ﻛﻢ أﻧﺖ ﺃﻧﺖ , و ﻛﻢ ﺃﻧﺎ ﻏﻴﺮﻱ , ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ
!
محمود درويش
محمود درويش
كسحابة صيف تباغت سماء حارقة، فتزمجر وتهطل
غير آبهة بدساتير القحط، دلف المكتب مكفهرا بيده مظروف وموبايل مختلف هذه المرة !
كانت
الأشواق تسبق خطواته، تقاعست عنها بتغيير زاوية الحديث: أهلا، مبروك موبايل جديد!
زم شفتيه اللاهبتين، وتحركت ذكريات خلايا يدي
التي ألهبتها قبلته. واطلق لعينيه العنان، برسائل أثيرية تلتقطها حواسي بخشوع!
قلبي يكاد ينخلع، مالذي يمارسه هذا الرجل من سحر في قيعاني!
أخيرا قرر أن ينهي صمته الحارق بكلمات تتفصد
لوعة: تباركين لي! بدلا من مواساتي، لست من محبي التغيير لمقتنياتي الحميمة، لكن
الغضب استبد بي وأنا استنطقه منك مكالمة أو حتى حرف في رسالة!! فهشمته!
....... حدقتاي تتمددان اتساعا لاستيعاب
هالته!
أردف مدمدما: محقني الانتظار، وسحقني الشوق
فأتيتك راغما!
كان موعد عودة زميلاتي من المصلى وشيكا، قلبي
ينبض عنفا وهواجسي تتربص بالباب.. فتصرفت بجنون ..اخذت حقيبتي وامسكت بيده اجره
معي ...بعدما دونت ملاحظة على طاولة زميلتي اني خرجت في مهمة سريعة.
توجهنا الى سيارتي، فأشار الى سيارته الفارهة
التي تقف شامخة على مرمى غروره.
نظرت اليه بحزم: اصعد .
فانثال طائعا..كالماء.
حركت سيارتي، وآلاف الافكار تصطدم بي، وبعد
فترة صمت وجيزة
همس: إلى أين تأخذينني ؟
نظرت إليه بخبث: خائف!
يا طويلة العمر الدنيا ليس بها أمان ، ألا
تسمعين عن قصص الاغتصاب في المزارع!!
لم افلح في مقاومة تلك الضحكة المباغتة!
امسك بيدي وهو يهمس: جميلة انت عندما تضحكين!
اقشعرت خلاياي العصبية باعثة اشارات هلعة
لقلبي: تركي رجاء ...
ياروح تركي!
---------
في ركن هادئ، احتشدنا انا وهو ومشاعرنا على
طاولة ارتمى عليه مظروف وفنجاني قهوة!
نظرت إليه عاتبة: أيعجبك أن تسبب لي فضيحة في
مقر عملي ياروميو؟
قطعا لا سيدتي جولييت!
ابتسامة تعاجل شفاهي، احاول مقاومتها لأتسلح
بالغضب المفتعل: تركي ماذا تريد؟
تناولت المظروف بتململ لأجده خاليا..لتستبد
بي الدهشة!
فابتسم مصوبا صوته الرخيم الى عيني: تهمني
سمعتك، لهذا أتيتك متذرعا بهذا المظروف الخاوي!
ابتسامته تعانق عيني... فبادلته الابتسام..
امسك بيدي، مسللا دفء جسده إلي.. استرخت
جوارحي..واستسلمت اصابعي لعناده!
سلمى ..احبك!
يتبع،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق