روح البحث

السبت، 10 نوفمبر 2012

عــــــايش الـــــــــدور!!



هو شخص سفوسطائي بامتياز...يتحلى بلسان يلتصق فيه مواعظ وعبر وشتى الوان الدرر التي تتناسب لخدمة وضعه السيسيولوجي . يصفهم المؤرخون منذ الازل  انهم..قامات فارعة في الفراغ ومنتشية بالفراغ..هامات مطله على السحاب ..في زاوية منفرجة.. يخيل الى الرائي ان الرأس سيتحدرج من على قفاه ليسقط اسفل ظهره!!
عريض المنكبين وان لم يكن سيحاول ذلك ممططا كل انسجته وخلاياه الاروستقراطية ..منتفخ الاوداج.. جهور الصوت ..قوي المراس في قراراته التعسفيه. لا يسمع الا صوته ..ولا يفهم الا رأيه ..ولا يعي الا حجمه...ولا يرى الا نفسه!!!
عايش الدور كما يقول علماء الجينات ..انه كان موظفا عاديا.. بسيط الحجم ومحدود الدور والدخل..لكن تعرض لطفرة وظيفية باعتلائه كرسيا مرموقا! فأدى الى تحفزات  هرمونية ونشاط في الدورة الدموية والوظيفية مما ادى الى ردات فعل لكريات الدم البيضاء للهجوم على كل بكتيريا حاسدة او حتى خاملة تعترض طريقه الى سدة القرارات الاحادية!! ويقول علماء السياسة..ولا ريب يتخذون من سياسة الويلات المتحدة مثالا يحتذى به وفي رواية اخرى الملوك العرب!
وصرح الاطباء لا ضير ان تصاب النساء ..فهن شريحة ضعيفة امام وهج الكرسي وبريقه خاصة اذا كن محاطات بموظفات عاملات كالنحل او واقفات كالنخل!
فتعتلي صهوة كرسيها آمرة ناهية نافية هذه ومدنية تلك..ومستمعة لوشوشات ووشايات فلانة الصيادة الماهرة لهمسات السخط العابرة لقارات المكاتب! فتتعامل بكل سلطوية و اريحية لاقصاء الاغيار!
ويوضح علماء السلوك ..وكلما ازداد الكرسي ارتفاعا كلما ارتفعت همة الانا والنرجسية في عايش الدور.. لذلك ان خرج من مكتبه فلا زال مصر الشاتوش الكشميري الباهض  كما يصرح في لقاءاته.. ملتف بشبق حول هامة  طويل العمر "عايش الدور".. حتى في المناسبات الاجتماعية يبدو متأنقا متزحلقا بكريماته العطرية وعطوره الباريسية بالاضافة الى قطرات من عود هندي اصيل على "فراخة" دشداشته العامرة بجسده المنفوخ بالكبرياء والاناقة والصفاقة كانه في مناسبة وطنية وليس حضور جنازة!
فعايش الدور في مجلس بيته كما في مكتبه كما في دردشات هاتفه التي شهدت طفرة بلاغية سفوسطائية!
ولا نندهش من عدم انقراض هذه السلاسلة المرموقه منذ الازل كالديناصورات! فعوامل التعرية ومواسم النيازك لا تهز لهم رمشا!! فكيف كرسيا!!
وعايش الدور يعيش دورة حياته الاستنائية بكل بذخ ووهج حتى ان تعرض للتقاعد من الكرسي اياه... يتكيء على كرسي حسابه السويسري مستريحا مبتهجا مسترخيا
ومنكشحا "ما اعرف معناها جات مع القافية" ....ودمتم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق