رؤية القبائح والهلوسة بالتذمر والتشكي
والانتقاص والقاء الاوامر..بيت غادرته بساطة الحياة واستوطنته شدة القوانين
الحمورابية. ربيت على ان كل شيء في الوجود حرام!
ضحك الفتاة في بيتها ينتهك حرمة الجيران المستأمنين ..السوق ملاذ
الشياطين..زيارة الصديقات بدعة ..الهاتف النقال رجز من عمل الشيطان...واللابتوب
ابو الخبائث.. التجمل والتزين سفور ..الخ!
كنا نتحصل على رغباتنا بشق الانفس ..بعد اعتصامات ومطالبات والحاح وبكاء
وعويل وتلويح بالفشل الدراسي الذي كان الشماعة الناجعة لتلبية الكثير من مطالبنا
المشروعة!! كنا نحن الاناث نتفنن في اقتناء اكاذيب الاقناع بمهارة.
بينما كان كل شيء مما سبق مباح للذكور المنزهين عن النقائص!!
مساءاتي المدقعة بالغربة كنت
اقضيها اما في معانقة كتاب.. امشي بقدمي العاريين بين هضاب حروف عذبة حاسرة رأسي
..ناشرة شلال شعري الاسود...كاشفة جيدي الضائق بالحياة...اقتطف زهورا ادبية واتلمظ
فاكهة فكرية .. بعيدا عن ساطور الرقابة الحمورابية!
او في رتق كلمات ..محاولة نسج فستان رومانسي انيق
اتبختر به في قصور خيالاتي كساندريلا او رودوبس (فتاة الرماد )..
وارقص الفالص مع اميري الوهمي...الذي سيلبسني حذاء الحرية ذات حب.
يتبع....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق