"الصداقة حب دون أجنحة"
لورد بايرون
كان تواصلنا وانسجامنا الروحي ضربا من الخيال..ربما لم نكلف نفسينا ان نسبر
اغواره ساعتئذ...كنا نستأنس ببعضنا ..دون تفكير وتمحيص!
غبتَ عن المنتدى فترة من الزمن خيل الي انها كانت دهرا... وكاد يهلكني
الحنين..كنت اقضي الوقت بسماع اغانيك التي بعثتها لي قبلا...وخاصة موعود.. رفيقة
احزاني ووحدتي..وفقدت شهيتي في امتطاء صهوة القلم....حتى افتقدني احد مدراء
المنتدى وطلب مني انزال موضوع ليعيد الحراك الى المنتدى الذي كاد يأسن بالمواضيع
التافهة!
فانزلتُ موضوعا اجتماعيا ..وفي خضم النقاش مع اعضاء المنتدى اذا بك تكتب
تعليقا لطيفا يخص الموضوع... كاد قلبي ان يخلع عظام صدري بنبضه العنيف... لدرجة
اني وضعت يدي على صدري من شدة الالم!
وتعاقبت التعليقات واحتد النقاش.. وانا لا زلت احاول تنظيم انفاسي المتقطعة
وتهدئة خاطر قلبي! فبعثت لي برسالة في الخاص ..
الو ...وينك جالسين نناقش؟؟
في هذه اللحظة ادركت اني اهيم بك... وان ملكوتي مرتهن بجاذبيتك..
وان سعادتي لا تكتمل الا بك.
فبعثت لك ..لست بخير..سأذهب لاشرب كوبا من الماء ..سأعود حالا!
سلامات...خير ؟؟ انتظرك ..
لم استطع ان اكتب لك شيئا ...وغابت الحروف اثر طوفان من الدموع باغتني!
ياالهي ...ماذا يحدث لي ..اني كنت متلهفة لك والشوق كاد يقطع طريق الدماء في
الوتين ..والان هاهو امامي..ولا استطيع التواصل معه!
اصابعي ترتعش..والحياة تضيق بي..لكأني اتنسم من ثقب ابرة! خرجت من غرفتي
مكللة بالشحوب وجفاف قاس يخدش حلقي...هرعت بكوب من الماء انقذ به نفسي..فخيل الي
اني شربت عصارة من العلقم!
ما هذه المرارة التي تكتنفني... خرجت الى ساحة المنزل..كان وقت الغروب
المصطبغ باحزان وداع يوم من ايام العمر... تمشيت تحت ظلال السدرة الوارفة التي
تحرس بيتنا باخضرارها..اخذت اتنشق الهواء ...وانا في حالة من فوضى المشاعر
..محاولة لملمة نفسي!
هلل الكون بالتكبير... معلنا موعد العباد مع الرب الكبير..توضأت ..وصليت
بجانب امي .. شعرت بالدفء والطمأنينة انا بين يدي الرب وانفاس امي الحانية. امضيت
المساء بصحبتها..لا ادري شعرت بحنو عظيم..بمشاعر كبيرة تداهم قلبي الصغير.. لم اعد
لحجرتي الا متأخرا...
رايت رسائلك تنتفض هلعا وغضبا..
سلامات...خير ؟؟ انتظرك ..
وينك؟؟ ما صار قلاص ماي؟
خلصتي التانكي؟ الو..
حيزبونه؟؟
طيب ...
اعتذر ان ضايقتك...
مع السلامه
وضعت اصابعي المرتعشة على الكي بورد وطبعت بلا شعور ..
احبك...
انتشت جوارحي بهذه المفردة التي كنت اتغنى بها دهرا.. قبل ان اعرفك..
والان هاهي حية ماثلة امامي...تنبض في جوانحي ألما لذيذا... قلبي ينضح حبا
لو وزع على هذا الكون لوسعه! تسونامي من المشاعر الدافئة تتدفق بعنفوان.انه تاريخ
جديد وميلاد سعيد...لحظة تغمرني بوهج براق...مقتلعة تلال الرماد عن ابواب شرفة قلبي!
تأملت رسالتي لك...ثم مسحتها وابتسامة خجلى تطفو على ملامحي المتألقة بك.
مسحت الرسالة ...واطفأت الجهاز. واسلمت رأسي للوسادة..ايها النوم خذني
بعيدا عن هذا الجنون الشهي!
يتبع....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق