روح البحث

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

زفـــــــاف أزرق!!!!


لا يطأ موطئا... الا احتفت به ملكوت الدنيا الفانية.. في بروتوكول مهيب عظيم على قدر زرقة دمائه!
,,,


 كانت القا عة  قد شرعت تستقبل بحفاوة  صنوف المهنئين من وجهاء البلد بعرس صاحب المقام الرفيع ذو الدم الازرق. وحول عرشه فراشات طوافات بفساتينهن الخلابة للعيون والمستفزة لشهقات الاعجاب من قلوب اصحاب الدماء الحمراء!
والموسيقى تتلوى  كأفعى الكوبرا على وقع ايقاع كعوبهن العالية تماما كأنوفهن الشامخة ...وتتمايل الفساتين بهدير امواج اجسادهن الراقصة بوهج الزرقة... القاعة تكتض بالبذخ والترف والمكياج الصارخ بألوان الطيف والرموش والاظفار الطويلة الحادة..انها شعائر الفرح المقدس لاصحاب الزرقة العريقة!
قوافل الاقارب الفقراء تصل ..وتحط رحالها عند الباب الموارب بحسرتهم ... موارين الفساتين البسيطة تحت استار الطاولات الانيقة الزاهية!
همست احدى الحمراوات :الطاولة اكثر اناقة منا!!
بقية الحمراوات  بحزم: ششش! اصمتي!
الزرقاوات يدندن اهازيج  فرح بثراء ... يتمتمن كل شيء كما هو مخطط...سيكون عرس القرن! تتهادى الضحكات الاروستوقراطيه على شفاههن التي اعتادت ملاعق الذهب!
جلبة..قلق..دموع ..ضجيج في آخر القاعة!!
تتوجه احدى الزرقاوات بشرر يتطاير ...مابال هؤلاء الفقراء الحمر لا يجيدون بروتوكولات الكياسة!!
الفقراء يلملمون صفوفهم يتأهبون لمغادرة القاعة الفارهة بالزرقة! وهمسات هلعة تحوم حولهن!
ماتت!! لقد ماتت!!
من؟؟ تتساءل زرقاء  ببلاهة ؟؟ متناسية تلك الاسيرة الفقيرة من القريبات على سرير المرض !!
فأزاحوا عنها غياهب الدهشة..مذكرين سمو الزرقاء بالحمراء الشابة التي جاء للتو خبر نعيها!!
يال التوقيت!!! اللعنة! بصقت بغضب! وهمست : لا تفزعوا من في القاعة! لدينا عرس! الا تراعون مشاعرنا ايها القساة! يامن تريدون افساد ليلة فرحتنا! هيا تعالوا الى قاعة الرقص..سنرقص ونبتهج بالعرس الذي انتظرناه زمنا مديدا!
عادت زرقاء الى بقية الزرقاوات لتنقل لهن الخبر الكئيب! لم يهتز لهن رمش من رموشهن الطويلة المطليه بالألوان البهية..وطلبن من "الدي جي" اغاني اكثر وهجا لاضفاء حماسة للقاعة ..واندفعن الى صدر القارعة يتراقصن كفراشات بكل رشاقة! الصفيق يشتد ... والموسيقى تعلو بصخبها والثريات تدور ببهاء نورها على الوان فساتين الزرقاوات... القاعة تدور وتدور ..وهواتف الحضور تئن برسائل الفجع!
البوفيه ممدود بشتى صنوف المأكولات الشهية..و رائحة الطعام تتمازج برائحة العطور الباريسية  ... القاعة  في جلبة اناس زرق يرقصون ببذخ وشقاوة.. والحمر في دهشة من تصاريف القدر!!
الزرقاوات يغمغمن برقص: لن يفسد فرحنا شيء عما قليل ستصل عروسنا بفستانها الباريسي ..ستذهل الحضور وسينسون الاكفان!
فنظرت احدى الزرقاوات الى باب القاعة : لقد ذهب البائسون لمشهد الاكفان!
هه الاغبياء!
لنرقص ....لنرقص

القاعة تدور بفراشات باهرات وانوار كريستالية وموسيقى صاخبة...وباب القاعة يودع الدماء الحمر بدهشة!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق