روح البحث

الجمعة، 2 أغسطس 2013

حطـــــــــام 5

البؤس عود كبريت لا ينطفئ!




على حبل احزاني ،، نُشرت حكايا اخرى رديئة ،، تطفح بنتانة اللارضا،، والبغض المسجور للواقع،، لم يعد لبقايا  الفرح أي ألق بعد هذا الكم من القذر الذي يقذي القلب ويدمي البصر!
بعد عودته من المسجد،، أخذ يستذكر دروسه،، وبعد فترة وجيزة ، سألني: مازلت أنسى أخوات كان ..ماذا أفعل أمي!
كنت منهمكة في ترتيب دولاب ملابسه: حسنا عن يمينك المكتبة ولديك كتابين لقواعد النحو..ارسم خريطة ذهنية لأخوات كان حتى لا تنساهن! والصقها أمامك.
أأوه ماما..سيضيع وقتي !
لكل مجتهد نصيب،، وهكذا ستعتاد على التعلم الذاتي...كم مرة افهمك!
قام متململا ونظر إلي: أيهما آخذ ممسكا بالكتابين،،
انظر إلى فهرس احدهما وابحث عن كان وأخواتها ..
هاهو يتنقل بين صفحات الكتاب ، طفت بسمة على وجهي الشاحب، كم أحبه، لقد غيرت من منهجية المذاكرة معه ،،حتى يعتمد على نفسه فقد اتكل علي دهرا ههههه!  
لماذا تضحكين ماما؟
مسرورة بك حبيبي، وأنت تذاكر
Love you mom.
Love you son.
رغم أنه من جيل التعليم الأساسي الذي يوصم بالفاشل،، إلا أن عناية السماء أنقذته ! فمستواه في اللغة العربية جيد ولحسن الطالع أنه يجيد القراءة والكتابة عكس الكثييرين من جيله! فقد كان محظوظا في الحلقة الأولى* بمعلمات مجتهدات وأم  مهتمة فأثمر التعاون!
Mom look at this.
 ابتسمت: خريطة رائعة يا فراس!
دلفت المطبخ لأتناول عشائي..وإذا بأمي متجهمة الوجه.. حادة النبرة: لقد أكل ابنك غداء خاله! هذا الولد يعود من الملعب ليلتهم طعام غيره !
لا بأس أمي..أنا لم أتناول غدائي ، دعيه لأخي ..
لا ..لماذا لا تتناولين غداءك؟
لا أريد رزا.. سأتناول الفاصوليا مع الخبز.
أخذت أمي تلح علي أن أتناول وجبتي.. وكأنما شعرت بالندم!
وأصررت على تناول الفاصوليا ولم أتمكن من إتمام خبزة! شعرت بمرارة تجمعت في بلعومي ولم استطع ازدراد طعامي فغادرت وأنا أقاوم رغبة شديدة في البكاء. على عجل أخذت مفتاح سيارتي ، كان فراس قد أنهى ترتيب كتبه حسب جدول الغد.
فراس هل تأتي معي إلى البحر؟
Of course  mom.
على حصير افترشته أمام الشاطيء جلس  فراس يلعب بهاتفه، بينما أخذت امشي بمحاذاة الشاطئ، أخذت شهيقا عميقا،، ملأت رئتي بهدير البحر،، على مرمى بصري عائلة تتقافز ضحكاتهم على أمواج الشط.. شيء يعتصر قلبي..سرت في عروقي رعشة.. مججت الهواء المكبوت في صدري..وانهمرت دموعي بغزارة الأمواج! مالذي يداهمني ، أحكاية تافهة كهذه تثير دمعي؟ قطعا لا،، لكن القلب المكلوم ما عاد يحتمل شيئا! أصبحت في غاية الحساسية،، هذه المواقف مع أمي كانت تثير ضحكي ذات زمن! واعلم أن شقيقي لو سمع أن ابني التهم غداءه سيضحك وسيتناول أي شيء متوفر! لا أنكر أن نهم فراس سيء..وإن عاتبته سيقول لي: لا أحب الفاصوليا ولن تقبلي أن آكل من المطعم فماذا افعل! كنت جائعا!
بعد أن مسحت دمعي..جلست بجانبه ماذا تتمنى يا فراس؟
رفع بصره إلي: سعادتك أمي!
انهمرت دموعي وانا ابتسم.
فراس: كم أنتن مدهشات معشر النساء ألا تجيدون شيئا غير البكاء!
قرصت خده برفق: هيا أيها المشاغب لنعد.

يتبع،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق