العواطف
..عواصف الحياة
الكسندر
بوب
همس ناظرا الى عصبية أصابعي.. ودوران المحبس العاصف تماما كهواجسي المتناقضة!
اخلعيه...والبسيني!
توقف المحبس عن الدوران..واشتعلت جذوة غضب دفينة في سحيق قلبي: هكذا اذن
..العلاقات رخيصة جدا بالنسبة اليك ويمكن استبدالها كما تستبدل هاتفك!
ياإلهي...أية حمم تثور في دواخلك أيتها المرأة!
اسمعي سيدتي ...
وبترت الكلمات على وقع كعب عالٍ يتخطى الطاولات مقتحما ركننا الهادئ!
صوت كمائع في كأس كرستالي براق: تركي !! أنت هنا.. أين أيامك؟؟ والله زمان!
قوام ممشوق، عباءة براقة عانقت ذلك الجسد بشبق، ووجه جميل يمطر بالمساحيق
تظلله خصلات شقراء صبغت باتقان ووزعت
بعناية حول محاسنه..وعطر باريسي ثائر تلبسنا بالنشوة!
تعابير مختلطة تعبر تضاريس وجهه: أهلا ..هيفاء..المعذرة .. لدي اجتماع عمل!
اوه ..آسفة جدا... باي!
شرارة اتقدت عند احتكاك نظراته بمقلتي !
سأعود الى عملي..هل تحب أن أوصلك... أم ستوصلك الحسناء الهيفاء!
ابتسامة تجد طريقها الى وجهه الغائم: أنا الذي سأوصلك! لحظة سأسدد
الفاتورة! اشربي قهوتك ريثما اعود!
غادرنا الطاولة.. تعتليها فنجانين ساكنين بقهوة لم تجد طريقها الى جلسائها..ومظروف
فارغ!
هاهو يستلم دفة قيادة سيارتي، هل هي بداية لمنعطف في قصتي معه..ام سيحملني
الى حتف هذه القصة المضطربة!
وثبت عدة صور في مخيلتي .. تراكمت ببعضها ..لترسم انطباعا وافق ايقاع اللحن
الغاضب في دواخلي.. كم اكره أن أزاحم ..
وتكون حكايتي مجرد رقم في مغامراته! سيارته
الفارهة التي ولا شك تترسب على مقاعدها الوثيرة أطنان من بقايا عطور وحكايا ملونة رافقته حينا
من الدهر..لم اكن فيه شيئا مذكورا! المحبس الذي سخر منه.. أليس بالاحرى انه يسخر
بالثوابت والقيم! تحطيمه لجواله الحميم كما يدعي ..ليس الا ضرب من عنجهيته ورغبته
في التملك..كما اصطرخ في وجه محاميه ذلك اليوم..اريد تلك الارض بأي ثمن هل فهمت!
هكذا انت اذن تستولي على ما يثير غرائزك وحسب!
رن جواله منهيا حظر تجول الكلمات: الو.. اهلا .. في اطيب حال..
هههه لا ابدا...نعم.. مندوبة!
نتكلم لاحقا... تحياتي.
ابلغ الهيفاء سلام المندوبة... لاتنس!
اغلق جواله ضاحكا: هههه ولا الاستخبارات الامريكية!
وبصوت رخيم استرسل حديثه: عزيزتي مثل هؤلاء النساء لا يلفتن اهتمام قلب
تركي... وهن كثيرات في عالم الاعمال والتجارة!
مطر ندي يهمي على اشتعالاتي، بابتسامة هازئة سألته: وما النوع الذي يلفت
قلب السيد تركي!
آآآه يا قلب تركي.. امرأة تحمل من الغرور والكبرياء والأنفة والثقافة
والقيم ما يجعل قلب تركي يخشع اجلالا في صومعة حضورها!! انها انت سلمى! من جعلت
قلبي رهينة معذبة في جوانتنامو مشاعرك الحادة!
سلمى ارجوك ..امنحيني فرصة...فقط كي تعرفيني ثم قرري ماذا تفعلي برهينتك
اعطه فرصة قبل اعدامه!
تأملت وجهه بصفاء سريرة ومقلتين غائمتين...
وقبل ان يترجل من السيارة ... نظر يمنة ويسرة.. كلص يوشك على سرقة.. وقبل
أن اباغته بأي مقاومة لنواياه المجهولة ..كان قد ترك قبلته السرية على خدي وغادر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق